913275
913275
مرايا

تركها للأيدي العاملة الوافدة أبرز الأسباب - لافتات لمحلات تجارية..بأخطاء لغوية مرفوضة وعبارات نحوية مغلوطة !

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

تحقيق: نايف بن علي المعمري -

لا شك أن الأخطاء التي تكون ظاهرة في بعض اللافتات التجارية وخصوصا عند كتابة العبارات ومسميات الأنشطة التجارية عليها وما تحمله من عبارات مغلوطة وأخطاء نحوية في تركيب الكلمات والأحرف هي أخطاء غير حضارية وغير مقبولة، يرفضها الشارع العماني ويستنكرها الأدباء والمثقفون والزوار، كما أنها تشوه جماليات اللغة لاسيما العربية، هذا، ويعتقد البعض ممن أجرينا معهم لقاء حول الموضوع أن الأيدي العاملة الوافدة هم وراء السبب في قضية توسعها وانتشارها على بعض لافتات المحلات التجارية، حيث يؤكدون انتشارها الواسع ويرون أن صاحب المنشئة أو المحل لا يبذل جهدا في الذهاب إلى الخطاط بحيث يكتفي بذهاب عامله الآسيوي للخطاط ليملي له العبارات والكلمات التي يريدها على اللافتة والذي هو الأخر أيضا من الجنسية الأسيوية.

بينما آخرون يرون أنها بحاجة إلى موظف ومفتش مختص في كل فرع من أفرع البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه في جميع الولايات، يقوم بدراسة العبارات على اللافتات ومراجعتها والتأكد منها والإشراف عليها من قريب أو من بعيد والتأكد من مدى التزام أصحابها بمعايير واشتراطات الكتابة على اللافتات.

أخطاء في اللغة العربية

وحول الموضوع استقصت «مرايا» عددا من الآراء، حيث يؤكد خليل بن إبراهيم بن دلشاد الزدجالي أن هذه الظاهرة منتشرة في محافظة مسقط وكذلك في المحافظات والولايات الأخرى، وعلى حد تعبيره أن هذه الأخطاء في اللافتات التجارية تكمن في الأخطاء النحوية وكذلك اللغوية من حيث نقص الأحرف أو زيادتها في بعض الكلمات أو في تركيب الكلمات نفسها من أجل إعطاء جمل مفيدة أو إحداث تأخير أو تقديم كلمات وعبارات في غير محلها، ويضرب خليل الزدجالي بعض الأمثلة لهذه الأخطاء بقوله: هناك بعض الأمثلة؛ من مثل مكتوب على لافتة احد المحلات« التسوق صريح» فيما الأصح «التسوق السريع» وأخرى «الأبواب ألفولاذية» فيما الأصح بحذف الهمز عن ال التعريف في كلمة الفولاذية، وأخرى أيضا «مطعم فروي» والمفترض كلمة روي، ويضيف قائلا هناك الكثير منها يكاد نراها في الكثير من المحلات التجارية في مختلف البلدان والمحافظات. كما يؤكد خليل الزدجالي أيضا وجود أخطاء كثيرة في ترجمة الكلمات والعبارات إلى اللغة الانجليزية كونه متطلبا أيضا لابد منه في اللافتات التجارية.

ضوابط أفضل

يؤكد من جانبه وليد بن راشد بن غسان الشقصي وجود هذه الأخطاء في الكثير من اللافتات التجارية ويرجع وليد الشقصي السبب من وجهة نظره إلى مشكلتين، أحدهما ربما تعود إلى ضعف المتابعة من الجهات المعنية أو طريقة المتابعة بحاجة إلى ضوابط أفضل، بحيث لا تسمح تلك الضوابط والاشتراطات بوجود مثل هذه الأخطاء، وثانيهما ربما تعود إلى مشكلة عند الخطاط أو وقوع أخطاء مطبعية أثناء كتابة اللوحة وإخراجها بصورتها النهائية. ويضيف وليد الشقصي في أسباب وقوع الأخطاء اللغوية على اللافتات التجارية إلى ضعف إلمام صاحب المحل بأساسيات اللغة العربية أو الانجليزية على حد سواء، وربما لم يطلب من آخرين مراجعتها وتدقيقها قبل إعطاء الأذن للخطاط بكتابتها فقد يكون ذالك الخطاط من الجنسية الأجنبية أو الآسيوية حيث يكتب كما أعطى له من كلمات وعبارات.

ليست ظاهرة

فيما يرى محمد بن سالم بن غليط العبري أن هذه الأخطاء في اللافتات التجارية ليست ظاهرة بالشكل الكبير ولكنه يؤكد على وجودها في بعض اللافتات، حيث يقول: في الحقيقة هذه الأخطاء لا نقول عنها ظاهرة ولكنها فعلا موجودة في بعض لافتات المحلات التجارية، ويضيف مستطردا: أشكر جهود الموظفين في وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه وأفرعها في المحافظات على متابعتهم المستمرة وتنظيم آليات العمل فيما يخص العبارات والكتابات على اللافتات التجارية، فيما يعتبر محمد العبري وقوع الأخطاء في بعض تلك اللافتات أخطاء فادحة ومرفوضة، كما يعزو ذلك إلى أسباب مشتركة، فقد تكون المشكلة عند صاحب المؤسسة بحيث أنه لا يجيد كتابة اللغة العربية بشكل صحيح وكذلك بالنسبة للغة الانجليزية، وهذا الرأي يتفق مع ما أكد عليه وليد الشقصي، فيما يعود السبب الثاني أيضا إلى عدم وجود مدقق لغوي يتم تعيينه في البلديات يهتم بهذا الجانب منذ تقديم الطلب ومراجعة الأنموذج المقدم وانتهاء بالإشراف على اللافتة بعد تركيبها على المحل، ويضيف محمد العبري قائلا: مع تقديري واحترامي للجان الفنية الحالية في البلديات والمكلفة بمراجعة هذا الموضوع، قد يكون منهم من هو غير ملم بجماليات اللغة العربية مما يتسبب بطريقة غير مقصودة منح التصريح لصاحب المنشأة بكتابة اللافتة بالأخطاء الموجودة فيها.

