كلمة عمان

صرح أكاديمي استراتيجي رفيع

10 يناير 2017
10 يناير 2017

في إطار العناية السامية للقائد الأعلى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه– بتطوير قوات السلطان المسلحة، ومختلف الجهات والأجهزة المعنية، بالعمل والسهر على حماية الوطن ومنجزات مسيرة التنمية الوطنية في مختلف المجالات، أنشئت العديد من الكليات والمعاهد العسكرية، لبناء وتأهيل الكوادر العمانية العاملة في مختلف التخصصات، مع الأخذ بأحدث وأفضل المستويات، الأكاديمية والتدريبية والتخصصية، المعروفة على المستوى العالمي.

وهذا الأسبوع -أمس الأول- احتفلت (كلية الدفاع الوطني) بيومها السنوي، الذي يوافق الثامن من يناير من كل عام، وهو يوم صدور المرسوم السلطاني السامي رقم (2/‏2013) بإنشاء كلية الدفاع الوطني، التي افتتحت رسميًا في 11 ديسمبر عام 2013. ولعل ما يبعث على الاعتزاز، انه برغم مرور أربع سنوات فقط على إنشاء كلية الدفاع الوطني، إلا أن إنشائها بتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة القائد الأعلى، وما تم مراعاته في عمليات التأسيس والدور والمهام، والكادر الأكاديمي والتخصصي والإداري، الذي ينال شرف العمل فيها، جعل منها، صرحا أكاديميا عسكريا استراتيجيا رفيعا، وهو ما جسدته العديد من الزيارات لكثير من القيادات العسكرية الخليجية والعربية والإقليمية والدولية من ناحية، والإشادة الواسعة بمستويات برامجها الأكاديمية والاستراتيجية من ناحية ثانية، التي تمكنها من إعداد وتأهيل قيادات وكوادر عمانية على دراية متخصصة واستراتيجية أيضا، في مجال مهامها العسكرية والمدنية كذلك.

وبينما تعمل الكلية على إعداد الدورة الرابعة لها الآن، فإنها، بحكم نظامها ومهامها، تعد محفلا علميا وبحثيا متخصصا، ودعامة أساسية تؤسس لفكر استراتيجي جديد في مفهوم العمل الوطني الشامل، ضمن منظومة استراتيجية متكاملة تخدم السياسات الدفاعية وتعزز مقومات الأمن الوطني العماني، ولذا فإنه ليس مصادفة أبدا أن يكون هناك ارتباط أكاديمي بين كلية الدفاع الوطني وبين جامعة السلطان قابوس، فضلاً عن التعاون الأكاديمي مع العديد من الكليات العسكرية والاستراتيجية المناظرة في العديد من الدول الشقيقة والصديقة، فضلا عن توفير مختلف المرافق والإمكانيات التي تمكنها من القيام بدورها الوطني، المحفز على الإبداع الاستراتيجي في مجالات الأمن والدفاع، خاصة في ظل تعدد وتنوع وتكامل وتفاعل مختلف الجوانب ذات التأثير على الأوضاع الأمنية والاستراتيجية للدولة في القرن الحادي والعشرين.

ومن المعروف أن دورات الكلية، التي تمتد لمدة عام كامل لكل منها، يشارك فيها ضباط من قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية، وعدد من كبار المسؤولين في القطاع المدني بالجهاز الإداري للدولة، وذلك لإعدادهم لتولي وظائف وأدوار قيادية عليا في القطاعات المختلفة العسكرية والأمنية والمدنية.