915174
915174
عمان اليوم

التأكيد على جاهزية الكوادر الوطنية لمكافحة التلوث في أصعب الظروف

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

ختام فعاليات التمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي «النورس 2017» -

كتب محمد الصبحي -

أكد معالي محمد ين سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية أن فعاليات التمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي «النورس 2017» جرت بالشكل المخطط لها، ولقد تم اختيار أصعب الظروف من أجل تجربة كفاءته العملية.

وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مبنى الوزارة بالخوير في ختام التمرين: إن النتائج التي يخرج بها التمرين ستكون قيد الدراسة من أجل تحسين جودة العمل واستحداث بعض الخطط ، وذلك من أجل مواءمة التطورات التي تحدث في الساحة، كما أن الوزارة تشيد بالعمل الذي تم في هذا التمرين من الجهات المختلفة المشاركة في التمرين، كما أن التوصيات والنتائج ستقوم بتطوير طرق التعامل مع مثل هذه الظروف والأحداث في مستوياتها المختلفة.

خطط قادمة

من جانبه قال سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية: إن هناك خططا دورية قادمة من أجل إقامة تمارين أخرى في المستقبل العاجل، وذلك للوصول إلى أعلى مستويات الجاهزية من أجل مواجهة مثل هذه الظروف والأحداث في السلطنة، وبما أن مياه السلطنة تعد معبرا للعديد من ناقلات الزيت والنفط الأمر الذي يوجب على السلطنة توخي أقصى درجات الحذر من أجل الحفاظ على البيئة العمانية، وعدم تأثر المنشآت الخدمية الأخرى بالتسربات، كما أن التمرينات القادمة ستشمل العديد من مناطق السلطنة الأمر الذي سيسهم في التعرف على كافة الظروف التي قد تواجه المكافحة، بالإضافة إلى استحداث بعض المعدات والأجهزة.

وتحدث عمران الكمزاري مدير دائرة مراقبة عمليات التلوث فقال: إن التمرين هدف إلى قياس فعالية خطط الطوارئ الوطنية المعنية بمكافحة التلوث الزيتي ورفع الكفاءة والجاهزية للاستجابة المشتركة وتفعيل مسؤولية وأدوار المؤسسات الوطنية وتدريب كوادرها وتطوير قدراتها وإثراء وتبادل الخبرات بينها والاطلاع على الإمكانيات الفنية والإدارية.

وأضاف الكمزراي: تم تنفيذ التمرين حسب الخطة الموضوعة وفق متطلبات الخطة الوطنية لمكافحة التدخل الزيتي في عمان، وبدأت عمليات التمرين عند اكتشاف تسرب قريب من ميناء الفحل الأمر الذي استوجب التدخل السريع من أجل منع ومكافحة التلوث الحادث، وشارك في التمرين عدد من الجهات الأخرى التي أسهمت بشكل فعال في التمرين، مثل وزارة الدفاع (التوجيه المعنوي)، وزارة الصحة، وزارة الزراعة والثروة السمكية، وزارة النقل والاتصالات، وزارة النفط والغاز، سلاح الجو السلطاني العماني، البحرية السلطانية العمانية، مركز الأمن البحري، شرطة عمان السلطانية (العمليات، خفر السواحل)، اللجنة الوطنية للدفاع المدني، هيئة الدفاع المدني والإسعاف، هيئة الكهرباء والمياه، بلدية مسقط، ميناء السلطان قابوس، إلى جانب عدد من المؤسسات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني مثل جمعية البيئة العمانية ومجموعة نظف عمان وشركة الخدمات البيئية (بيسكو)، وشركة لامور.

