885523
885523
مرايا

«مايكل دِل».. طموح منذ الطفولة

04 يناير 2017
04 يناير 2017

ولد مايكل ديل في مدينة هيوستن، تكساس وذلك في فبراير عام 1965م. اهتم ديل منذ طفولته بالحواسيب. ومنذ أن كان عمره 13 سنة اتخذ بيت والديه مقراً لنشاط تبادل طوابع البريد عبر الطلبات البريدية، فحقق في بضعة شهور أرباحاً قاربت الألفي دولار، وعندما كان عمره 15 سنة قام بتفكيك حاسوبه الجديد:»أبل2»، إلى قطع صغيرة متناثرة، ثم أعاد تجميعه مرة أخرى ليرى إن كان يستطيع ذلك، وعندما بلغ 16 سنة احترف بيع اشتراكات الجرائد اعتماداً على قوائم المتزوجين حديثاً فحصد ربحاً فاق 18 ألف دولار ومن ثم تمكن من شراء سيارته الأولى: بي إم دبليو وعمره 18 سنة!.

في العام 1984، التحق مايكل بجامعة تكساس في مدينة أوستن الأمريكية، وانطلاقًا من غرفة نومه في منتجع طلاب جامعته، أسس شركته بي سيز المحدودة لبيع أجهزة الحاسوب المتوافقة مع أجهزة آي بي إم والتي كان يقوم بتجميعها بنفسه. الشركة الوليدة جاء رأس مالها من خلال قرض اقترضه المقاول الصغير من جديه، وكان باكورة زبائنه زملاء الدراسة في الجامعة الحالمون بامتلاك حاسوب يناسب ميزانياتهم المحدودة.

المبدأ الذي اعتمد عليه مايكل دِل في بدايته أنه إذا باع مباشرة للجمهور فسيعرف متطلباتهم ويكون قادراً على تلبيتها بشكل سريع، وهو بذلك يكون قد أخرج الوسطاء من المعادلة، فهو وجد أن مكونات الحواسيب الجاهزة بالإمكان الحصول عليها وحدها بأسعار أقل، ومن ثم يقوم هو بتجميعها وحصد فرق السعر لنفسه. بنى مايكل فلسفته على تقديم خدمة أفضل للجمهور بسعر أقل.

في العام 1985 تمكنت شركته من تقديم أول جهاز حاسوب شخصي من تصميمها سمته تيربو بي سي، والذي اعتمد على معالج إنتل 8088 وبسرعة 8 ميجا هرتز. ركزت دعايات هذا الجهاز الجديد في المجلات المهتمة بالحواسيب على مبدأ البيع المباشر إلى الجمهور (دون وسطاء) وعلى إمكانية تجميع الأجهزة وفقاً لما يريده كل مستخدم، حسب مجموعة من الخيارات المتوفرة. ورغم أنها لم تكن الشركة الأولى في تطبيق هذه الفكرة التسويقية، إلا أن شركة بي سيز المحدودة كانت أول من نجح في تطبيقها. هذا النجاح دفع مايكل دِل لأن يترك دراسته ليركز على إدارة عمله الجديد بدوام كامل، إذ أن شركته حققت أرباحاً إجمالية فاقت 6 ملايين دولار أمريكي في سنتها الأولى. في العام 1987 افتتح مايكل فرع شركته في العاصمة الإنجليزية لندن. وفي العام 1988 حول مايكل اسم شركته إلى “شركة حواسيب دِل“.

في العام 1992 ضمت مجلة فورتشن الأمريكية شركة دِل إلى قائمتها لأكبر 500 شركة، ، وفي العام 1996 بدأت دِل بيع منتجاتها عبر متجرها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وفي العام 1999 تخطت شركة دِل منافستها كومباك في التصنيف لتصبح البائع الأكبر للحواسيب في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي العام 2003 وافق مساهمو الشركة على تغيير اسمها إلى مؤسسة دِل (دِل إنكوربريشن) لتسهيل دخول الشركة في مجال بيع منتجات أخرى غير الحواسيب. وفي شهر مارس من العام 2004 بدأت دِل دخول عالم الوسائط المتعددة بتعاملها في الكاميرات الرقمية والحواسيب الكفية ومشغلات الأقراص وأجهزة التليفزيون ذات الشاشات المسطحة وغيرها. كما شهد هذا الشهر أيضًا، تنحي مايكل دِل عن منصبه كمدير لشركته واكتفى بعضوية مجلس الإدارة، مفسحاً الطريق لخليفته كيفين رولنز لتولي هذا المنصب ومتابعة المسيرة.

في العام 2005 جاء ترتيب مايكل دِل كرابع أغنى رجل في الولايات المتحدة الأمريكية، بثروة تقارب 18 بليون دولار، ما يجعل ترتيبه الثامن عشر في قائمة أغنى رجل في العالم. لا زال مايكل يقطن أوستن الأمريكية في ولاية تكساس مع زوجته سوزان وأولاده الأربعة، وأما شركته التي بدأها فعوائدها الإجمالية تفوق 40 مليار دولار سنوياً، وتوظف أكثر من 40 ألف موظف، ولها فروع في أكثر من 170 بلداً، وتبيع كل يوم منتجات بأكثر من 30 مليون دولار، وتبيع حاسوباً من إجمالي كل ثلاثة حواسيب مباعة في السوق الأمريكية، وقرابة واحدًا من كل خمسة مباعة في العالم، كل هذا في خلال 27 عاماً منذ تأسيسها.

ألف مايكل دِل كتاباً سماه: (مباشرة من دِل ): استراتيجيات أحدثت ثورة في الصناعة تناول فيه قصة نجاحه وفلسفة نشاطه التجاري الذي بدأه.

لم تمض مسيرة الشركة دون عقبات وأزمات، ففي حقبة التسعينات اشتعلت النار في حواسيب دِل النقالة بسبب أعطال فنية، وفي العام 2001 اضطرت الشركة لخفض العمالة لتتعافى من تراجع المبيعات، إلا أن اشهر زلة لسان لمايكل دِل حدثت في العام 1997 عندما سأله سائل في ملتقى فني ضم آلاف الحضور، ما الذي كان ليفعله إذا كان في نفس موقع صاحب شركة آبل ليعالج جميع أزمات شركته التي كانت تعاني من مشاكل طاحنة كادت تضع نهاية لها وقتها، فأجاب مايكل قائلاً:

“كنت سأغلق الشركة وأعيد المال إلى المساهمين!”. لم ينس مدير آبل ستيف جوبز هذه المقولة، إذ قال في رسالة بريدية في شهر يناير من العام 2006 إلى موظفي الشركة إن على مايكل دِل أن يبتلع كلماته ويسحبها، فاليوم السعر السوقي لشركة آبل يفوق دِل، ومبيعات آبل وأرباحها أكبر من تلك لدِل. إلا أن مايكل دِل يبقى صاحب الكلمة الأخيرة، فهو لا زال أغنى من ستيف جوبز!

ومن بين 691 ملياردير حول العالم هناك فقط 20 شخصا تقل أعمارهم عن الـ 40 عاما، كان ديل هو أصغر هؤلاء!.

لذا نستنتج من هذا أن النجاح ليس حكرا على عمر أو جنس أو فصيلة وإنما النجاح هو صناعة المتميزين.