العرب والعالم

إسرائيل تقلص العلاقات مع الدول التي صوتت في مجلس الأمن

27 ديسمبر 2016
27 ديسمبر 2016

ترامب ينتقد الأمم المتحدة -

عواصم - (وكالات ): أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية امس ان الدولة العبرية ستقوم بـ«تقليص» علاقاتها مع الدول التي صوتت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، الذي أدان الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي رسالة إلى الصحفيين ، اكد المتحدث باسم الوزارة ايمانويل نحشون في نفيه للأنباء حول تعليق العلاقات مع الدول، ان إسرائيل «ستقوم مؤقتا بتقليص» الزيارات والعمل مع السفارات ، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

ومن جانبها، أكدت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفلي امس انها قلقة من ان الدولة العبرية ستفقد فرصتها لشرح موقفها عبر إلغاء الزيارات ، إلا أنها تؤيد ذلك مشيرة الى انه «لا يمكن اعتبار إسرائيل أمرا مفروغا منه».

وقالت حوتوفلي في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي انه لا يمكن السماح للدول بان «تأتي للحج الى إسرائيل لتتعلم المزيد عن مكافحة الإرهاب وصد الهجمات الإلكترونية والتقنيات الزراعية، ثم القيام بما ترغب به في الأمم المتحدة».

وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، طلب من المسؤولين تقليل الزيارات لأقل قدر ممكن الى الدول التي صوتت لصالح القرار.

وألغيت زيارتان او تم تأجيلهما على الأقل ، منهما زيارة مقررة هذا الأسبوع لرئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير جرويسمان وزيارة مقررة لوزير الخارجية السنغالي.

وتناقلت تقارير ايضا قيام نتانياهو بإلغاء لقاء الشهر المقبل في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ، ولم يتضح ان كان الاجتماع مقررا رسميا في الأصل او اذا ألغي فعلا.

ويطالب النص الذي تم تبنيه الجمعة ، إسرائيل بأن «توقف فورا وعلى نحو كامل جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية» ويؤكد ان المستوطنات «ليس لها شرعية قانونية».

وللمرة الأولى منذ 1979، لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار بينما كانت تساند إسرائيل في هذا الملف البالغ الحساسية، وقد سمح امتناعها عن التصويت في إقرار النص.

ودافع نتانياهو عن موقفه عقب التصويت في الأمم المتحدة مؤكدا انه «رد فعل عاقل وصارم ومسؤول وطبيعي من قبل شعب يوضح لدول العالم أن ما تم القيام به في الأمم المتحدة غير مقبول بالنسبة لنا».

وأضاف «علاقاتنا مع دول العالم لن تتضرر بل ستتحسن بمرور الوقت لأن دول العالم تحترم الدول القوية التي تصر على مواقفها ولا تحترم الدول الضعيفة التي تخنع وتحني رأسها».

من جهتا انتقدت صحيفة «تايمز» البريطانية إدانة مجلس الأمن لسياسة الاستيطان الإسرائيلية ، وكتبت الصحيفة في عددها الصادر امس : «أفضل أمل للإسرائيليين والفلسطينيين لا يزال حل الدولتين، لكن القرار الأخير لمجلس الأمن يعمق عزلة إسرائيل ويقلل بذلك احتمالات تحقيق السلام ، نتائج التصويت (في مجلس الأمن) ستشجع علاوة على ذلك المتشددين الفلسطينيين وأعداء إسرائيل».

ورأت الصحيفة أن من عواقب القرار أيضا «مزيدا من دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ناحية اليمين ، لحماية ائتلافه في الكنيست عبر دعم من الأحزاب التي أيدت بناء المستوطنات ، حل الدولتين سيكون على الأرجح هو الضحية».

ومن ناحيته وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الأمم المتحدة أمس بأنها «تبعث على الأسف» وذلك بعد أيام من تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية رغم ضغوط ترامب لاستخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو).

وكتب ترامب على تويتر يقول «الأمم المتحدة تملك إمكانات هائلة لكنها في الوقت الحالي مجرد ناد يجتمع فيه الناس ويتحدثون ويقضون وقتا طيبا ، تبعث على الأسف الشديد.»