أستراليا تحتفل بعيدها وسط ابتهاج واحتجاج

سيدني - (د ب أ): نقانق مشوية وسباقات صراصير وحفلات موسيقية واحتجاجات: تلك كانت طريقة الاحتفال بالعيد الأسترالي، في مختلف أنحاء البلاد أمس. وبالإضافة إلى ذلك، أدى 16 ألف مهاجر جديد على الأقل من 150 دولة مختلفة قسم المواطنة في 400 من المراسم المختلفة.

ويمثل العيد الأسترالي، وهو إجازة رسمية، مماثلة لعيد الوحدة الألمانية أو يوم الباستيل في فرنسا، الذكرى السنوية لوصول أول أسطول بريطاني إلى سيدني في عام 1788.

وكانت بريسبان قد أجرت سباقاتها التقليدية للصراصير التي اجتذبت الآلاف من الأشخاص وسارت مئات السيارات في مواكب مع أعلام أسترالية، عبر شوارع داروين واستضاف ميناء سيدني حدث «فيروتون» السنوي، بالإضافة إلى «رقص الباليه» من القوارب واليخوت. لكن الاحتفالات الرائعة جعلت أيضًا الجدل المتزايد حول العيد الوطني تحل محله مسيرات احتجاجية في معظم المدن الكبرى.

وشهدت سيدني واحدًا من أكبر الاحتجاجات في الأيام الأخيرة، حيث طلب عشرة آلاف شخص تغيير موعد «العيد الأسترالي».

وقال ديف بيل، أحد منظمي الاحتجاجات في سيدني: «منذ عام 1788، نقاتل، إنه خزي وطني لأن يكون لدينا عطلة في العيد الأسترالي وهو اليوم الذي مثل بداية الإبادة الجماعية».

ويعتبر الكثير من سكان أستراليا الأصليين 26 يناير أنه «يوم الغزو»، وهو بداية القمع على أيدي المستعمرين البريطانيين.

وفي احتجاج خارج البرلمان الاتحادي في كانبرا، ذكر آلان توماس كوي، وهو من سكان أستراليا الأصليين أنه يتعين تغيير موعد العيد الأسترالي نظرًا لأنه يستدعي «ذاكرة سيئة» للكثيرين.

وقال توماس كوي لوكالة الأنباء الأسترالية (إيه.إيه.بي): «إنها بداية لجميع مشاكلنا. إننا شعب مختل بسبب تأثير المجتمع الأبيض ونحتاج لأن يتعرف الناس تلك الحقائق».

ويقول علماء: إن السكان الأصليين وضعوا نسلهم في القارة، قبل نحو 50 ألف عام، قبل فترة طويلة من الاستعماري البريطاني الذي أعقبه قرنين من القهر الوحشي والقتل.

والآن فإن حوالي 700 ألف من السكان المحليين والأصليين أو 3% من 23 مليونا من السكان، يقتربون من القاع عبر جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية. ومتوسط عمرهم المتوقع أقل عشر سنوات عن الباقين ويمثلون 27% من عدد السجناء.

وقال رئيس الوزراء مالكولم ترنبول للصحفيين في كانبرا: إن الاعتراف الدستوري بالسكان الأصليين أكثر أهمية من موعد العيد الوطني للبلاد.