890298
890298
العرب والعالم

تفاقم أزمة المياه في العاصمة والسلطات السورية تتهم الفصائل المقاتلة بتسميمها وقطعها

05 يناير 2017
05 يناير 2017

معارك متقطعة رغم الهدنة وانفجار يهز جبلة في اللاذقية -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات -

تتفاقم معاناة سكان دمشق جراء انقطاع المياه منذ أسبوعين مع استمرار المعارك في وادي بردى، خزان مياه العاصمة، ما يهدد الهدنة الهشة التي دخلت أمس يومها السابع برعاية روسية تركية.

ودعت طهران أمس أنقرة الداعمة للمعارضة إلى عدم «تعقيد الوضع أكثر» في سوريا ردا على اتهام وزير الخارجية التركي أمس الأول حلفاء إيران بخرق الهدنة، وتحذيره من «تعثر» مفاوضات آستانة جراء ذلك. وطالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس قوات الجيش السوري بـ«احترام تام» لوقف إطلاق النار الذي أنهى أمس أسبوعه الأول مع معارك متقطعة في وادي بردى مصدر المياه الرئيسي لمعظم أحياء العاصمة. وتسببت المعارك بين قوات الجيش السوري ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المعارضة ومقاتلي فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) والمستمرة منذ 20 ديسمبر الماضي بانقطاع المياه عن معظم أحياء العاصمة منذ أسبوعين، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومع استمرار المعارك التي تشمل غارات تنفذها قوات الجيش السوري على وادي بردى، يعاني أربعة ملايين شخص في دمشق، وفق الأمم المتحدة، من انقطاع المياه منذ أسبوعين.

وتقول ريهام (49 عاما) وهي موظفة تقيم في حي مشروع دمر في دمشق لفرانس برس «لم أتمكن من الاستحمام أو غسل حاجياتي منذ أسبوع جراء نقص المياه». وتضيف «أفضل توفير المياه المتبقية في الخزان والتي توشك على النفاذ، من اجل الاستخدامات الضرورية اليومية». ويشكو مهند (53 عاما) بدوره من ارتفاع أسعار عبوات المياه المعدنية بعد انقطاع المياه.

ويوضح لفرانس برس «أشتري اليوم صندوق المياه المؤلف من ست عبوات سعة ليتر ونصف مقابل ألف ليرة سورية (دولاران) علما ان سعره الرسمي محدد بـ650 ليرة». ويقول «هذا مصروف لم يكن بالحسبان ويضاف إلى غلاء المعيشة». وبحسب المرصد، فإن انقطاع خدمة المياه عن دمشق نجم عن تضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية في مؤسسة عين الفيجة، جراء المعارك في وادي بردى. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عنها. لكن السلطات السورية اتهمت الفصائل المقاتلة وجبهة فتح الشام بتسميم المياه ثم قطعها بالكامل. وتنفي الفصائل المقاتلة وجود جبهة فتح الشام في وادي بردى.

وأفاد المرصد السوري أمس عن معارك متقطعة في وادي بردى بعد ليلة تخللتها «عشرات الضربات الجوية على أنحاء عدة في المنطقة، تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي تسبب بمقتل عنصر من الدفاع المدني». كما تعرضت بلدات عدة في الغوطة الشرقية ليلا لقصف من قوات الجيش السوري تزامنا مع اشتباكات بين قوات الجيش السوري وفصائل إسلامية موقعة على اتفاق الهدنة، ما تسبب بمقتل ثلاثة مقاتلين على الأقل، بحسب المرصد. وأدى قصف ليلي لقوات الجيش السوري على ضاحية الراشدين غرب مدينة حلب (شمال)، بمصرع مقاتل من فصيل إسلامي وجرح ثمانية آخرين.

وتزيد هذه الخروقات من هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه منتصف ليل الخميس الماضي، وينص على مفاوضات سلام مرتقبة الشهر الحالي في كازاخستان.

ويرى عبد الرحمن أنه رغم هذه الخروقات «لا تزال الهدنة صامدة لكنها في مرحلة حرجة». ويستدل على ذلك بالإشارة إلى أن «وتيرة العمليات العسكرية على الجبهات الرئيسية تراجعت كثيرا منذ بدء الهدنة.

وشدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وفق بيان عن قصر الإليزيه أمس، على أنه «ينبغي بذل كل ما هو ممكن للسماح بإجراء المفاوضات» في جنيف، معتبرا أن ذلك «يفترض من الأطراف المعنيين، وخصوصا دمشق، الاحترام التام لشروط وقف إطلاق النار الذي رحب به مجلس الأمن الدولي».

وهز انفجار ضخم وسط مدينة جبلة في اللاذقية وتحديدا في زاوية الملعب الشرقي وحسب القناة المركزية لقاعدة حميميم أن التفجير كان لسيارة مفخخة استهدفت منطقة مدنية كان يتواجد فيها شخصية رسمية لم يكشف عن هويتها ولا توجد أي معلومات رسمية عن باقي التفاصيل بل دمار كبير واحتراق عدد من المحلات والسيارات حسب الصور الواردة من هناك، ولا معلومات عن ضحايا.

