870156
870156
العرب والعالم

تعليق عمليات الإجلاء من «حلب» وسط خلاف حول إخلاء قريتين بـ «إدلب»

16 ديسمبر 2016
16 ديسمبر 2016

روسيا: استعادة شرق المدينة يسهل التوصل لاتفاق سلام في سوريا -

عواصم -عمان - بسام جميدة - وكالات:-

توقفت عمليات الإجلاء من آخر مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب السورية امس بعد أن طالب مسلحون موالون للحكومة بإخراج المصابين من قريتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة.

وتوقفت عمليات الإجلاء في اليوم الثاني وسط اتهامات متبادلة بين كل الأطراف بعد صباح شهد تسارعا في وتيرة عمليات الإجلاء.

واتهمت مصادر في جماعات المعارضة المسلحة مقاتلين موالين للحكومة بفتح النار على قوافل الحافلات التي تقل الخارجين من المدينة.

وقال مصدر رسمي سوري إن عملية الإجلاء توقفت بسبب محاولة مقاتلي المعارضة اصطحاب أسرى معهم ومحاولتهم أيضا تخبئة أسلحة في حقائبهم. ونفت جماعات المعارضة في حلب ذلك.

لكن الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية الموالية للحكومة السورية قال إن محتجين قطعوا طريقا مؤديا إلى خارج المدينة مطالبين بإجلاء المصابين من قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب المجاورة، وأضاف أن مقاتلي المعارضة قصفوا طريقا كان من المقرر أن تستخدمه الحافلات المشاركة في عمليات الإجلاء من القريتين.

وقال مسؤولون من المعارضة ومن الأمم المتحدة إن إيران -وهي أحد الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري- طالبت بضم القريتين في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تجري بموجبه عمليات الإجلاء من حلب.

ولم تظهر أي إشارات على إجلاء أفراد من القريتين المحاصرتين منذ فترة طويلة في المحافظة التي يسيطر مقاتلو المعارضة على أغلبها. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه جرى إبلاغ وكالات الإغاثة المشاركة في عمليات الإجلاء بمغادرة المنطقة دون تقديم أسباب.

وفي وقت سابق من امس تم السماح للسيارات الخاصة بمغادرة حلب إضافة لقوافل الحافلات لإجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد من غادروا المدينة في قوافل الحافلات وسيارات الإسعاف منذ بدء الإجلاء صباح أمس الأول بلغ في المجمل ثمانية آلاف شخص من بينهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل وأكثر من 300 مصاب.

وأظهرت صور أرسلها ناشط كان ينتظر لمغادرة الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من شرق حلب حشودا تقف في الشوارع وسط المباني المتهدمة ويرتدي أفرادها معاطف ثقيلة وسط أجواء الشتاء الباردة.

وامتلأت الشوارع بسيارات خاصة وحافلات صغيرة تحمل الأمتعة على سطحها فيما جلس أشخاص فوق الأنقاض أو بجوار حقائبهم ومتعلقاتهم.

وفي رسالة للصحفيين قال الناشط إن الأطفال جائعون ويبكون وإن الناس مرهقة ولا يعرفون إن كانت حافلات ستأتي لتنقلهم.

وذكرت منظمة الصحة العالمية إن نحو 200 مريض ممن تم إجلاؤهم وصلوا بحلول الصباح الباكر من امس إلى ثمانية مستشفيات مكدسة بالفعل في الجزء الغربي الخاضع لسيطرة الحكومة من حلب وفي إدلب وفي تركيا.

وتقول الأمم المتحدة إن 50 ألف شخص لا يزالون داخل الجزء الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة من حلب بينهم عشرة آلاف سينقلون إلى محافظة إدلب بينما سينقل الباقون إلى الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة من حلب.

ومحافظة إدلب التي تسيطر جماعات متشددة على أغلبها ليست وجهة مفضلة لمقاتلي المعارضة أو المدنيين الخارجين من شرق حلب.

وتتعرض إدلب بالفعل لضربات جوية سورية وروسية لكن ليس من الواضح إن كانت الحكومة ستشن هجوما بريا أم ستكتفي بحصر مقاتلي المعارضة هناك في الوقت الراهن.

وقالت تركيا إن من الممكن أيضا إقامة مخيم في سوريا قرب الحدود التركية لإيواء الخارجين من حلب.

وقال مسؤولون أتراك إن هناك موقعين محتملين على بعد نحو ثلاثة كيلومترات ونصف داخل سوريا لإقامة المخيم الذي سيستوعب ما يصل إلى 80 ألف شخص وأضافوا أنهم يتوقعون وصول ما يصل إلى 35 ألفا. وستواصل تركيا استقبال المرضى والمصابين القادمين من حلب في مستشفياتها.

من جهة أخرى، قال سيرجي رودسكوي المسؤول في وزارة الدفاع الروسية امس إن نجاح قوات الحكومة السورية في السيطرة على شرق حلب يهيئ الأجواء للتوصل لحل سلمي للصراع في سوريا.

وأضاف أن كل المدنيين وأغلب مقاتلي المعارضة غادروا الأحياء التي كانت المعارضة تسيطر عليها من المدينة وأن أكثر من 3400 مقاتل من «المعارضة المعتدلة» سلموا أسلحتهم.

وخلال زيارة لليابان قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس إنه يخطط مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لعقد جولات جديدة من محادثات السلام السورية دون مشاركة الولايات المتحدة ولا الأمم المتحدة.

وفي الشأن الإنساني، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد الأوروبي هو المصدر الرئيسي للمساعدات الإنسانية للسوريين، مؤكدا أن بروكسل حققت بعض النتائج هناك، بما في ذلك إنشاء ممر إنساني بحلب، وأكد توسك في مؤتمر صحفي عقب قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل «وقف هذا النزاع بالقوة غير ممكن. والاتحاد الأوروبي لا ينوي استخدام مثل هذه الخطوات، وليس قادرا على القيام بها».

ودعا رئيس المجلس الأوروبي إلى التوقف عن تحميل الاتحاد الأوروبي المسؤولية عما يحدث في حلب وغيرها من مناطق سوريا، وقال: «نعم، أعلم أننا لسنا على المستوى الكافي من الفعالية. إلا أنه يمكنني أن أعترض: من هو فعال بقدر كاف؟ هل هي روسيا؟ .. ولكن ليس في مجال المساعدات الإنسانية، بل في مجال القصف على الأرجح.  وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بإنشاء «مناطق إنسانية آمنة» في سوريا بتمويل خليجي. وأرجع ترامب في تصريح أمام مؤيديه في مدينة هيرشي بولاية بنسلفانيا سبب تعهده باتخاذ هذا الإجراء إلى «مساعدة المدنيين»، مشيراً الى أن «بلاده غير قادرة، بسبب الحجم الضخم لدينها العام، على تمويل هذا المشروع، حيث سيطالب دول الخليج بتقديم الأموال المطلوبة».

وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها ترامب، منذ انتخابه، عزمه على إنشاء مناطق آمنة في سوريا، علما أنه لوح بذلك مرارا أثناء حملته الانتخابية كإجراء يهدف إلى تخفيف سيل اللاجئين الهاربين من الحرب السورية. وسبق لدونالد ترامب أن أشار الى ان رؤيته للمشكلة السورية تختلف عن رؤية أي شخص آخر، مشددا على أهمية حل الأزمة السورية.