أفكار وآراء

الجمعية الزراعية العمانية خطوة على الطريق الصحيح

28 يناير 2017
28 يناير 2017

سالم بن سيف العبدلي -

كاتب ومحلل اقتصادي -

يواجه قطاع الزراعة في السلطنة العديد من التحديات والمشاكل التي تحول دون تطوره وتنميته من أهم تلك المشاكل تفتت الحيازات الزراعية وصغر حجمها وطغيان الطابع التقليدي عليها إضافة الى نقص الموارد المائية وسيطرة القوى العاملة الوافدة على هذا القطاع الحيوي الهام ناهيك عن مشاكل متعلقة بالتسويق والآفات التي تصيب المحاصيل وغيرها من العوامل الطبيعية.

وللتغلب على هذه المشاكل والتحديات قام عدد من مزارعي محافظتي الباطنة بتبني إنشاء جمعية زراعية تعنى بتنمية وتطوير قطاع الزراعة والاهتمام بالتسويق الزراعي ومحاولة تشجيع الشباب العماني للعودة الى الزراعة والتي هي مهنة الإباء والأجداد.

وقد تأسست الجمعية الزراعية لمزارعي محافظتي الباطنة في عام 2005م وتم إشهارها رسميا بموجب القرار الوزاري رقم 126/‏‏2009 الصادر بتاريخ 7 ذو القعدة 1430هـ الموافق 26 أكتوبر 2009م ومقرها ولاية السويق محافظة شمال الباطنة.

وقد تركزت أهداف الجمعية حسب نظامها الأساسي على تذليل وحل المعوقات والمشاكل التي تواجه مزارعي محافظتي الباطنة، إضافة الى تبني التكنولوجيا الحديثة وتوفير المستلزمات الزراعية بشكل جماعي وتقديم الإرشاد الزراعي للمزارعين وتشجيعهم على استخدام المبيدات الصديقة للبيئة وترشيد استهلال المياه وإبرام عقود الشراء بشكل جماعي وتسويق المنتجات الزراعية العمانية والترويج لها داخل وخارج السلطنة وغيرها من المهام التي تخدم المزارع العماني.

وقد استطاعت جمعية مزارعي الباطنة منذ إنشائها تحقيق العديد من الإنجازات والأعمال حيث تجاوز عدد منتسبيها 100 شخص، فقد قامت بتشجيع أعضائها على تبني الزراعة المحمية حيث وصل عدد البيوت المحمية الزراعية المبردة لدى أعضاء الجمعية إلى ستمائة (600) بيت بالإضافة إلى 200 ألف متر مربع بيوت ومظلات محمية غير مبردة.

كما قامت الجمعية بتبني التقنيات الحديثة والمتطورة وإرشاد المزارعين باستخدام المعدات والآلات الزراعية الحديثة والاتصال بالخبراء والفنيين بالجهات المختصة والبحث عن أحدث المعلومات والبيانات الفنية لتعميمها على المزارعين وتشجيعهم على استخدام المبيدات الصديقة للبيئة وتجنب استخدام الكيماويات الضارة بصحة الإنسان والبيئة.

تقوم الجمعية الزراعية بتصدير عدد من المنتجات الزراعية العمانية كالفاصوليا والفلفل المدور والطماطم إلى عدد من الدول مثل اليابان وهولندا وأسبانيا منذ عدة سنوات وهذا بحد ذاته يعد إنجازا يحسب لها خاصة إذا ما علمنا بأن هذه الدول تضع شروطا ومواصفات صعبة ومعقدة، فوصول المنتجات الزراعية إليها يحتاج إلى جهد مضاعف وهذا ما قامت به الجمعية، كما إنها حصدت العديد من الشهادات والجوائز المحلية والعالمية تقديرا لها على جهودها وخلو منتجاتها من المتبقيات السمية وعلى مشاركتها في العديد من المعارض الزراعية.

وكانت هناك مطالبات مستمرة من مزارعي محافظات أخرى كالظاهرة وشمال وجنوب الشرقية ومحافظة ظفار للإشهار جمعيات زراعية فيها على غرار جمعية مزارعي الباطنة إلا أن وزارة التنمية الاجتماعية لم توافق على طلباتهم، وتم اقتراح إنشاء جمعية تضم جميع محافظات السلطنة وتكون نواتها جمعية مزارعي الباطنة من هنا جاء القرار الوزاري رقم 174/‏‏2016 والصادر بتاريخ 21 ربيع الأول 1438هـ الموافق 21 ديسمبر 2016 والخاص بتغير مسمى الجمعية الزراعية لمزارعي منطقة الباطنة ليكون الجمعية الزراعية العمانية.

وعلى ضوء هذا القرار يحق لجميع المزارعين العمانيين القيام بإنشاء فروع لهذه الجمعية بعد أن تنطبق عليهم الشروط وضم الجمعيات الأخرى التي لها علاقة بالأنشطة الزراعية والتي كانت تنتظر الإشهار منذ سنوات الى هذه الجمعية حسبما أفادنا رئيس جمعية مزارعي الباطنة.

يتيح هذا القرار الجديد الفرصة للجمعيات الزراعية الأخرى ان تندمج مع الجمعية الزراعية العمانية، حيث يحق للجمعيات (قيد الإشهار) إنشاء فروع تكون تابعة للجمعية الأم، كما يحق لها فيما بعد أن تنشئ شركات زراعية تقوم بممارسة كافة الأنشطة التجارية الزراعية من بيع وشراء وتسويق المنتجات.

لذا فهي فرصة للمزارعين العمانيين والشباب الطموح أن يعود للزراعة من جديد كما أنها فرصة للمزيد من التعاون والتكاتف بين الجميع والوقوف أمام القوى العاملة الوافدة التي تسطير على الأرض وتهدر المياه، ومن خلال العمل الجماعي يتم تسويق المنتجات والتغلب على المشاكل والعقبات التي تواجه قطاع الزراعة بشكل عام.

لذا ينبغي على الجمعيات الزراعية ذات العلاقة سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للإدماج وتعديل أوضاعها والعمل بشكل جماعي لمجابهة كافة العقبات والإسراع في إنشاء شركات استثمارية تجارية زراعية تهتم بعملية التسويق والبيع والشراء داخل وخارج السلطنة مع أهمية الاهتمام بالجودة والمواصفات وعدم ترك الأرض للقوى العاملة الوافدة التي تستخدم المبيدات السامة وتقدمها لنا في صورة خضروات أو فواكه.