899250
899250
العرب والعالم

قمة باريس تدعو إلى حل الدولتين وترفض أية خطوات أحادية فرنسا تحذر من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

15 يناير 2017
15 يناير 2017

الخارجية الفلسطينية تدعو لتشكيل جبهة دولية لدعم مخرجات المؤتمر -

رام الله - «عمان» - نظير فالح - (أ ف ب):

أكد المجتمع الدولي مجددًا أمس في ختام قمة باريس التزامه بحل الدولتين، وأنه لن يعترف بأية خطوات أحادية يتخذها الإسرائيليون أو الفلسطينيون، خصوصا بشأن الحدود أو القدس. ودعت أكثر من 70 دولة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «إظهار الالتزام بحل الدولتين والامتناع عن أية أعمال أحادية تستبق نتيجة المفاوضات، خصوصا بشأن الحدود والقدس واللاجئين» مؤكدة أنه في حال اتخاذ خطوات من هذا النوع «فإنها لن تعترف بها». وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمام المؤتمر ان حل الدولتين «ليس حلما ويبقى هدف المجتمع الدولي».

شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أمام مؤتمر عقد في باريس بحضور ممثلي أكثر من 70 دولة ومنظمة عن النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أن حل الدولتين «ليس حلما ويبقى هدف المجتمع الدولي».

وقال هولاند في كلمته أمام الحضور وبغياب ممثلين عن الطرفين المعنيين: «إن حل الدولتين ليس حلم نظام مر عليه الزمن. انه لا يزال هدف المجموعة الدولية».

وأضاف هولاند في رد مباشر على انتقادات إسرائيل لعقد هذا المؤتمر «من غير الوارد فرض معايير التسوية على الطرفين، وحدها المفاوضات المباشرة يمكن أن توصل إلى السلام، ولا يمكن لاحد ان يقوم بذلك مكانهما».

وقبل هولاند حذر وزير خارجيته جان مارك ايرولت من العمل على تنفيذ ما قاله الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس.

وقال ايرولت على هامش مؤتمر باريس في تصريح للقناة الفرنسية الثالثة ان «اي رئيس امريكي لم يسمح لنفسه باتخاذ قرار كهذا»، مضيفا «ستكون لذلك عواقب خطيرة ، حين يكون المرء رئيسا للولايات المتحدة لا يمكن ان يكون موقفه حاسما واحاديا الى هذا الحد بالنسبة إلى قضية مماثلة، يجب السعي إلى تأمين ظروف السلام».

ويشكل ذلك خطا أحمر لدى الفلسطينيين الذين يهددون بالتراجع عن اعترافهم بإسرائيل في حال حدث ذلك.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية السبت الماضي ان «هذه الخطوة لن تؤدي الى حرمان الولايات المتحدة من أي شرعية للعب دور في النزاع فحسب، بل ستقضي على حل الدولتين ايضا». وأكد عباس في الفاتيكان ان «كل محاولة لإضفاء طابع شرعي على ضم إسرائيل غير المشروع للمدينة (القدس) سيقضي على فرص العملية السياسية، وسيبدد الآمال بحل يرتكز على اساس دولتين وسيشجع التطرف في منطقتنا والعالم».

ويشارك في مؤتمر باريس ممثلو اكثر من سبعين بلدا ومنظمة وهيئة دولية (الامم المتحدة والجامعة العربية واللجنة الرباعية...)، لكن بدون الطرفين المعنيين. وقد عبر الفلسطينيون عن دعمهم لللاجتماع بينما اعتبرته اسرائيل «خدعة».

ويندرج المؤتمر في اطار مبادرة فرنسية اطلقت قبل عام لتعبئة الاسرة الدولية من جديد وحض الاسرائيليين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات المتوقفة منذ سنتين.

ويرتدي هذا الاجتماع أهمية مع تراجع فرص حل الدولتين بسبب الوضع على الارض الذي يشهد استمرارا للاستيطان الاسرائيلي وهجمات فلسطينية وتشددا في الخطاب وتزايد الشعور بالاحباط. وجدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس انتقاد مؤتمر باريس للسلام ووصفه بانه «عبثي».

وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الاسبوعي لحكومته في القدس «المؤتمر الذي يعقد في باريس هو مؤتمر عبثي تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين بهدف فرض شروط على إسرائيل لا تتناسب مع حاجاتنا الوطنية».

واضاف «هذا المؤتمر يبعد السلام أكثر عنا لأنه يجعل المواقف الفلسطينية أكثر تشددا ويبعد الفلسطينيين أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة».

يفترض أن يؤكد مؤتمر باريس التزامه حلا تفاوضيا وسيذكر في بيانه الختامي بالوثائق الدولية المرجعية حول النزاع وخصوصا قرارات الامم المتحدة، بدون ان يدخل في التفاصيل او يحدد أطرا دقيقة لتسوية النزاع. وقال دبلوماسي فرنسي «اذا فعلنا ذلك فسنواجه مطبات».

وقالت مصدر دبلوماسي فرنسي ان إدراج قضية القدس وتوجيه رسالة بذلك الى ترامب، تشكل محور مناقشات حادة في المؤتمر.

والأسرة الدولية، وان كانت تؤكد من جديد التزامها حل الدولتين، ليست موحدة في موقفها. فسواء داخل الاتحاد الأوروبي او بين الدول العربية، هناك بعض البلدان التي لديها أولويات أخرى أو لا تريد إثارة استياء الإدارة الأمريكية المقبلة.

وقال الدبلوماسي الفرنسي ملخصا الوضع «يبدو لنا من المهم في الأجواء الحالية ان يؤكد سبعون بلدا من جديد ان حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن. الأمر بهذه البساطة وليس اكثر من ذلك».

واستبعدت مصادر دبلوماسية عدة ان تدرج نتائج مؤتمر باريس بعد ذلك في قرار جديد لمجلس الأمن الدولي، كما قالت إسرائيل معبرة عن قلقها.

في الأثناء، حيت وزارة الخارجية الفلسطينية، فرنسا الصديقة والجهود التي بذلتها لعقد مؤتمر باريس الدولي للسلام، كما حيت الوزارة في بيان لها،وصل «$» نسخة منه، التجاوب الدولي والإقليمي مع هذه الجهود، مؤكدة أن مجرد انعقاد المؤتمر في هذا الظرف هو نجاح آخر للدبلوماسية الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس، بهدف إطلاق عملية مفاوضات جادة ومثمرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وفق مرجعيات السلام الدولية والعربية، وضمن جدول زمني محدد، وبإشراف ومتابعة دوليين.

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن تمادي الحكومة الإسرائيلية في تدمير حل الدولتين على الأرض، بات يستدعي أكثر من أي وقت مضى، عقد هذا المؤتمر الدولي لتكريس المشاركة الدولية في جهود إنقاذ حل الدولتين وتحقيق السلام، كما تؤكد الوزارة أن تطبيق مخرجات هذا المؤتمر يستدعي تشكيل جبهة دولية عريضة تدعم وتساند تلك المخرجات. وفي هذا الإطار دعت الوزارة، الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة دونالد ترامب، إلى دعم مخرجات المؤتمر والبناء عليها لإطلاق مفاوضات مجدية وحقيقية لتطبيق حل الدولتين وإنهاء الصراع، كما دعت المجتمع الإسرائيلي وقواه السياسية وفعالياته، الى التعامل بإيجابية مع مؤتمر باريس ومخرجاته كفرصة ثمينة من أجل تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.