898048
898048
العرب والعالم

واشنطن: انطلاق أسبوع من الاحتجاجات المناهضة لترامب بمسيرة للحقوق المدنية

14 يناير 2017
14 يناير 2017

أوباما يعقد آخر مؤتمر صحفي قبل تسليم السلطة -

واشنطن - (وكالات): انطلق أمس أسبوع من الاحتجاجات قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بمسيرة للحقوق المدنية في واشنطن نظمها نشطاء غاضبون من تعليقات الرئيس الجمهوري المنتخب بشأن الأقليات ومن بينهم المسلمون والمكسيكيون.

ويخطط زعيم الحقوق المدنية القس آل شاربتون لقيادة مسيرة على امتداد الحديقة الوطنية وصولا إلى النصب التذكاري لمارتن لوثر كينج على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من مبنى الكونجرس حيث سيؤدي ترامب اليمين كرئيس في 20 يناير الجاري.

وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية الأولى ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك وبتقييد الهجرة من الدول الإسلامية فضلا عن وعوده باتخاذ إجراءات صارمة ضد الشركات التي تنقل الوظائف إلى خارج الولايات المتحدة.

ويعجب أنصار ترامب بخبرته في مجال الأعمال التجارية كقطب للتطوير العقاري ونجم في تلفزيون الواقع ويرون أنه يمتلك القدرة على حل المشكلات والأزمات السياسية.

وأثارت تعليقات ترامب المثيرة للجدل بشأن المهاجرين والنساء وتعهده بإلغاء قانون الرعاية الصحية أحد أهم إنجازات الرئيس باراك أوباما غضب كثير من اليساريين الذين يخططون لتنظيم سلسلة من الاحتجاجات.

وقال شاربتون «مسيرة 2017 ستجمع الناس معا للإصرار على التغيير والمساءلة...

دونالد ترامب وإدارته بحاجة إلى الإصغاء لصوتنا ومخاوفنا».

وشارك في مسيرة أمس شبكة العمل الوطني التي يتزعمها شاربتون والرابطة الوطنية لتقدم الملونين ومجلس لا رازا الوطني بالإضافة إلى مشرعين ديمقراطيين بينهم كيرستن جيليبراند عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك. في السياق قالت ثلاثة مصادر مطلعة: إن مايكل فلين مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للأمن القومي أجرى خمس مكالمات هاتفية مع السفير الروسي لدى واشنطن في اليوم نفسه الذي فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات على موسكو بسبب تدخلها في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وقالت المصادر نقلا عن مداولات داخل الحكومة الأمريكية: إن المكالمات جرت في الفترة بين إبلاغ السفارة الروسية بالعقوبات الأمريكية وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخليه عن الرد.

وأثارت المكالمات تساؤلات جديدة وسط بعض المسؤولين الأمريكيين بشأن الاتصالات بين مستشاري ترامب والمسؤولين الروس في الوقت الذي تناقش فيه وكالات المخابرات الأمريكية تسلل موسكو الإلكتروني لتعزيز فرص ترامب أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وفي 29 ديسمبر أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه أمر بطرد 35 دبلوماسيا روسيا يشتبه في أنهم جواسيس وفرض عقوبات على وكالتي مخابرات روسيتين شاركتا في اختراق جماعات سياسية أمريكية.

وقال أحد المصادر: إن الإدارة أبلغت السفير الروسي لدى الولايات المتحدة سيرجي كيسلياك قبل ساعة من إعلان القرار.

وكان كاتب المقال ديفيد إغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست أول من تحدث عن المكالمات.

وأكد مسؤول من الفريق الانتقالي لترامب إحدى المكالمات بين الرجلين في 29 ديسمبر وقال إنهما على حد علمه لم يناقشا مسألة العقوبات.

وأكدت المصادر الثلاثة لرويترز أنها لا تعرف من بادر بالمكالمات الخمس بين فلين وهو جنرال سابق في الجيش كان يرأس وكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية في إدارة أوباما وكيسلياك. وقالت المصادر إنها لا تعرف محتوى المكالمات وامتنعت عن قول كيف علمت بشأنها.

وقال أحد المصادر: إن حديث دبلوماسي روسي مع عضو في فريق ترامب عقب إعلان الولايات المتحدة لا يمثل شيئا غريبا أو خطأ.

