abdullah
abdullah
أعمدة

رماد .. لا للعتمة

04 يناير 2017
04 يناير 2017

عبدالله المعمري -

أيها المحبون للعتمة، الغارقون في الظلام، كفوا ليلكم الحالك عن نور بصيرتنا، لا تدنسوا الضياء بذلكم السواد الذي تتوشحه قلوبكم، ابتعدوا قليلا عن نوافذ الأعماق ليتسلل بصيص ضوء من نافذة الأمل، فيرى القابعون في الظلام طريق الطموح، لينهضوا بعدها في حياة النهار، لا ليل الحياة.

بالله عليكم ألم تسأموا حزم الأمتعة لكل من يعطيكم فكرة، تخرجكم من هذا الظلام الدامس الذي يعيشونه، ألم يحن الأوان أن تزيحوا الستار عن الخير الذي في قلوبكم ليهنأ به من وليتم أمرهم، ألم يحن الوقت بعد إلى أن تبددوا عتمة التهميش ووأد الأفكار الخلابة، ألم تكتفوا من نصب فخاخ المكيدة لكل من يقدم لكم حلا ينير به أنفاق الظلام؟.

إن العمر قصير، وموعد الرحيل يقترب كلما مضت سنوات من أعماركم المظلمة، ولن يكون للوقت متسع إذا ما طرقت أجراس الأجل، وأعلنت دنو اليوم الموت، ليكون ظلاما جديدا مقر داركم، وقرار أعمالكم، فلا شيء يدوم في الحياة الدنيا.

وليعلم أولئك الذين سلبوا الضياء والنور، أن الليل وإن طال، فلا بد للنهار أن تشرق شمسه، وتتبدد العتمة التي مهد لها محبوها، وينار الطريق نحو القمة، فالصبر مفتاح كل ليل حالك، وكل طغيان هالك، فاشعلوا شمعة الأمل، وحاربوا الظلام بالعلم.

ولتعلموا أن للحقيقة شمسا ساطعة، تنثر النور في كل قلب قد غشي بسواد الظلم، وأن المظلمة التي وراءها مطالب ستزول، ويزول صاحبها، وإن لم يجن ثمار نصره على من ظلمه في الدنيا، فالآخرة موعد رد المظالم إلى أهلها ومحاسبة كل ظالم. متعنا الله وإياكم بنور الصبر وسلمنا من شر العتمة ومحبيها.

[email protected]