902187
902187
المنوعات

سكورسيزي يطرح رؤيته الأكثر تصوفا عن السينما من خلال «صمت»

18 يناير 2017
18 يناير 2017

لوس أنجلوس ـ «د ب أ»: بلغ موسم الجوائز ذروته، ومعظم الأفلام التي تعرض في هذا التوقيت تغازل الأوسكار وغيرها من الجوائز الكبرى، وهي مناسبة لا يمكن أن يفوتها مخرج كبير بحجم مارتن سكورسيزي، الحائز على معظم جوائز السينما العالمية مثل الأوسكار والجولدن جلوب والبافتا والجرامي وغيرها. ويشارك مخرج «سائق التاكسي»، و«الراحلون» و«الثور الهائج» هذه المرة بفيلمه «صمت»، ويستعرض من خلاله تجربة التبشير القاسية للمسيحية في اليابان خلال القرن السابع عشر.

تدور أحداث الفيلم حول اثنين من المبشرين اليسوعيين البرتغاليين سباستياو رودريجش، ويلعب دوره أندرو جارفيلد «سبايدرمان» و«الشبكة العنكبوتية»، وفرانشيسكو جرابي ويلعب دوره آدم درايفر «حرب النجوم» و«منتصف ليلة خاصة»، يصل إلى علمهما عن طريق كاهن الاعتراف نبأ أحداث مروعة وفظيعة تعرضت لها شخصية يكنان لها كل حب واحترام، وهو الأب كريستوفاو فيريرا، الذي يلعب دوره ليام نيسن «حرب النجوم»، «تيكن 1»، «تيكن 2»، و«بلا توقف».

وكان الأب المحترم قد غامر بالسفر قبل سنوات إلى اليابان في محاولة منه للتصدي لحملات القمع الوحشي الذي يتعرض له أتباع الكاثوليكية في البلد الآسيوي، إلا أن الحال انتهى به للاضطرار إلى التخلي عن معتقداته واتباع نمط الحياة البوذية هو وطفله وزوجته. وقد دفعت هذه الظروف، الكاهنين اليسوعيين للسعي من أجل الحصول على تصريح بالسفر من لشبونة صوب بلد الشمس الوليدة والعثور على الأب فيريرا والتحقق مما يجري.

أعد سكورسيزي بالتعاون مع كاتب السيناريو جاي كوكس، المعالجة السينمائية للفيلم، والمأخوذة عن رواية الأديب الياباني الكاثوليكي، شوساكو اندو الشهيرة (1966)، بنفس العنوان. الطريف في الأمر أن معالجة سكورسيزي ليست الأولى، فقد سبق تقديم العمل على الشاشة الكبيرة وفقا لرؤيا ماساهيرو شينودا عام 1971، وتلتها معالجة جواو جريلو 1994، بعنوان «في عيون آسيا.»

وتعتبر معالجة سكورسيزي عملا طموحا بلا منازع، حيث يتطلع إلى ما هو أبعد من الحبكة الدرامية، ليتطرق إلى مسائل قيمية وأخلاقية، وإلى إشكالية البوذية كنقطة مواجهة بين الغرب والشرق، بين أوروبا وآسيا. كما يعتبر العمل حلما، ظل يراود سكورسيزي على مدار سنوات، تحديدا منذ عام 1990، أي بعد عرض أكثر أفلامه إثارة للجدل على مدار تاريخه الفني الممتد لثلاثة وخمسين عاما، حينما عرض «غواية المسيح الأخيرة»، المأخوذ عن رواية اليوناني نيكوس كزانتزاكيس «المسيح يصلب من جديد». في هذا السياق يوضح مخرج «الراحلون 75 عاما» أن اهتمامه بالفيلم يرجع أيضا إلى أمور تتعلق بفكرة اقتراب الموت مع التقدم في السن.

وعلى الرغم من تأكيده أن عائلته وأصدقاءه هم أهم شيء في حياته، لا يتوقف سكورسيزي عن التساؤل بشأن متى بلغت العلمانية ذروتها.