سياسيا: صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن أنقرة تشترط مشاركة ممثلي «المعارضة» السورية الحقيقيين وعدم مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في مفاوضات «آستانة».

وأضاف كالين في مؤتمر صحفي أن نجاح «مفاوضات آستانة» في كازاخستان، مرتبط بنجاح وقف إطلاق النار في سوريا، هذا وأكد المتحدث أن روسيا وتركيا تلعبان الدور الرئيسي في حل الأزمة السورية، كما أن هناك جهات تسعى إلى إفشال هذه العملية من خلال الهجمات الإرهابية.

وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي فيسي كايناك أن مسألة استخدام قاعدة إنجرليك الجوية، من قبل حلف شمال الأطلسي وقوات التحالف الدولي، كانت على جدول أعمال الحكومة.

وقال كايناك في تصريح إن الحكومة بحثت تواجد تلك القوات في القاعدة الواقعة جنوب تركيا، ما يعكس إحباط أنقرة من عدم وجود دعم دولي لعملياتها في سوريا. من جهته صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أمس قائلا: «أبلغنا واشنطن أننا لم نتلق دعما كافيا في الحرب ضد «داعش» خلال الـ40 يوما الماضية». مضيفا: نتوقع دعما كاملا من التحالف الدولي في معركة الباب السورية، ولا نقبل الأعذار». فيما تعكس المؤشرات التي يسربها المسؤولون الأمريكيون رغبة واشنطن في ضمان عدم استهداف أنقرة في محيط الباب «قوات سوريا الديموقراطية» الكردية. وفي ذات الوقت أعلن الجيش التركي عن مقتل 38 مسلحا من تنظيم «داعش» في غارات جوية شنتها مقاتلات تركية شمال سوريا.

وجاء في بيان للجيش إن غارات شنتها مقاتلات تركية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية استهدفت 28 موقعا تابعا لتنظيم «داعش» دمرت مخابئ ومراكز قيادة وأسلحة ومركبات.

ونفى مصدر عسكري روسي، وآخر ميداني من «حزب الله» اللبناني في الزبداني الأنباء التي جرى تداولها عن منع الحزب دخول ضباط روس لوادي بردى بريف دمشق.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر عسكري روسي لم تذكر اسمه «إن الأخبار المتداولة حول قيام عناصر من حزب الله بمنع ضباط روس من دخول وادي بردى بريف دمشق عارية عن الصحة جملة وتفصيلا». كما نفى مصدر ميداني من «حزب الله» في الزبداني ذلك مؤكدا لسبوتنيك عدم وجود أي من عناصر الحزب في وادي بردى وأن القوات المنتشرة في تلك المنطقة تابعة للجيش السوري. وكانت وكالة الأناضول قد أشارت في وقت سابق إلى أن قوات تابعة لحزب الله اللبناني تحاصر منطقة وادي بردى بالريف الغربي للعاصمة السورية دمشق منعت وفدا روسيا من دخول المنطقة.

وبحسب الأناضول، فإن سكان المنطقة وجهوا دعوة للمسؤولين الروس لزيارة المنطقة بهدف التأكد من تنفيذ وقف إطلاق النار من عدمه، وأن عناصر حزب الله أوقفوا الوفد الروسي الذي كان يضم 4 ضباط، وفريقا تقنيا لترميم نبع عين الفيجة الذي تعرض للقصف في نقطة تفتيش بمنطقة دير حانون، ومنعوهم من دخول المنطقة.

وأوضح مصدر أمني رفيع المستوى في غرفة عمليات قوات سوريا لقناة الميادين كواليس العلاقة بين الأتراك وجبهة النصرة وما يجري الترتيب له في سوريا وتحديدا إدلب والسعي لترتيب الأوراق لمحادثات آستانة. وقال المصدر الأمني: إن جبهة النصرة تتحضر لتنفيذ عدة هجمات في سعي منها لتقويض اتفاق الهدنة، والمعلومات تشير إلى أن ذلك يتم بإيعاز تركي.

وصرح المصدر تعليقا على ما يجري في كواليس العلاقة بين الأتراك وجبهة النصرة وما يجري الترتيب له في سوريا وإدلب والسعي لترتيب الأوراق لمحادثات آستانة أن «تركيا طلبت من المسلحين تنفيذ هجمات متنوعة في أماكن مختلفة للضغط على روسيا، والهدف هو الحصول على تنازلات من الروس في الآستانة».

كما أوضح المصدر أن الهدف التركي من تشجيع المسلحين على الأعمال العدائية ضد حكومة دمشق هو الضغط على الروسي للقبول بتحييد جبهة النصرة وشمولها في اتفاق الهدنة، مضيفا أن المعلومات المؤكدة تشير إلى تواجد ضباط أتراك كبار في غرب حلب وفي إدلب وتنسيق عالي المستوى مع قيادات النصرة، وهناك تعاون مرتقب بين «داعش» والنصرة في سوريا.