العرب والعالم

الشرطة الألمانية غير متأكدة من هوية مرتكب اعتداء برلين .. و«قد يكون طليقا»

20 ديسمبر 2016
20 ديسمبر 2016

تنظيم «داعش» يتبنى «عملية الدهس» -

برلين - (أ ف ب): أعلنت الشرطة الألمانية أمس انها غير متأكدة من ان طالب اللجوء الباكستاني المعتقل هو سائق الشاحنة المسؤول عن الهجوم الدامي بشاحنة على سوق بمناسبة الميلاد في العاصمة أوقع 12 قتيلا أمس الأول داعية السكان الى «اليقظة».

وتعيد هذه المأساة التي وصفتها المستشارة انجيلا ميركل بأنها «عمل ارهابي» في ألمانيا التي كانت حتى الآن بمنأى من هجمات على نطاق واسع، التذكير باعتداء نيس في 14 يوليو الماضي الذي أوقع 86 قتيلا.

والمشتبه به باكستاني وصل الى ألمانيا في 31 ديسمبر 2015 عن طريق البلقان و«تسجل في برلين في فبراير» كطالب لجوء، حسبما اكد للصحافة وزير الداخلية توماس دي ميزيير.

وأضاف «انه ينفي ارتكابه هذه الجريمة. ومازال التحقيق مستمرا».

ولكن بعد فترة وجيزة، اقر رئيس شرطة برلين كلاوس كانت انه «ليس من المؤكد» ان الشاب المعتقل هو «سائق» الشاحنة القاتلة.

وفيما قال وزير الداخلية الألمانية إن تفاصيل عملية الدهس، التي تمت عبر شاحنة، تشير إلى أنها «هجوم»، قالت الإذاعة الألمانية إن تنظيم «داعش» الإرهابي أعلن مسؤوليته عن العملية.

ودعت الشرطة السكان الى «اليقظة» مشيرة الى ان المهاجم قد يكون لا يزال طليقا.

وقال مصدر من شرطة برلين لصحيفة دي فيلت «لدينا الشخص الخطأ» وأضاف ان «المعتدي الحقيقي لا يزال طليقا وهو مسلح ما يمكن ان يؤدي الى مزيد من الأضرار».

ومايزال الارتباك سيد الموقف في أعقاب الاعتداء.

وأوضحت دي فيلت انه قبض على المشتبه به بعد قليل من وقوع الحادث الاثنين الساعة 19:00 ت.غ في مكان سياحي في برلين بعد ان لاحقه مسافة كيلومترين احد الشهود الذي كان يوجه الشرطة عن طريق الهاتف.

وفي حين عهد بالتحقيق الى النيابة العامة لمكافحة الإرهاب، قامت الشرطة بعمليات دهم الثلاثاء في مركز رئيسي للاجئين في مطار برلين القديم كما ذكرت عدة وسائل إعلام ألمانية لأن المشتبه به يمكن ان يكون هناك.

وكانت ميركل قالت انه «اعتداء ارهابي» مشيرة الى احتمال ان يكون منفذه طالب لجوء.

وأضافت وقد بدا عليها التأثر الشديد «اعرف انه سيكون على قدر خاص من الصعوبة علينا أن نحتمل الأمر إن تأكد ان هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء في ألمانيا».

وسرعان ما بدأت الانتقادات لميركل حول سياستها المنفتحة على صعيد الهجرة. وكتب ماركوس بريتزل احد المسؤولين في حزب «البديل لألمانيا» اليميني على تويتر «انهم قتلى ميركل»، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري ان «ألمانيا لم تعد آمنة» بمواجهة «إرهاب الإسلام المتطرف».

ونددت بقرار المستشارة فتح أبواب ألمانيا عام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول في العالم الإسلامي. كما وصل قرابة 300 ألف اخرين عام 2016.

ووقع الاعتداء قرب كنيسة قديمة تهدمت منارتها بالقصف ابان الحرب العالمية الثانية. وبفعل الصدمة، تحطم الزجاج الامامي للشاحنة التي رفعت صباح أمس.

وقالت البوسنية لانا سيفوتش التي تقيم في برلين لقناة تلفزيونية ان السائق «قاد الشاحنة مباشرة نحونا» بينما كانت تتناول شرابا مع عائلتها.

وأضافت «لكنه في مرحلة ما استدار لأن هدفه لم يكن الكوخ لكن الحشد. أراد ان يدهس الناس».

وتابعت «بالتأكيد صدم الجميع،.. نحاول العثور على الاقارب والاصدقاء كنا نشرب النبيذ الساخن قبل دقيقة لكنهم سقطوا ارضا وهم ينزفون». وأفادت حصيلة مؤقتة بسقوط «12 قتيلا» و48 شخصا في المستشفى.

وقال وزير الداخلية «تم التعرف على عدد قليل من الضحايا» و 18 من الجرحى في حالة الخطر.

وبين الضحايا بولندي عثر على جثته في الشاحنة وقد قتل «رميا بالرصاص». وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الاقليمية انه قد يكون سائق الشاحنة التي سرقت منه.

وتم تنكيس الأعلام فوق المباني العامة وسيقام قداس عن أنفس الضحايا الساعة 11,00 ت غ في كاتدرائية سانت ادويج في وسط برلين.

ووقع الهجوم أمام كنيسة القيصر فيلهلم في احد الشوارع التجارية التي تشهد اكبر قدر من الحركة في الجزء الغربي من برلين.

يذكر ان ألمانيا ظلت حتى الآن بمنأى من اعتداءات جهادية ضخمة، لكنها شهدت مؤخرا عدة اعتداءات إسلامية متفرقة.

وتبنى تنظيم داعش في يوليو اعتداءين منفصلين نفذهما سوري في الـ27 من العمر وطالب لجوء في الـ17 يرجح أنه أفغاني، أحدهما بواسطة قنبلة والآخر بالسلاح الأبيض، وأوقعا عدة جرحى.

كما يشتبه بأن فتى ألمانيا عراقيا عمره 12 عاما حاول تفجير عبوة في سوق لعيد الميلاد في نهاية نوفمبر لدوافع يعتقد أنها جهادية، على ما أعلنت السلطات الألمانية في 19 ديسمبر واصفة القضية بأنها «مخيفة».

وفي اكتوبر انتحر سوري في السجن بعد توقيفه وأفاد المحققون انه كان يحضر لارتكاب اعتداء على مطار في برلين.