المنوعات

موقع صناعي سابق في صلب مشروع فني بروما

06 فبراير 2017
06 فبراير 2017

روما، (أ ف ب): استحال موقع ميرا لانزا وهو من مخلفات مجمع صناعي كبير سابق في روما، مشروعا فنيا يثير جدلا ويشهد على الصعوبات التي تواجهها العاصمة الايطالية في مجال التجدد الحضري.

فمنذ الصيف الفائت، اصبح جزءا مما كان في ما مضى مصنع صابون متحفا في الهواء الطلق يضم اعمالا للفنان الفرنسي سيت الذي عاش على مدى شهرين خلال العام الماضي في وسط القمامة والدعامات المعدنية المحترقة.

غير أن الموقع الذي بات يشغله مهاجرون من غجر الروما لا يزال مهملا والاعمال الفنية من بينها تلك الموقعة من الفنان الفرنسي سيت بدأت تصاب بالتلف.

ويبدو طفل مرسوم على جدار من الطوب كما لو انه معلق في الهواء بعدما انهارت رزمة الكتب المكدسة امام الجدار والتي كانت تعطي انطباعا بأنه جالس عليها.

وفي نقطة ابعد، تعرض رسم يظهر حوضا فارغا لتشوه جزئي بسبب المطر. ويوضح ستيفانو انتونيلي مدير جمعية «999كونتمبوراري» القائمة على المشروع «هذا هو مصير هذه الاعمال».

ويقول «المكان مهمل منذ اغلاق المصنع في سنة 1957. منذ طفولتي ثمة مشاريع لتحويل الموقع الى متحف او مقر جامعي..غير أن ايا منها لم ير النور».

ويعاني موقع ميرا لانزا الواقع قرب حي تستاتشو الشعبي وعلى بعد بضعة كيلومترات من الكولوسيوم، اهمالا منذ ما يقرب من ستة عقود.

ويؤشر هذا الوضع الى مكامن الخلل المزمنة في روما على صعيد التخطيط الحضري بما يشمل مشاريع النقل العام او جمع النفايات، لكن الأمر عائد ايضا الى جملة عوامل قاهرة.

فقد نقلت الكتب الى ميرا لانزا عندما كان النية تحويل الموقع الى فرع لكلية عريقة في الفنون الدرامية.

غير أنها تبددت ومعها المشروع برمته بسبب حريق في العام 2014 حصل بعد طرد مئات القاطنين بطريقة غير قانونية في الموقع.

وفي زاوية كان يستخدمها القاطنون غير القانونيين لقضاء حاجتهم، رسم سيت طفلا برأس يشع نورا في عمل اطلق عليه اسم «لوكس إن تينيبريس» (النور في الظلمات).

ويقول ستيفانو انتونيلي ساخرا «لتوسيع مساحة العمل، اضطررنا لتنظيف المكان من البراز باستخدام المجرفة، وهو ليس من المهام الاعتيادية لمفوضي المعارض».

وعلى جدار آخر ثمة رسم لمهاجرين مكدسين داخل سفينة تبحر في اتجاه السواحل الايطالية اضافة الى صور تذكر الوانها بالواجهات الزجاجية في الكنائس.

وفي مبنى مجاور من دون سقف، تم تلوين دعائم اسمنتية بالوان قوس القزح في عمل يسعى القائمون عليه الى التذكير بالدمار اللاحق بمدينة تدمير الاثرية السورية جراء هجمات تنظيم الدولة الاسلامية.

وإثر حريق عام 2014، اقترحت جمعية «999كونتمبوراري» تنظيف الموقع وتأمينه وتنظيم معرض تجريبي لابراز امكاناته الفنية.

وقد نال المشروع الذي بلغت ميزانيته 50 الف يورو مضافا اليها بدل اتعاب مهندس على مدى خمسين يوما، موافقة رئيس بلدية روما السابق اينياتسيو مارينو (يسار الوسط). غير أن هذا الاخير اضطر للاستقالة على خلفية اتهامات بالفساد برأه منها القضاء لاحقا، في اليوم عينه لموعد توقيع الاتفاق في مقر البلدية ما اعاد المشروع الى نقطة البداية.

وبعد 15 شهرا، تنذر الصعوبات التي تواجهها رئيسة البلدية الجديدة فيرجينيا راجي ببقاء موقع ميرا لانزا اسيرا للاهمال لفترة اطول.