salem
salem
أعمدة

نوافـذ :الإرهاب .. وليس شيئا آخر!

02 يناير 2017
02 يناير 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

نهاية الأسبوع الماضي كانت وسائل الإعلام العربية ووسائل التواصل الاجتماعي في دول المجلس تعج بخبر انضمام السلطنة إلي منظومة الاتحاد العربي والإسلامي لمكافحة الإرهاب.

جاء انضمام السلطنة في الرسالة التي نقلها سفير السلطنة في الرياض إلى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سليمان، لتكون السلطنة الدولة الحادي والأربعين، إلا أن الخبر لم يكن عاديا فبعد تسريبه مباشرة إثر الاجتماع المذكور أشادت الكثير من تلك الوسائل بخطوة السلطنة وأعطى الأمر خلال ساعات تداوله على مدى أكثر من ٣ أيام أكبر من حجمه، وكأن السلطنة كانت خارج تلك المنظومة الخليجية والعربية والإسلامية، ثم عادت بقرار انضمامها هذا إلى الأسرة الخليجية، وهذا يخالف الواقع بالتأكيد .. كما أن البعض ذهب إلى أن السلطنة بعودتها هذه قد تمهد إلى الدخول إلى التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن.

هناك فرق كبير بين الانضمام في التحالف ضد الإرهاب، وبين الانضمام إلى التحالف العسكري ضد (أنصار الله وعلى عبد الله صالح) في حرب اليمن، وحدث التباس لدى البعض أن الانضمام إلى الإرهاب هو الانضمام التلقائي إلى التحالف العسكري، وهذا ليس دقيقا لاعتبارات عدة أبرزها، أن السلطنة كان موقفها واضحا وجليا بأنها لن تنضم إلى التحالف العسكري في حرب اليمن لأن النظام الأساسي لا يسمح بإرسال قوات تقاتل خارج حدود دول مجلس التعاون، والمشاركة في حرب الكويت هي دفاع عن الاتفاقية الخليجية التي وقعتها مسقط مع الدول الست، واليمن ليست من الدول الست الخليجية هذا أولا، وثانيا أن السلطنة لا ترغب أن تقاتل في الساحة اليمنية مع الأشقاء في التحالف، بل تريد أن تكون بوابة الأمل في إعادة السلام بالتواصل مع أطراف النزاع في اليمن بهدف فتح القنوات في السلطنة لإيمانها أن الحرب في اليمن هي ضد ابن العم، والجار، والعمق الاستراتيجي، والجغرافي، والتاريخي، والعائلي، والإيمان أيضا أن الحروب لا تحسم الخلافات، والدليل أن أمد هذه الحرب طال إلى قرابة العامين دون نتائج وخلافا لما هو متوقع.

إذا الفرق واضح بين الإرهاب والحرب في اليمن، فالإرهاب نادى المقام السامي بمحاربته منذ فجر عقد الثمانينات من القرن الماضي، وأكد أنه آفة تهدم المجتمعات ونبه إلى خطورتها وتناميها في المنطقة وأنها ستلحق الأذي بالجميع، وفعلا مع تقادم السنوات أثبتت تلك الرؤى صوابها، فقد ابتليت الأمتين العربية والإسلامية بل والعالم بها، فمن ينسى تفجيرات باكستان وأفغانستان، ثم ما حدث في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وتونس ومصر والجزائر والمغرب والصومال والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والعالم أيضا، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا، عبر تنظيمات متعددة تزايدت كل عام.

وقد أكد مرارا جلالته حفظه الله أن الأراضي العمانية طيبة لا تنبت إلا طيبا، وهذا ما أكدته عقود السنوات الماضية من صدق أيضا لهذه المقولة.

انضمام السلطنة إلى هذا التحالف ليس غريبا ومستبعدا بل بات في إطار التقييم العماني للأحداث في المنطقة، واختيار الوقت الذي يناسبها للتواجد في مثل هذه التحالفات، وهي كانت وما زالت قريبة منها وعلى توافق وتنسيق تام لتوحيد الجهود الدولية في توفير المعلومات الأمنية وإجراء العمليات الاستباقية في تفكيك الخلايا النائمة والقائمة في الدول وتبادل البيانات والمعطيات وحركة المشتبهين بهم، وهذا كانت تقوم به السلطنة مع شقيقاتها وهي خارج هذا التحالف بل في إطار التحالف الأمني بين دول المجلس، وحقق هذا التعاون قدرا كبيرا من النتائج الأمنية المهمة وحفظ الكثير من الأرواح.

إذا هناك فرق بين الانضمام لتحالف مكافحة الإرهاب وبين الانضمام للتحالف العسكري في اليمن وهذا واضح جدا في السياسة العمانية.