889313
889313
المنوعات

جزر جالاباجوس تفجر مفاجأة بعد اكتشاف غابة كاملة من حمم اللافا البركانية

04 يناير 2017
04 يناير 2017

889314

كيتو «د.ب.أ»: - لا تزال جزر جالاباجوس الإكوادورية تتمتع بالقدرة على إبهار ودهشة العالم، وليس فقط الدوائر العلمية المتخصصة خاصة بعد الإعلان عن اكتشاف جديد بالجزر التي توزع في جميع أنحاء خط الاستواء، ويتمثل في غابة متحجرة بالكامل نتيجة لنشاط حمم اللافا البركانية. تم اكتشاف الغابة المتحجرة في جزيرة إيزابيلا الأكبر بين جزر الأرخبيل، وقد أنجز الاكتشاف الباحث ثيوفيلو تولكريديس الذي أمضى خمسة عشر عاما من عمره ينقب بين الحفريات المتحجرة في جزر جالاباجوس.

والباحث تولكريديس من أصول يونانية، وهو بروفيسور متخصص في علم البراكين، ويعمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات الإكوادورية. يقول: إنه منذ نحو ثلاثة آلاف عام أثناء إحدى ثورات البركان تشيكو (وتعني الصغير بالإسبانية) بالجزيرة تبلورت حمم اللافا حول الأشجار وبقيت محفوظة على حالها إلى يومنا هذا.

يوضح تولكريديس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ) أن «هذه الغابة تضم نحو ثلاثين شجرة، وتعتبر الأولى والوحيدة من نوعها التي يتم اكتشافها في جالاباجوس»، مشيرا إلى أن التحليلات الأولية التي أجريت منذ أبريل الماضي واستمرت حتى وقت قريب تشير إلى أن نوعية الأشجار التي تتكون منها غابة اللافا انقرضت بتأثير النشاط البركاني، ولم يعد لها وجود على الجزيرة، لتبقى هذه النباتات تحديا جديدا يواجه الباحثين من علماء الأحياء النباتية.

كما قال البروفيسور ذو الأصول اليونانية: «سوف ننشر قريبا مطبوعة خاصة حول هذا الاكتشاف، لكي نوضح من خلالها أهمية هذا الاكتشاف، والإثباتات بالبيانات والأرقام، وطبيعة المعالم الطبوغرافية، وصور فريدة التقطتها عدسة صاحب الاكتشاف، وقد تم إهداء بعض منها بالفعل إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ).

وتقع صفوف أشجار الغابة المتحجرة بالقرب من مسار أحد المزارات السياحية بجزيرة إيزابيلا، وقد تم الاتفاق بالفعل على تعديل المسار السياحي لضم الغابة إليه بصورة تتيح للزائرين مشاهدة هذه التكوينات من خلال جولة عبر طريق شبه دائري.

ويؤكد تولكريديس أن «لدينا جزيرة فريدة من نوعها، يوجد بها ستة براكين: القمة الزرقاء، والجبل الأسود، والسيدو، وداروين، وولف بركان الإكوادور. كما لدينا العشرات من التكوينات المخروطية من مخلفات البراكين والرماد البركاني بالإضافة إلى أكثر من 2000 مخروط بركاني ذو فوهة. لا يوجد على ظهر الكوكب جزيرة أخرى مثل إيزلابيلا بتكويناتها البركانية المميزة».

ويتذكر الباحث ذو الأصول اليونانية أنه في البداية بدأ عملية مسح للسطح بهدف وضع خريطة لمختلف الجزر، موضحا «لقد قمت بمسح باطن الأرض وأسفل سطح الماء، ثم أخذت أتعامل مع التضاريس مطبقا علم دراسة الكهوف». كان نتيجة هذه العملية العثور على شجرة صبار متحجرة في جزيرة خينوبيسا (Genovesa) كما عثر على آثار لحفريات شجرة متحجرة عند القمة الزرقاء، ليقوده الحظ ليعثر في نفس المكان على 30 شجرة متحجرة تحمل تكوينات رائعة من حمم اللافا البركانية الرائعة.

يقول عالم البراكين أن الأبحاث حول هذا القطاع من الجزيرة كانت قد بدأت، بينما كان يبحث بالفعل عن بحيرة من اللافا لا تزال المؤشرات ضعيفة للغاية حتى الآن حول إمكانية العثور عليها. ولكن تولكريديس المعروف بعناده ومثابرته مصر على مواصلة البحث متيقنا من العثور علي أعجوبة أخرى من أعاجيب جزر جالاباجوس. يقع أرخبيل جالاباجوس على مسافة ألف كيلو متر من المنطقة الاستوائية بالإكوادور، وهو عبارة عن تكوين بركاني، يضم 19 جزيرة متفاوتة الأحجام بين متوسطة وكبيرة، فضلا عن 215 جزيرة صغيرة، وعدد لا حصر له من النتوءات الصخرية، وقمم مخروطية لبراكين. أربعة فقط من بين هذه الجزر توجد بها مستوطنات لإقامة البشر يبلغ تعداد سكانها نحو 25 ألفا.

وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 1979 العديد من هذه البراكين جزءا من تراث الإنسانية، بالرغم من أن بعضها لا يزال نشطا، حيث سجل آخر تدفق للحمم في مايو من عام 2015 من بركان وولف على جزيرة إيزابيلا. المثير في الأمر أن هذه الجزر لا يزال معظمها بكرا، حيث تقدر مساحة المناطق التي لم يتم استكشافها بعد على سطحها بـ 8000 كيلو متر مربع.

تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2014م قدمت هذه الجزر للعالم نوعين جديدين من الأحياء المائية يتركز وجودهما في محمية مائية تقدر مساحتها بنحو 133 ألف كيلو متر مربع، جنبا إلى جنب مع 2900 نوع آخر من الأحياء المائية 25% من بينها متوطنة في هذه المنطقة.