وأضاف المصدر: إن موسكو كانت تريد على الأرجح معرفة رأي فريق ترامب في الإجراءات.

وردد ذلك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر قائلا «هذا المبنى لم يشهد أي شيء غير مناسب بشأن الاتصال بين أفراد الإدارة المقبلة ومسؤولين أجانب».

ومع ذلك قال المصدران الآخران: إن توقيت المكالمات أثار تساؤلا بشأن ما إذا كان فلين قد أعطى كيسلياك أي ضمانات لتهدئة الغضب الروسي من التحركات الأمريكية.

وإذا كان الأمر كذلك فإنه قد يثير تعارضا مع قانون لوجان الذي يحظر على أي مواطن أمريكي التفاوض مع حكومات أجنبية في نزاع مع الولايات المتحدة.

ويهدف القانون إلى منع تقويض المواقف الرسمية للحكومة الأمريكية. وقال إليكسي موسين المتحدث باسم السفارة الروسية في واشنطن «السفارة لا تعلق على الاتصالات المتعددة التي تجرى بشكل يومي مع محاورين محليين».

إلى ذلك أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيعقد الأربعاء القادم آخر مؤتمر صحفي له كرئيس للولايات المتحدة، قبل أن يسلّم السلطة بعد يومين من ذلك إلى دونالد ترامب.

ويغادر أوباما البالغ الخامسة والخمسين من العمر البيت الأبيض في العشرين من الشهر الحالي، في ختام ولايتين رئاسيتين، ليخلي الساحة للجمهوري دونالد ترامب البالغ السبعين من العمر.

وصباح العشرين من الشهر الحالي يستقبل أوباما مع زوجته ميشيل، ترامب وزوجته ميلاني على شاي صباحي، حسب التقاليد المتعارف عليها يوم التسليم والتسلم.

ويتوجه أوباما وزوجته بعد ذلك إلى مبنى الكابيتول للمشاركة في حفلة التنصيب، ثم يغادران المكان على متن مروحية إلى قاعدة اندروز العسكرية في ضواحي واشنطن، ومنها يمضيان في إجازة لم تعرف وجهتها بعد.

من جهته لن يحضر النائب جون لويس، أحد رموز الحركة الأمريكية لحقوق المدنية، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لاعتباره أنه غير شرعي بعد أن كان الأخير قد أدلى بتصريحات ضد الأقليات خلال حملته الانتخابية.

وأعلن سبعة ديمقراطيين آخرين في مجلس النواب انهم لن يحضروا حفل التنصيب في 20 يناير في مبنى الكابيتول، وقال كثير منهم انهم يريدون بذلك التعبير عن موقفهم الاحتجاجي إزاء الرئيس المقبل.

وهي المرة الأولى التي لا يحضر فيها النائب لويس الذي يمثل جورجيا في مجلس النواب، حفل تنصيب رئيس لأمريكا.

وقال لشبكة ان بي سي «لا أعتبر أن هذا الرئيس المنتخب شرعيا». وأضاف «الروس ساهموا في انتخاب هذا الرجل. وقد شاركوا في هدم ترشيح هيلاري كلينتون».

وتتهم المخابرات الأمريكية روسيا بأنها سعت إلى انتخاب ترامب عن طريق قرصنة حزب منافسته الديمقراطية ونقل رسائل البريد الإلكتروني المخترقة إلى موقع ويكيليكس.

أما النائب الديمقراطي عن اريزونا راوول غريجالبا، فأعلن أيضا انه سيقاطع الحفل، شاجبا تعصب الرئيس المنتخب.

ورفضت النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا باربرا لي أيضا الذهاب إلى حفل تنصيب «لتكريم رئيس مقبل يأتي بالعنصرية والتمييز على أساس الجنس وكراهية الأجانب والتعصب إلى البيت الأبيض».

وقال النائب لويس غوتيريز: إنه لن يذهب إلى مبنى الكابيتول في 20 يناير لكنه سيشارك مع زوجته في تظاهرة مناهضة للترامب في واشنطن غداة حفل التنصيب.

وأعلن كل من الرؤساء السابقين جورج دبليو بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر انهم سيشاركون في حفل التنصيب وكذلك هيلاري كلينتون مثلما جرت العادة.