899852
899852
عمان اليوم

«التنمية الاجتماعية»: حريصون على غرس الهوية الخليجية في نفوس الأطفال

16 يناير 2017
16 يناير 2017

 

20 طفلا يعبرون عن أفكارهم في احتفال الوزارة -

احتفلت وزارة التنمية الاجتماعية أمس بيوم الطفل الخليجي، وذلك بتنظيم لقاء للأطفال مع سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل التنمية الاجتماعية رئيس لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، ومشاركة سعادة السيد الدكتور سلطان بن يعرب البوسعيدي نائب رئيس لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل.

شارك في اللقاء الذي أقيم بديوان عام وزارة التنمية الاجتماعية بمدينة السلطان قابوس 20 طالبًا من مركز رعاية الطفولة، وجمعية رعاية الأطفال المعوقين، ومدرسة شمساء الخليلية للتعليم الأساسي (5-10)، ومدرسة الإبداع العالمية الخاصة، ومدرسة أسماء بنت يزيد للتعليم الأساسي (5-10)، ومدرسة النعمان بن بشير للتعليم الأساسي (5-10)، إلى جانب مدرسة جوهرة مسقط الخاصة، ودولة قطر الشقيقة.

وهدف اللقاء إلى ترسيخ مبدأ إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن آرائه وأفكاره بحرية وطرق منظمة، وتنمية مواهبه الفنية والثقافية والإدراكية، بالإضافة إلى دمج الأطفال المشاركين مع إخوانهم الطلاب المشاركين باللقاء من ذوي الإعاقة بما يحقق مبدأ الدمج والمساواة.

بدأ اللقاء بقراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب سليمان بن أحمد القسيمي من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، ثم قدمت الطالبة فرح اللواتية من مدرسة الإبداع الخاصة كلمة شكر لصاحب الجلالة قالت فيها: كل الشكر لك سيدي، فبفضلك أصبح الطفل العماني يحظى برعاية فائقة تناظر ما يتم تقديمه للأطفال على أعلى المستويات في دول العالم، وهذا يعكس اهتمامكم العميق برعاية الإنسان العماني في كل مراحل العمر وأهمها مرحلة الطفولة، باعتبارها عماد المستقبل، وذلك من خلال إتاحة الفرص الملائمة لهم للتعلم والنمو والاستمتاع بطفولتهم في جو صحي ملائم، تلاها تقديم نشيد بعنوان بلادي عمان قدمه الطالب مصطفى بن محمد النبهاني من مركز التوحد بجمعية الأطفال المعوقين، كما قدم الطالب أيوب بن أحمد البادي من معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين قصيدة وطنية بعنوان إلى أعياد عمان، وشاركتهم الطالبة أسيل بنت أحمد الحوقانية من مدرسة الإبداع العالمية تقديم قصيدة وطنية في حب الوطن والسلطان، وتلا ذلك تقديم مختصر حول إنجازات الطفولة في عمان وقانون الطفل العماني قدمه الطالب عبدالله بن عبدالعزيز الهنائي من مدرسة الإبداع العالمية تطرق خلاله للتعريف بقانون الطفل العماني الذي صدر في عام 2014م وأهم البنود التي اشتمل عليها والحقوق التي كفلها للطفل سواء الحقوق المدنية أو الصحية أو التعليمية أو الثقافية، كما تطرق إلى ذكر خط حماية الطفل 1100 الذي يهدف إلى تلقي البلاغات عن حالات تعرض الأطفال للعنف والإساءة وتقديم الحماية العاجلة للطفل المتناسبة مع حالة الإساءة التي تعرض لها.

بعد ذلك قدم محمد حمد هزاع الهاجري من دولة قطر الشقيقة كلمة حول حرية الرأي في التعبير للأطفال، وأهمية إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن رأيهم حول حقوقهم والقوانين التي تخصهم وتضمن لهم تلك الحقوق، ومناقشتها سواء كانت تلك القوانين التي تكفل لهم حقوقهم على المستوى المحلي أم على المستوى العالمي.

وفي الختام قدمت الطالبتان أسرار بنت راشد الراسبية وأسماء بنت عبدالله المعولية كلمة حول قيم المواطنة والهوية الثقافية.

الأخلاق تبني الأمم

بعد ذلك فتح الدكتور يحيى المعولي باب الحوار مع الأطفال بكلمة وجهها لهم مرحبًا خلالها بالأطفال المشاركين مثمنًا جهود دائرة شؤون الطفل في عقد هذا اللقاء، وقال: «من منطلق إنساني ننظر إلى الطفل في كل مكان بغض النظر عن دينه وجنسيته وعرقه، إلى أنه إنسان يستحق أن ينال كافة حقوقه، ومشاركتكم تؤكد على أهمية أن الجميع مشترك في هذا الوعي والكل يتبنى أن يشترك ويشارك لأن يكون المستقبل

أكثر إشراقا لأطفالنا بإذنه تعالى».

وأضاف: «في الحقيقة أنا أتذكر مولانا حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله وأمد في عمره- أنه كان يزور المدارس في بداية عصر النهضة المباركة، وفي إحدى زياراته كان يسأل الطلاب، ويؤكد على مسألة مهمة جدًا، وهي عنصر الأخلاق، فكان يستشهد ببيت الشعر الذي قاله الشاعر الكبير أحمد شوقي (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا). وهذه رسالة بدأ بها صاحب الجلالة حينما كان يؤكد أن التعليم وحده لا يكفي، فالتعليم يجب أن تصاحبه التربية والأخلاق، والدين لوحده لا يكفي سواء كان دين الإسلام أو أي دين سماوي آخر، وإنما الدين يجب أن تصاحبه الأخلاق، فالضابط في كل حركاتنا وسكناتنا وتعاملاتنا هي مسألة حسن المعاملة التي تعبر عن الأخلاق، وكذلك هناك بيت شعر يربط بين التعليم والأخلاق وهو قول الشاعر: والعلم إن لم تكتنفه شمائل .. تعليه كان مطية الإخفاق، فكثير من الناس متعلمين ولكنهم فاشلون وكثير من الناس متدينون ولكنهم فاشلون، فهم مصدر للدمار وليس للبناء، فالبناء لا يتحقق إلا بالأخلاق».

وقال المعولي: «أنا أرى الأخلاق تتجسد فيكم، في تعاملكم وتربيتكم وقيمكم وأخلاقكم، سواء كنتم عمانيين أو قطريين الحاضرين منهم معنا والغائبين وكذلك جميع أبنائنا في دول الخليج العربية، فكلمة أوجهها لجميع أطفالنا فأنتم البركة والخير ونحن فخورون بكم ومتفائلون بكم ونرى المستقبل فيكم، ونسأل الله أن يسعدكم ويجعلكم بناة خير لهذه الأمة الإنسانية والإسلامية والعربية».

وبدأ الحوار بطرح الأطفال لعدد من الأسئلة حول الطفولة والحقوق التي كفلها القانون للأطفال إلى جانب الاستيضاح عن بعض المصطلحات والبنود القانونية المتعلقة بالطفل وقانون الطفل العماني.