876278
876278
الاقتصادية

مركز مسقط للمراقبة الجوية يؤمن سلامة 1500 طائرة تعبر أجواء السلطنة يوميا

22 ديسمبر 2016
22 ديسمبر 2016

876275

بتكلفة تجاوزت 25 مليون ريال -

تقنيات حديثة تستعمل لأول مرة في العالم بمواصفات وكوادر عمانية -

شاشات مراقبة عملاقة بحجم 56 بوصة لكل موظف -

كتب- عامر بن عبدالله الأنصاري -

876281

احتفلت الهيئة العامة للطيران المدني أمس بتدشين “مركز مسقط للمراقبة الجوية”، والذي تجاوزت تكلفته 25 مليون ريال عماني، حسبما أكد سعادة محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة.

مشيرا إلى أن المركز احدى ثمار مشروع ضخم يتواصل تنفيذه لتطوير قطاع الطيران المدني بالسلطنة حيث تحقق عند تدشين مركز مسقط للمراقبة الجوية عدد من الأهداف الاستراتيجية ، أهمها القدرة على مواكبة النمو في حركة الطيران ورفع الطاقة الاستيعابية للمجال الجوي العماني وتعزيز مستوى سلامة وأمن الطيران وتطوير القدرات الوطنية وفقا للمتطلبات الوطنية ومتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني من حيث سلامة وانتظام الحركة الجوية والمحافظة على البيئة.

1500 طائرة

وتابع سعادته: “بتشغيل هذا المركز المتطور ترفع السلطنة من كفاءة خدمات الملاحة الجوية المقدمة لأكثر من 1500 طائرة تستخدم المجال الجوي العماني يومياً، والتي يتواصل ازدياد أعدادها بمعدل نسبة زيادة تصل إلى 11% سنويا نظرا لما يتميز به المجال الجوي العماني من عوامل جذب وأهمية في منطقة الشرق الأوسط من حيث موقعه الفلكي وحيوية مساراته التي تربط بين أهم مطارات العالم في كل من أستراليا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا إضافة الى نوعية الخدمات التي يقدمها”.

كوادر وطنية

وأضاف الزعابي: “يمثل افتتاح مركز المراقبة الجوية الجديد إضافة مهمة لخدمات الملاحة الجوية في السلطنة والشرق الأوسط، حيث انه يزخر بعدد من الأنظمة الحديثة التي تتكامل فيما بينها لتقديم خدمات عالية الكفاءة ومن أهمها نظام إدارة الحركة الجوية الذي وضع مواصفاته كوادر وطنية وطورته شركة “إندرا سيستيمس” الإسبانية، ومن ثم تضافرت الجهود بين الشركة المطورة مع جهود كوادرنا الوطنية في مئات من ساعات العمل لإخضاع النظام للتجارب والاختبارات الدقيقة تبعتها أعمال التركيب والفحص وتقييم سلامة وكفاءة الأجهزة لنشهد اليوم تتويج نجاح هذه الجهود بافتتاح المركز”.

نقلة نوعية

أقيم الاحتفال بمقر الهيئة العامة للطيران المدني، برعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، والذي قال بهذه المناسبة: “مركز مسقط للمراقبة الجوية، بهذه النقلة النوعية، وضعت عمان على الخارطة العالمية، وتبوأت السلطنة في الملاحة الجوية مكانة مرموقة خاصة إذا ما شاهدنا التقنيات العالية التي يحتويها المركز، والجهود التي بُذلت في إنشائه، والكادر العماني المشرف عليه، حقيقة شيء يثلج الصدر، ويؤكد أن الشباب العماني قامة، فهم من ساهموا وبشكل أساسي في إعداد هذا المركز”.

وأشار المنذري أن التطور الذي تشهده السلطنة في المجال الجوي أمر ضروري، إذ أن الإحصائيات تشير إلى عبور أكثر من 1500 طائرة أجواء السلطنة بشكل يومي، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب الكثير من الدقة والتطور والكفاءات التي تتوفر بالسلطنة اليوم.

إنجازات النهضة

وبدوره قال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات: “المركز انجاز كبير يضاف إلى إجمالي إنجازات النهضة المباركة وترقية كبيرة جدا في قطاع الملاحة الجوية، والحمد لله استطعنا أن ننشئ مركزا يفخر به كل أبناء السلطنة”.

وأضاف: “الأجهزة المزودة في المركز من أرقى وأحدث الأجهزة في العالم، وهنا يجب أن نشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها الكادر العماني في تحقيق هذا المنجز، بداية من تصنيع هذه الأجهزة ومراحل الخضوع للتجارب العملية عليها بمشاركة الكادر العماني ومصنعي تلك الأجهزة، فلهم كل الشكر والتقدير على تلك الجهود التي تساهم في الحفاظ على سلامة الحركة الجوية على مستوى العالم”.

10 ملايين راكب

حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي والسعادة ورؤساء الهيئات العربية للطيران المدني ودول العالم، كما كانت هناك كلمة لمحمد خليفة رحمة المدير الإقليمي في الشرق الأوسط للمنظمة الدولية للطيران المدني “إيكاو”، قال فيها: “إن الشبكة الدولية للنقل الجوي تنقل حوالي 10 ملايين راكب يوميا على متن 100 ألف رحلة، ففي عام 2015 تم نقل 3.5 مليار مسافر على متن 35 مليون رحلة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد عام 2030، وبالمقابل سجل عام 2015 أقل معدل للحوادث على الإطلاق”. وتابع: “يأتي افتتاح مركز مسقط للمراقبة الجوية امتدادا لدور السلطنة في ربط الخريطة الجوية العالمية فوق هذا البقعة الحيوية من عالمنا العربي، ويعد حدثا يفتخر به كل عماني وكل عربي”.

مميزات المركز

ويتميز مركز مسقط للمراقبة الجوية بإمكانيات تقنية متطورة عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، القدرة على تبادل بيانات ومعلومات الطيران بشكل آلي ومباشر مع مراكز المراقبة الجوية في الدول المجاورة عوضا عن وسائل الاتصالات التقليدية محققا بذلك جودة ودقة في المعلومات المتبادلة، وتوفير أدوات الإنذار المبكر للمراقبين الجويين لتحديد مخاطر السلامة بين الطائرات محققا بذلك تطورا نوعيا في الحفاظ على سلامة الطيران، كما يتفرد المركز  في استخدامه لشاشات بحجم 56 بوصة يعمل عليها كل موظف على حدة، تستخدم لأول مرة في العالم تعرض جميع معطيات الحركة الجوية، وبالتوازي مع التطوير في الأنظمة، أطلقت الهيئة في مراحل مبكرة من هذا المشروع  برنامج عمل لنقل المعرفة وتطوير القدرات الوطنية في الجوانب التشغيلية والهندسية حيث استثمرت في رأس مالها البشري بغية تطوير كوادر قادرة على تشغيل المركز وتحمل مسؤولية صيانته وحققت في هذا الجهد نجاحا منقطعا النظير.