ومن أجل الحد من التصرف في تركيب الصور عن طريق برامج الكمبيوتر كالفوتوشوب ونحوه قبل تسليم نموذجها للبلدية يرى محمد العبري بأهمية المتابعة والإشراف الميداني على تركيب اللافتة، بحيث لا يتم منح التصريح البلدي إلا بعد زيارة المحل للتأكد من صحة الكتابة على اللافتة وبالتالي نضمن عدم وقوع الأخطاء عليها.

ملفتة للعيان

فيما تتفق جوخة بنت سرور بن سعود المحروقية مع ما أكدت عليه الآراء السابقة من انتشار هذا الموضوع في الكثير من اللافتات التجارية وعلى حد قولها أصبحت ظاهرة ملفتة للعيان لا يمكن السكوت عنها ويجب المسارعة في إيجاد الحلول العاجلة بشأنها، حيث تؤكد أن هذه الظاهرة تنعكس سلبا على ثقافة مجتمعنا العماني العربي الإسلامي الأصيل، وتستذكر توجهات القائد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه في إشارته وتصحيحه للكثير من المسميات المغلوطة. وتتفق جوخة المحروقية مع رأي محمد العبري في ضرورة توفير مدقق لغوي في الجهات المسؤولة يقوم بدوره الإشرافي في هذا الجانب حفاظا على جماليات اللغة العربية وكذلك اللغة الانجليزية ومعانيها المقصودة في تلك اللافتات.

تأثير سلبي

يرى خليل الزدجالي أن الأخطاء في اللافتات التجارية منظر غير حضاري في بلدنا ويسيء لثقافتنا العربية كعمانيين، حيث يقول: إن هذه الظاهرة تسيء بسمعة ثقافتنا العربية ونحن نعلم أن مخاطباتنا وتعاملاتنا اليومية مؤسسة وأفراد وكذلك كموظفين في الدوائر الحكومية نتعامل في مراسلاتنا باللغة العربية وبالتالي لا بد من الحرص على الحد من هذه الظاهرة بل العمل على خلوها نهائيا من الأخطاء اللغوية التي قد تقع فيها، ويضيف خليل الزدجالي بقوله: أيضا يجب البحث عن مدلولات اللغة ومعاني الكلمات سواء كانت باللغة العربية أم الانجليزية، فاللجنة القائمة على متابعة مسميات الأنشطة التجارية وعبارات اللافتات يجب تتأكد من مدلولات تلك المسميات بحيث تبتعد عن منح أصحاب المحلات المسميات التي تتعارض مدلولاتها ومعانيها مع اللغة العربية الفصيحة.

الحذر مطلوب

ويضيف محمد العبري حول تأثيرها السلبي بقوله: وضعنا في هذه الصورة سيكون غير جيد، حيث يأتي السائح العربي من خارج البلد وأول ما يلف انتباهه هي اللافتات التجارية ووجود هذه الأخطاء تولد مفهوما لدى الزائر أو السائح بأن العمانيين غير ملمين باللغة العربية أو أن الأخطاء النحوية واللغوية شائعة لديهم، وبالتالي يجب الحذر من هذا الموضوع والعمل بكل الطرق على الحد منه. من جانبه يؤكد وليد الشقصي هذا القول، بأن استمرار وجود الأخطاء اللغوية في اللافتات يؤول إلى تأثير ثقافي سلبي من حيث أنه يشوه بالمنظر العام للبلد واعتقاد السائحين والزائرين له بعدم تشبع أهل عمان بجماليات اللغة العربية وعدم إلمامهم باللغة الانجليزية إن كان الخطأ في ترجمة بعض الكلمات الانجليزية.

توصيات

جميع الآراء المطروحة في هذا الاستطلاع تستنكر وقوع الأخطاء على اللافتات التجارية بأنواعها، وتؤيد العمل على توفير مدققين لغويين في كل فرع من أفرع البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه تنصب مهامهم في تدقيق اللافتات والتأكد من صحتها اللغوية والنحوية، والإشراف الميداني بعد تركيبها على المحلات؛ لأنها احدى الواجهات التي تُمثل سمعة البلد الثقافية، كما يجب أن تقوم وزارة التجارية والصناعة بدورها أيضا في هذا الجانب، والعمل على التأكد من معاني الكلمات في مسميات الأنشطة التجارية ليس فقط على مستوى اللغة العربية وإنما أيضا على مستوى اللغة الأجنبية المترجمة.

وتؤيد الآراء المطروحة أهمية الإشراف على اللافتات التجارية ولو عن طريق ملاحظات الفنيين المختصين خارج أعمالهم أو بإبلاغ مواطنين عنها، بحيث يتم رصدها ومطالبة صاحب المحل بتغييرها فورا، وعدم السماح بالتصرف الشخصي المودي إلى وقوع مثل تلك الأخطاء عليها. هذا، وتؤيد الآراء أيضا أهمية التحديث والتطوير في طريقة تقديم طلبات كتابة اللافتات التجارية والالتزام باشتراطاتها ومعاييرها بحيث تلافي وقوع أي خطأ لغوي أو نحوي أو معنى في كلماتها وعباراتها.