915796
915796
العرب والعالم

ارتفاع عدد القتلى إلى 19 و«الأطلسي» يدعو روسيا للتحرك

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

قلق دولي حول القتال في أوكرانيا -

915797

افديفكا (أوكرانيا) - (أ ف ب): أثار مقتل 19 شخصا في آخر تصعيد للقتال في أوكرانيا أمس قلقا دوليا بشأن تصاعد النزاع الدامي في البلد الذي يعتبر الساحة الخلفية للاتحاد الأوروبي.

فقد تبادلت القوات الحكومية والمتمردون المدعومون من روسيا قذائف الهاون والقذائف الصاروخية لليوم الرابع حول مدينة افديفكا الشرقية المضطربة الواقعة شمال دونيتسك التي أعلنها المتمردون عاصمة لهم.

وقال الجيش الأوكراني إن ثلاثة من جنوده قتلوا الليلة قبل الماضية بينما اعلن المتمردون أن أربعة مدنيين قتلوا.

وقام المئات بوضع الزهور في ساحة الاستقلال في كييف فيما حمل الجنود الأوكرانيون اكفان رفاقهم الذين قتلوا في تصاعد العنف مؤخرا.

وتسببت الاشتباكات في افديفكا في انقطاع التدفئة والماء عن أكثر من 20 ألف شخص في فصل الشتاء البارد جدا، فيما لا تلوح في الأفق بوادر انفراج.

ويأتي القتال في مرحلة مهمة بالنسبة لأوكرانيا وسط تزايد المخاوف في كييف من تقلص الدعم الأمريكي مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية والذي يسعى إلى إصلاح العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وفي جلسة طارئة دعا مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس الأول إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأعرب أعضاء المجلس عن «قلقهم الشديد حيال التدهور الخطير للوضع في شرق أوكرانيا وتأثيره على السكان المدنيين»، وقال المجلس ان «القتال الكثيف في المناطق المحيطة بافديفكا خلال الأيام القليلة الماضية .. هو انتهاك سافر لوقف إطلاق النار الذي نصت عليه اتفاقيات مينسك». ووقع وقف إطلاق النار في العاصمة البيلاروسية في فبراير 2015، وانتهك مرارا، الا انه لا يزال يعتبر افضل أمل لإحلال السلام في البلاد التي كانت في فترة ما جسرا بين روسيا والغرب.

كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال تجدد المواجهات، وقالت وزارة الخارجية إن «الولايات المتحدة قلقة للغاية من تجدد أعمال العنف أخيرا والتي بلغت ذروتها في شرق أوكرانيا».

وعبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس عن اسفه «لأخطر تجدد للعنف» يسجل منذ فترة طويلة في شرق أوكرانيا وطالب روسيا باستخدام «نفوذها الكبير على المتمردين» الموالين لها لوقف العنف.

وبدأت الحرب بعيد الاطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في فبراير 2014، وردت موسكو بضم شبه جزيرة القرم.

وتعرضت مدينة افديفكا التي تعتبر مركزا صناعيا، لأول هجوم للمتمردين الاحد سعيا منهم لإعادة السيطرة على المنطقة إضافة إلى الجبهة التي تفصل الجانبين المتنازعين. وبدأ عدد من السكان من بينهم لاريسا (62 عاما) بحزم أمتعتهم للبحث عن ملجأ من البرد والعنف. وقالت لوكالة فرانس برس أثناء مغادرتها المدينة مع حفيدتيها «كانت ليلة سيئة، فقد ايقظ القصف الأطفال»، وأضافت ان «قذيفة سقطت تحت نافذتنا، ولكن الحمد لله لم تنفجر». وقال مدير منطقة دونيتسك الموالي لكييف بافلو زهيبرفسكي ان أوكرانيا تلقت تطمينات روسية بأن الهدنة ستسري فورا، ولكن لم يأت رد من موسكو او كييف. وقال على صفحته على فيسبوك ان نحو 80 شخصا اما غادروا افيدفيكا او تم اجلاؤهم منها حتى الان. وألحق القتال أضرارا جسيمة بمصنع لفحم الكوك يوفر التدفئة للمدينة التي غالبية سكانها (نحو 25 ألف شخص) من العمال.

وتتولى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبة انتهاكات وقف اطلاق النار وترتيب محادثات سلام بين مبعوثي روسيا وأوكرانيا.

وقالت البعثة الأوكرانية في المنظمة ان نحو 22 ألف شخص اصبحوا بدون تدفئة أو ماء أو كهرباء وسط درجات حرارة وصلت إلى اقل من 20 درجة تحت الصفر. وقال زهيبرفسكي ان مستوى توافر التدفئة في البلدة لا يزال منخفضا، مضيفا ان البلدة تتوافر فيها المياه ولكن أنظمة الضغط ضعيفة لدرجة أن الماء لا يصل إلى الطوابق العليا من المباني المرتفعة.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرة آلاف شخص تقريبا، اكثر من نصفهم من المدنيين، منذ اندلاعه في أبريل 2014. وتقدم روسيا الدعم السياسي للمتمردين، الا انها تنفي اتهامات الغرب وكييف بأنها توجه التمرد أو أنها أرسلت جنودا إلى منطقة الحرب.