وأوضح الكمزاري: «نظرا لازدياد كميات النفط المتدفقة من مصدر التلوث، أدى ذلك إلى انتشار بعضها خارج منطقة عمل الشركة، واتجاهها إلى البحر المفتوح وتوقعات بتأثيرها على منطقة شاطئ القرم مرورا بالمنطقة البيئية الحساسة لمحمية القرم الطبيعية بالتلوث نتيجة للظروف الجوية، وشكل ذلك تحديا كبيرا فاق قدرات الشركة مما استوجب رفع حالة الاستجابة إلى المستوى الثاني حيث تم تفعيل غرفة عمليات وزارة البيئة والشؤون المناخية ودعوة كافة الجهات الحكومية المعنية المدنية والعسكرية والأمنية باتخاذ التدابير المطلوبة لمواجهة الحادث وفق إجراءات خطة الطوارئ الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت.

من جهته قال سليمان الأخزمي: « تم تنفيذ عمليات المسح الجوي بواسطة طائرة «الكاسا» التابعة لسلاح الجو السلطاني العماني المجهزة بتقنيات حديثة لرصد الملوثات الزيتية في البيئة البحرية والتتبع الميداني لحركة البقع النفطية ونفذت في منطقة التمرين عملية المكافحة بنشر الحواجز المطاطية لاحتواء الزيت ومنعه من الانتشار واستخدام معدات لاسترجاعه من البحر بالتعاون مع البحرية السلطانية العمانية وشرطة خفر السواحل في بعض مواقع التمرين، كما تم تنفيذ خطة الاستجابة على شواطئ منطقة القرم وإغلاق مدخل خور محمية أشجار القرم لتجنب دخول البقعة الزيتية إلى المحمية ولمنع وتقليل التأثيرات على المناطق ذات الحساسية البيئية».

وأضاف الأخزمي: «قامت محطة الغبرة لتحلية المياه والطاقة بتنفيذ خطة الطوارئ الخاصة بالشركة من خلال إنزال الحواجز المطاطية لحماية المحطة من البقعة الزيتية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية لمعالجة الآثار الناتجة عن التسرب وضمان عدم تأثيرها على مياه الشرب، كما تم إشعار كافة المنشآت السياحية والمواطنين والصيادين والمقيمين بعدم الاقتراب من المناطق الشاطئية والبحرية المتوقع تأثرها بالتلوث النفطي حفاظا على سلامتهم» .

نتائج مبشرة

وأشارت نتائج المتابعة الميدانية وعمليات الغوص من شركة تنمية نفط عمان والمسح البحري لزوارق وفريق الغواصين في منطقة شاطئ القرم التابعة لشرطة خفر السواحل وتقارير طائرة الاستطلاع البحري لسلاح الجو السلطاني العماني أنه تم التأكد من السيطرة على هذا الحادث في تمام الساعة 10:00 صباحا في يوم التمرين، وبناء عليه أصدرت اللجنة الوطنية للدفاع المدني بيانا بانتهاء التأثيرات المباشرة لحالة التسرب النفطي (النورس 2017) .

وقال المقدم محمد الجابري: إن التمرين أكد جاهزية الكوادر الوطنية في العمل في مثل هذه الظروف، مشيرا إلى الدور الذي لعبته الجهات المعنية في حالات تلوث سابقة مثل الحادث الذي وقع في عام 2013 لدى غرق إحدى السفن، وبالتالي انتشار كميات كبيرة من الزيت في بقعة واسعة من البحر، وهو الذي تحركت لاحتوائه مختلف الجهات رغم محدودية إمكانياتها في ذلك الوقت والتخلص من الزيت.

كما أشار مسؤول من سلاح الجو السلطاني العماني إلى استخدام أبرز المعدات والطائرات التي استخدمت صور المسح الجوي، لأماكن تواجد التلوث وحجمه وظروف المواقع المناخية، و أشارت القراءات إلى دقة البيانات التي حصل عليها سلاح الجو من هذا المسح، مشيرا إلى تطور المعدات التي تستخدم في مثل هذه الظروف الطارئة التي قد تواجه السلطنة.

يذكر أنه وفقا لمتطلبات الخطة الوطنية والاتفاقيات الموقعة بين دول المنطقة قامت السلطنة بطلب المساعدة الخارجية من إحدى الدول المجاورة.