صحافة

الحياة الجديدة:ترامب.. وسلطة الشعب الخالية من الصحة

27 يناير 2017
27 يناير 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب موفق مطر، مقالاً بعنوان: ترامب.. وسلطة الشعب الخالية من الصحة،جاء فيه:وقف عشرات الآلاف من المواطنين الأمريكيين يستمعون ويصفقون لرئيس وعدهم بنقل السلطة من واشنطن الى الشعب، ولكن قبل عودة المساكين - الذين وقفوا في البرد وتحت المطر للاستماع الى رئيس يطرح نفسه (كسوبر ماركس) - الى بيوتهم وقبل انقضاء الليل، وبعد انتهاء سابقة البهرجة التي لم تحدث من قبل لرئيس من الـ 44 السابقين. وقع ترامب على ما يريده هو فعلا من الشعب الأمريكي، فصدق وعده، ووقع على قرار بجعل الشعب بمثابة (البقرة الحلوب) (لامبراطوريته المالية) ولكبار الرأسماليين في الحزب الجمهوري، يعصر فقراء الشعب الأمريكي في (سطل العصر الترامبي) وبالمقابل يقدم للشعب عشب الوهم بنقل السلطة إليه، لكنها في الحقيقة خالية من (الصحة)!!. ألغى ترامب قانون الرعاية الصحية الأمريكي المعروف بـ (أوباما كير) الذي كان اهم إنجازات الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما في العام 2010، حيث وفر القانون التأمين الصحي الشامل لكل مواطن أمريكي بتكاليف منخفضة، وخصوصاً لمن ليس لديهم أي تأمين صحي مغطّى من شركة ما، ومنع هذا القانون شركات التأمين من رفض عمل التغطية الصحية اللازمة للأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة. بعد ساعة من أدائه القسم، وإغراقه (الكابيتول) - مكان الاحتفال - بعبارات (أمريكا أولا)، (وحدة أمريكا)، (لا فرق بين الفقراء والأغنياء والبيض والسود)، (سنحارب التشدد الإسلامي)، (سنسترد أموال أمريكا)، وقع ترامب على إلغاء هذا القانون فاثبت من أول لحظة أن الشعب الأمريكي بالنسبة له ولحزبه سلعة تخضع لقانون العرض والطلب، وهذا ما يدعونه ظلما الديمقراطية الأمريكية!!. لا يمكن أن يكون ترامب موضع ثقة لدى قادة العالم المخلصين الصادقين مع الشعوب، فترامب لن يكون مشكلة الولايات المتحدة الأمريكية وحسب، بل المشكلة الرئيسة لكل العالم وهنا بيت القصيد. قال ترامب إن أموال أمريكا لن تذهب الى جيوش ودول اخرى، وأن الشعب الأمريكي هو صاحب الحق في هذه الأموال، فيتهيأ لسامعه ومشاهده أن خزينة الولايات المتحدة الأمريكية مجرد جمعية خيرية، وأن حكومات بلاده السابقة ومخابراتها لا تدفع للانقلابات في أمريكا اللاتينية، ودول العالم الثالث، أو أنها لم تدفع لإنشاء تنظيم القاعدة وتفريخاتها التي ظهرت بصورة داعش، أو أنها أقحمت جيوشها في حروب في العراق وفي أماكن أخرى في العالم حبا بالشعوب وطواعية، وليس للحفاظ على مصالحها كامبراطورية تنتشر قواعدها في كل موقع استراتيجي في العالم، فترامب يعلم جيدا أن حكومات الولايات المتحدة تشتري ضمائر رؤساء وحكومات وأحزاب وقوى وجماعات بهذه الأموال فقط لضمان مصالحها أما الحرية والديمقراطية فانهما السوليفان الذي تمرر فيه هذه الأموال. سنجرب أن نصدق ترامب، وتحديدا في موضوع المليارات الأربعة التي تقدمها إدارة البيت الأبيض سنويا لدولة الاحتلال (إسرائيل)، وسننتظر قرارا بإيقافها فورا وإعادتها الى خزينة الشعب الأمريكي، إلا إنْ قصد ترامب أن إسرائيل ستكون الولاية 52 في بلاده، وأن الإسرائيليين جزء من الشعب الأمريكي الذي ستعود إليه هذه الأموال !!. في خطاب التنصيب قدم ترامب الولايات المتحدة الأمريكية للعالم في مرتبة تبدو وكأنها تحل بعد دولة الدومنيكان في الترتيب العالمي لمعنى الدولة!! فمن أصغى جيدا لترامب وهو يتحدث عن بلاده يتخيل للمبتدئ في الاهتمام بالسياسة أن الولايات المتحدة إحدى دول العالم الثالث المنهكة بالحروب الداخلية، والانقسامات العرقية، والانهيارات الاقتصادية وان الله قد بعثه كمنقذ في اللحظة الأخيرة. ما قدمناه مجرد قراءة مبسطة لكلام ترامب، أما فيما يخص نقل سفارة بلاده الى قدسنا المحتلة، فلعلها المناسبة العملية التي سنقف فيها الى جانب الشعب الأمريكي، ونساعده في استبيان الحقيقة رغم أن حوارنا معه لم ينقطع، فربما يدرك هذا الشعب وهو يرى حراك شعبنا وامتنا ضد أي قرار لترامب بهذا الخصوص، إن المصلحة الحقيقية للشعب الأمريكي هي السلام في الشرق الأوسط، سلام قائم على الدولتين، وبقيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، ولعلنا بذلك نساعدهم في التحرر من شباك أوهام تسقطهم فيها آلة المستحكمين بمصير الشعب الأمريكي تحت يافطة الحرية والديمقراطية.