كلمة عمان

ضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

في الوقت الذي تواصل فيه القوات السورية والروسية، والإيرانية، والتركية أحيانا، غاراتها الجوية وعملياتها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي أساء إلى حد بعيد للإسلام والمسلمين، في المنطقة، وعلى امتداد العالم، وهو ما بدأت بعض نتائجه في الظهور بشكل أو بآخر، فإن هذه الجهود التي تتم بمشاركة بعض فصائل المعارضة السورية المعتدلة، التي تلقت إمدادات سلاح أمريكية هذا الأسبوع، تشكل في الواقع ضغطًا متزايدًا على عناصر تنظيم «داعش» وعلى مجموعاته، التي تتقلص المساحات التي تسيطر عليها، بشكل ملموس في الآونة الأخيرة.

على أنه من الأهمية بمكان التأكيد على أن الجهد الحربي المتزايد ضد تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سوريا، والذي يشارك فيه، بشكل مستقل،التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويتكون من نحو 60 دولة من دول العالم، لا يمكن أن ينفصل عن الجهد العسكري الكبير والملحوظ الذي تقوم به القوات العراقية ضد مجموعات تنظيم «داعش» في الموصل والمحافظات الشمالية والغربية في العراق، على مدى الأشهر الأخيرة.

وبرغم التضحيات الكبيرة التي تقوم بها القوات العراقية، التي تتلقى بعض المستندة الفنية والأمنية من الولايات المتحدة في معركة تحرير الموصل، فإنه من المؤكد أن القوات العراقية استطاعت خلال الآونة الأخيرة تحقيق خطوات طيبة، ليس فقط على صعيد تحرير القطاع أو الجانب الأيمن من الموصل، والسيطرة عليه بشكل كامل، ولكن أيضا في تأمين خطوات العودة لسكان ذلك الجزء من الموصل للبدء في العودة إلى بيوتهم، بعد تجربة مريرة، دفعوا ثمنها غاليا، مع استمرار الاستعدادات لتحرير الجانب الأيسر من هذه المدينة العريقة.

وبالرغم من محاولات تنظيم داعش شن هجمات هنا وهناك، في العراق وسوريا وخارجهما أيضا، لإثبات أنه لا يزال قادرًا على الحركة، وأن ما يتعرض له في العراق وسوريا لم ينل منه بشكل يدفع به نحو الانهيار، إلا أن الاستمرار في تحرير مزيد من الأراضي في العراق وسوريا، وبدء عودة النازحين في الموصل، والقيام بالترتيب لإعادة فتح جامعة الموصل مرة أخرى، وحماس الشباب العراقي للإسهام في حملة تخليص الموصل من آثار داعش، في الشوارع وعلى جدران المناطق المحررة، يدفع بالفعل إلى الثقة في قدرة العراقيين والسوريين على هزيمة هذا التنظيم والتخلص منه. صحيح قد يمر بعض الوقت ليتحقق ذلك، خاصة وأن هناك أطرافا تستثمر التنظيم، بشكل أو بآخر، إلا أن الإصرار على هزيمة الإرهاب، والتصدي له بإرادة وعزيمة وعمل جاد ودؤوب، لابد وأن يصل في النهاية إلى الهدف المراد تحقيقه. ولذا فإن دعم الجهود العراقية والسورية لمقاومة «داعش» وكل التنظيمات الإرهابية، تحتاج إلى مساهمة وتعاون كل الأطراف الراغبة في القضاء على هذه الظاهرة التي أساءت كثيرا للإسلام والمسلمين على نحو غير مسبوق.