العرب والعالم

جماعة «بلمختار» تتبنى الهجوم الانتحاري بمدينة «غاو»

19 يناير 2017
19 يناير 2017

الرئيس المالي أبو بكر كيتا يعلن الحداد لـ 3 أيام -

غاو (مالي) - (أ ف ب): تبنت كتيبة المرابطون التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار والتابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هجوما انتحاريا استهدف امس الأول مجموعات مسلحة وقعت اتفاق السلام في مالي، واسفر عن سقوط ستين قتيلا في غاو كبرى مدن شمال مالي.

وكان المقاتلون الذين ينتمون الى تنسيقية حركات ازواد (حركة التمرد السابقة التي يهيمن عليها الطوارق) او الى مجموعات مسلحة موالية للحكومة، يستعدون للدوريات المشتركة التي ينص عليها اتفاق السلام الموقع في مايو ويونيو 2015 بين باماكو وهذه المجموعات المسلحة المختلفة.

ويفترض ان تشكل هذه الدوريات التي سينضم اليها على الأرجح عسكريون ماليون، تمهيدا لاعادة بناء جيش مالي موحد.

وأعلن الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا الحداد الوطني لثلاثة ايام بعد هذا الاعتداء الذي اسفر عن سقوط اكبر عدد من القتلى في تاريخ مالي الحديث. وفي كلمة بثها التلفزيون اعلن الرئيس المالي سقوط ستين قتيلا على الأقل و115 جريحا، بدون ان يوضح ما اذا كانت الحصيلة تشمل منفذي الهجوم.

وذكرت الحكومة المالية ان بين القتلى «خمسة انتحاريين»، لكن جماعة المتطرف الجزائري مختار بلمختار لم تتحدث في بيان تبنيها الهجوم سوى عن منفذ واحد.

وقالت كتيبة المرابطون في بيان نشرته وكالة «الاخبار» الموريتانية وتداولته مواقع جهادية على الانترنت ان الهجوم نفذه «عبد الهادي الفلاني» وينتمي الى قبائل الفولاني.

وكانت الجماعة نفسها تبنت الاعتداء الانتحاري بسيارة مفخخة على مطار غاو الذي يبعد بضع مئات من الأمتار عن مكان الهجوم الأخير، في 29 نوفمبر 2016.

وتحدثت بعثة الأمم المتحدة في مالي عن سقوط «عشرات القتلى» و«عشرات الجرحى» مشيرة الى أن المعسكر يضم 600 مقاتل. وذكر شاهد عيان ان الانفجار القوي ادى الى تمزيق جثث وتطاير اطراف في الهواء.

وقال الرئيس المالي ان العربة التي استخدمت في الاعتداء تحمل «شعار الآلية العملانية للتنسيق» المكلفة تنظيم الدوريات، معبرا عن استيائه الشديد لهذا «الاسلوب الخياني». ودان احد المقاتلين الذين تم انقاذهم الثغرات في اجراءات الامن.

وقال هذا المقاتل لوكالة فرانس برس «للقيام بدوريات مشتركة يجب تجميع (المجموعات المسلحة) في ثكنات ونزع اسلحة الناس وعندها سيحل السلام»، وأضاف «بدون نزع الاسلحة والتجميع ، يصبح الأمر فخا لقتلنا».

ودانت الوساطة الدولية والأطراف الموقعة للاتفاق الهجوم «الجبان الذي ارتكبه أعداء السلام». وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قام في 13 يناير في طريقه الى القمة الافريقية الفرنسية في باماكو، بزيارة رمزية الى غاو حيث تفقد القوة الفرنسية لمكافحة المتشددين في اطار عملية برخان والعسكريين الماليين.

ودان هولاند الاعتداء الذي استهدف «القوات التي تم تجميعها للمشاركة في عمليات تنظيم دوريات مشتركة في شمال البلاد»، مؤكدا الدعم الفرنسي لاتفاق السلام.

كما دانت الولايات المتحدة الاعتداء «الجبان» في غاو، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية بيتر كيربي «ندين بأشد العبارات الجهود لإخراج عملية تطبيق اتفاق السلام في مالي عن مسارها».

من جهته، رأى مجلس الامن الدولي الذي اجتمع امس الاول لمناقشة الوضع في مالي ان «التأخير المتواصل يهدد استمرارية الاتفاق». وقال ايرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة «في غياب اي سلطة للدولة والترتيبات الانتقالية، تتخذ الظاهرة الإرهابية ابعادا تثير قلقا متزايدا في شمال مالي ووسطها»، وحذر من انه «اذا استمر تدهور الوضع الأمني بهذا الشكل، لن يبقى سلام يمكن حفظه في مالي».

وكانت مجموعات متطرفة على ارتباط بالقاعدة وبينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، سيطرت في مارس وابريل 2012 على شمال مالي. لكن القسم الاكبر من المتشددين طرد من المنطقة اثر تدخل عسكري دولي بادرت اليه فرنسا في يناير 2013. ورغم ذلك، لا تزال مناطق بكاملها خارج سيطرة القوات المالية والأجنبية.