910974
910974
العرب والعالم

هولاند: إدارة ترامب تشكل «تحديا» لأوروبا وميركل تدعو إلى التماسك

27 يناير 2017
27 يناير 2017

مخاوف وغموض حول توجهات الرئيس الأمريكي الجديد -

910976

عواصم - (وكالات): اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تشكل «تحديا» للاتحاد الأوروبي خصوصا في ما يتعلق بالاقتصاد.

وصرح هولاند في مؤتمر صحفي خلال زيارة الى برلين انه وفي ما يتعلق باوروبا «لنكن صريحين هناك تحديات تطرحها الإدارة الأمريكية بالنسبة الى القواعد التجارية وايضا حول المواقف التي علينا اعتمادها لتسوية النزاعات في العالم».

ودعت كل من ألمانيا وفرنسا إلى التعاون الوثيق بين الأوروبيين كرد على الاتجاهات الشعبوية الصاعدة، وعدم اليقين في التوجهات الخاصة بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

وقالت المستشارة ميركل، قبيل محادثات أجرتها مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في برلين امس إن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة، «لن نستطيع التحكم فيها إلا بالتعاون المشترك». وأوضحت ميركل أن من بين الموضوعات الهامة في هذا الاتجاه الدفاع عن المجتمعات الحرة وعن التجارة الحرة.

وقالت ميركل في إشارة إلى القمة الأوروبية المقبلة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: «نحتاج إلى اتحاد أوروبي قادر على معالجة المسائل الهامة التي نواجهها بحسم وسرعة»، وأشارت ميركل إلى أن هذا الأمر يرتبط بمسؤوليات وواجبات كل عضو بالاتحاد، وقال هولاند: «إن من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تصبح أوروبا موحدة سياسيا».

من جهته، طمأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس نظراءه الاوروبيين بشان التزام واشنطن بحلف شمال الاطلسي، بحسب ما افاد مسؤولون امس، فيما يعتزم الرئيس دونالد ترامب التحادث هاتفيا مع زعماء كل من فرنسا والمانيا وروسيا.

وتحدث ماتيس هاتفيا مع وزراء الدفاع في فرنسا والمانيا وإسرائيل أمس الأول، بحسب ما صرح المتحدث باسم البنتاغون كابتن البحرية جيف ديفيس.

وقال ديفيس في بيان ان ماتيس طمأن وزيرة الدفاع الالمانية ارسولا فون دير لين في المكالمة بشان «التزام الولايات المتحدة المستمر بحلف شمال الاطلسي».

وقال ان ماتيس «شكر الوزيرة فون دير لين على قيادة بلادها في نشاطات حلف شمال الاطلسي على الخاصرة الشرقية (لاوروبا) وفي افغانستان، واقر بالدور الذي تلعبه المانيا في مكافحة الارهاب خاصة في الحلف ضد داعش».

وأضاف ان الوزير «تحدث كذلك عن أهمية ألمانيا الاستراتيجية بوصفها البلد الذي يستضيف 35 الف عسكري أمريكي، وهي اكبر قوة أمريكية تتواجد في أوروبا».

كما اكد ماتيس كذلك على اهمية حلف شمال الأطلسي في محادثته مع نظيره الفرنسي جان-ايف لي دريان الذي ناقش معه «التعاون الأمني بين الحلفاء الذي هو أقوى من اي وقت مضى نظرا لان البلدين يشتركان جنبا الى جنب في مكافحة الإرهاب».

ويتوقع أن يتحدث ترامب مع بوتين ومع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غدا، بحسب البيت الأبيض.

وفي السياق نفسه، أعلن الكرملين أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب سيتحدثان هاتفيا غدا.

وسيكون الاتصال الهاتفي خطوة أولى صوب ما وصفه ترامب بتطبيع العلاقات بعد ثلاث سنوات من التوتر جراء أزمة أوكرانيا.

وكان ترامب قد صرح في الماضي بأنه مستعد لإعادة النظر في العقوبات المفروضة على روسيا- منذ ضمها لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014- في إطار التقارب الذي يسعى لتحقيقه مع روسيا.

ومن المتوقع أن تشهد هذه الخطوة المزمعة من ترامب معارضة من شخصيات بارزة في واشنطن وقادة أجانب- منهم ميركل- يعتبرون أن تنفيذ روسيا لشروط الغرب بشأن أوكرانيا شرط أساسي لتخفيف العقوبات عنها.

ويواجه ترامب بالفعل متابعة مكثفة من معارضيه داخل الولايات المتحدة الذي يقولون إنه فاز بالانتخابات بمساعدة المخابرات الروسية- وهو ما ينفيه- وبأنه مستعد أكثر من اللازم لإبرام اتفاقات مع دولة يرى الكثير من المسؤولين في إدارته أنها تمثل تهديدا للأمن الأمريكي.

وجرت آخر مكالمة هاتفية بين ترامب وبوتين في نوفمبر بعد فوز رجل الأعمال السابق بالانتخابات الرئاسية.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين سيستغل الاتصال لتهنئة ترامب على توليه السلطة وتبادل الآراء بشأن العلاقات الحالية بين البلدين.

ورد بيسكوف على سؤال للصحفيين عما إذا كان موضوع أوكرانيا سيطرح خلال المحادثة بين الزعيمين بالقول «هذا أول اتصال هاتفي منذ تنصيب الرئيس ترامب ولهذا من الصعب أن نتوقع أن تبحث هذه المكالمة نقاشات جوهرية بشأن كل المواضيع. .سنرى. لنتحلى بالصبر»، وقال بيسكوف إنه لا علم له بخطط للبيت الأبيض لرفع العقوبات المتعلقة بأوكرانيا المفروضة على روسيا.

