العرب والعالم

تونس تعزل والي صفاقس ومسؤوليْن أمنييْن وتفكك خلية «إرهابية»

22 ديسمبر 2016
22 ديسمبر 2016

إثر عملية اغتيال منسوبة لإسرائيل -

تونس - (أ ف ب - الأناضول): أعلنت الحكومة التونسية امس عزل والي صفاقس (وسط شرق) واثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في الولاية وذلك بعد أسبوع من اغتيال مهندس طيران أمام منزله بصفاقس في عملية منسوبة لإسرائيل.

وأعلنت الحكومة في بيان «قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد إعفاء الإطارات الآتي ذكرهم من مهامهم: والي صفاقس (حبيب شواط)، مدير إقليم (مديرية) الأمن الوطني بولاية صفاقس، رئيس منطقة الأمن (مديرية) الوطني بصفاقس الجنوبية».

وكان رئيس الحكومة السابق حبيب الصيد عين في أغسطس 2015 حبيب الشواط المحسوب على حركة النهضة الإسلامية (شريكة في الائتلاف الحكومي) واليا على صفاقس، وأضافت الحكومة في بيان ثان أن يوسف الشاهد قرر تعيين سليم التيساوي واليا على صفاقس خلفا للشواط الذي جاءت إقالته غداة تصريح للشاهد أمس الأول لوح فيه بـ«تتبع كل من أجرم أو تواطأ أو قصّر» في ملف عملية الاغتيال.

وعثر في الخامس عشر من ديسمبر الحالي، على مهندس ميكانيك الطيران محمد الزواري (49 عاما) مقتولا بعشرين رصاصة داخل سيارته أمام منزله في منطقة «العين» بصفاقس ثاني أكبر المدن التونسية. ويحمل الزواري الجنسيتين التونسية والبلجيكية.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في 17 ديسمبر ان الزواري احد قادتها وانه انضم اليها قبل 10 سنوات، محملة اسرائيل مسؤولية مقتله ومتوعدة بالرد.

وأوضحت القسام ان الزواري كان مشرفا «على مشروع طائرات الابابيل القسامية التي كان لها دورها في حرب عام 2014» التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة. والاثنين أعلن وزير الداخلية الهادي المجدوب «إمكانية» ضلوع جهاز مخابرات أجنبي لم يحدده في الاغتيال.

وكان الزواري هرب من تونس سنة 1991 نحو ليبيا ثم السودان وسوريا التي استقر فيها للإفلات من أحكام قضائية غيابية بالسجن على خلفية انتمائه إلى «الاتجاه الإسلامي» (حركة النهضة الإسلامية حاليا) الذي كان تنظيما محظورا آنذاك.

وعاد إلى تونس سنة 2011 مع زوجته السورية بعد الإطاحة بنظام الدكتاتور زين العابدين بن علي وصدور «عفو تشريعي عام»، وفق وزارة الداخلية.

وأعلنت الوزارة انها لا تملك أي معلومات عن انتماء الزواري إلى حماس أو تنظيمات أخرى سواء بعد هروبه من تونس سنة 1991 أو إثر عودته إليها في 2011.

وقالت انها حددت هوية شخصين «دبّرا» عملية الاغتيال، الاول يقيم في المجر والثاني في النمسا وأحدهما من أصول عربية، وأنها تعمل على تحديد هوية شخصين «ملامحهما أجنبية» قتلا الزواري في صفاقس ثم هربا، وأوضحت ان مدبري الاغتيال شرعوا في التخطيط له منذ يونيو الماضي. وأمس الأول اصدر القضاء مذكرات توقيف بحق ثلاثة مشتبه بهم في الاغتيال بينهم صحفية أجرت مؤخرا حوارا مع الزواري. من جهة أخرى، أعلنت السلطات التونسية، امس، تفكيك خلية «إرهابية»، من 5 أشخاص، بينهم 3 فتيات، تتواصل مع متشددين في الجزائر وليبيا.

وقالت الداخلية التونسية في بيان، إن جميع المتهمين اعترفوا «بتواصلهم فيما بينهم، وكذلك مع عناصر إرهابيّة في الجزائر وليبيا عبر شبكات التواصل الإجتماعي بواسطة أسماء مستعارة هروبا من المراقبة الأمنيّة»، كما اعترفوا بأنهم «يعملون على استقطاب عناصر جديدة لتبني الفكر التكفيري والالتحاق بالجماعات الإرهابيّة ببؤر التوتر وتمجيد تنظيم ما يُسمّى بـ(داعش) والإشادة بعمليّاته الإرهابيّة»، وفق نص البيان.

وبحسب البيان فإن الخلية تتكوّن من 5 عناصر بينهم 3 فتيات، تنشط بين تونس العاصمة وسيدي بوزيد (وسط) ومجاز الباب من ولاية باجة (شمال غرب) .

وتبلغ أعمار الفتيات بين 17 و18 و28 عاماً، إحداهن طالبة والثالثة موقوفة بالسّجن لتورّطها في قضيّة إرهابيّة أخرى، أمّا الشابان فيتراوح عمراهما بين 19 و31 عاماً، تمّ إلقاء القبض على أحدهما وإيقافه في حين أنّ الثاني موقوف ومحكوم بالسّجن لتورّطه في قضيّة إرهابيّة أخرى، وفق الوزارة.

ولم يوضح البيان كيفية تواصل السجينين (فتاة وشاب)، مع الخلية، رغم وجودهما بالسجن، كما لم يذكر توقيت تفكيك الخلية.

وفي تصريحات سابقة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أشار إلى أنه «يوجد بسوريا ما لاَ يقل عن 3 آلاف مقاتل تونسي بينهم نساء». فيما قدّرت تقارير دولية بأن أعداد التونسيين في مختلف بؤر التوتر في ليبيا وسرويا والعراق يفوق 5 آلاف و500 مقاتل.