واستقبل ترامب امس في البيت الأبيض رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للبحث في العلاقات التجارية ما بعد بريكست واعطاء دفع جديد «للعلاقة الخاصة» بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

وفي شأن العلاقات الأمريكية والمكسيكية، يرى محللون ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجازف من خلال اثارته غضب المكسيك بمعاداة شريك استراتيجي للولايات المتحدة قد يتخذ إجراءات للرد من خلال اشعال حرب تجارية او الحد من التعاون لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأثار ترامب غضب المكسيك بإصراره على أنها ستتحمل كلفة بناء جدار على طول الحدود بين البلدين والتي تقارب مليارات الدولارات في سجال اشعل اكبر أزمة دبلوماسية بين البلدين الجارين منذ عقود.

وبعد ان كان الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو عبر عن تفاؤله بإمكانية إقامة علاقات جيدة بين البلدين عقب انتخاب ترامب، تلاشت هذه الآمال يوم الخميس مع إلغائه زيارة مقررة الى واشنطن على خلفية الخلاف بشأن الجدار واتفاق التبادل الحر.

ويرى الخبير في العلاقات الأمريكية المكسيكية بجامعة تارلتون في تكساس، خيسوس فيلاسكو، ان آخر أزمة كبيرة بين البلدين كانت عام 1985 عندما قامت عصابة مخدرات بتعذيب وقتل عنصر في ادارة مكافحة المخدرات الأمريكية، مما دفع واشنطن الى إغلاق الحدود لفترة وجيزة.

وقال فيلاسكو ان الأزمة الآن «اسوأ» حيث «يحاصر ترامب إدارة بينيا نييتو دون ترك أي مجال للتفاوض».

وأضاف أن المكسيك يمكن أن ترد الرد عبر السماح للمهاجرين القادمين من امريكا الوسطى بعبور الحدود. وأضاف انه وبالرغم من انتقادات ترامب، إلا أن المكسيك والولايات المتحدة تتمتعان «بأنجح تعاون (على الحدود) في العالم».

واثر ضغوطات قامت بها إدارة الرئيس السابق باراك اوباما عقب التزايد الكبير في عدد المهاجرين الأطفال غير المصحوبين ببالغين عام 2014، شنت المكسيك حملة امنية على الهجرة غير الشرعية على حدودها مع غواتيمالا.

ورحلت مكسيكو 147,370 مهاجرا العام الماضي، مقارنة بـ80,900 عام 2013، وفقا لأرقام أعلنتها وزارة الداخلية.

وفي الوقت الذي يطالب فيه ترامب المكسيك بتحمل كلفة تشييد الجدار، باتت عدد المكسيكيين العائدين الى بلادهم اكبر من عدد المهاجرين الى الولايات المتحدة.

واقترحت ادارة ترامب إمكانية فرض ضريبة بقيمة 20% على الصادرات المكسيكية كخيار لتمويل الجدار.

وقال الخبير الاقتصادي لويس دي لاكي، الذي كان ضمن المفاوضين بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) في التسعينات لوكالة فرانس برس انه «في حال فرضت الولايات المتحدة ضريبة من هذا النوع، فستفرض المكسيك من ناحيتها ضريبة مماثلة».

إلا أن دي لاكال شكك في إمكانية موافقة الكونغرس، حيث يدعم الكثير من النواب التبادل الحر، على خطوة كهذه.

واضاف ان «الولايات المتحدة مرت بفترات معقدة في السابق إلا أن ترامب شخص مختلف» وسيتوجب عليه ضمان بقاء العلاقات «ايجابية».

واتفاقية التبادل الحر باتت مطروحة للمراجعة بطلب من ترامب، الا ان وزير الاقتصاد المكسيكي حذر من خروج حكومته من الاتفاقية اذا لم تكن المفاوضات مرضية.

وتعد المكسيك شريكة للولايات المتحدة في مكافحة المخدرات حيث خصص الكونغرس 2,5 مليار دولار لمبادرة ميريدا، وهو برنامج مساعدات وقعه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في 2007 يزود اجهزة تطبيق القانون المكسيكية بالمعدات والتدريب.

الا ان ترامب امر المسؤولين بالبحث خلال ثلاثين يوما في دوائر الحكومة الامريكية عن اي مساعدات «مباشرة وغير مباشرة» مقدمة للحكومة المكسيكية في اطار بحثه عن مصادر تمويل للجدار.

من ناحيته، يرى دوكان وود، مدير معهد مكسيكو في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن ان على المكسيك القيام بالمزيد لابراز أهميتها بالنسبة لأمن الولايات المتحدة.

وقال وود لوكالة فرانس برس ان «ان التركيز في السابق كان كله على السبل التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة أن تساعد المكسيك في محاربة الجريمة المنظمة» إلا ان على المكسيك الآن الإثبات لجارتها العظمى انها «محظوظة لان لها صديقة على حدودها الجنوبية وان هذا جدير بالتفكير».

وكمثال عن هذا التعاون بين البلدين، سلمت المكسيك الأسبوع الماضي تاجر المخدرات الشهير خواكين «إل تشابو» غوسمان المتهم بإدارة أنشطة أكبر كارتل مخدرات الى الولايات المتحدة عشية تنصيب ترامب.