أعمدة

نوافـذ .. الرهان على الإبداع

12 ديسمبر 2016
12 ديسمبر 2016

سالم بن حمد الجهوري  -

salim680@hotmail .com -

الحديث خلال هذه الفترة في تجمعات أصحاب الرأي عبر الوسائل المتعددة للنقاش حول مستقبل عمان، يرتكز على نقطة محورية مهمة ، وهي كيف يمكن أن نرفع الكفاءة الإنتاجية في كل المجالات التي نمرها يوميا من العمل في القطاعين العام والخاص، إلى العمل في القطاعات السياحية والزراعية والسمكية والحيوانية والصناعية والاقتصادية والاستثمارية والإنشائية والمتعددة الأخرى، إلى يراد منها أن تضيف رقما في الناتج القومي ؟

الإجماع على الأساليب المتبعة حاليا تحتاج إلى إعادة نظر واستبدالها بطرق أكثر حداثة ترتكز على المرونة والسرعة في الانجاز، حتى يمكن أن نحقق ما نصبو إليه ، فمن يريد أن يقوم على أي مشروع، فإن أمامه عددا من الصعوبات ، التي شبعت حديثا منذ 20 عاما ، ولم نتمكن للأسف من تغيره ، نظرا لأن الأمور متشابكة بين أكثر من جهة ، حتى ابتكر مؤخرا برنامج «تنفيذ» الذي يراه البعض أنه العصا السحرية التي يمكن أن تعيد الأمور إلى مسارات التنفيذ وتحفزها دون تعطيل ، لكن «تنفيذ» يحتاج إلى إرادة.

العالم اليوم يعتمد على عنصر الوقت كرهان في الإنجاز، فلم تعد الأمور كما كانت تأخذ مجراها، لأن الطريق سيكون إلى تحقيق النتائج أطول من المتوقع ، وهذا المتوقع سيكون متأخرا عشرات السنين عن تحقيق تلك الأهداف الموعودة.

الرهان اليوم على سرعة استيعابنا للحاضر وتوقعاتنا للمستقبل وماذا نريد أن نكون ؟، وكيف يمكن أن نحقق أهدافنا الاستراتيجية؟، في دولة تملك الكثير من الأوراق التي يجعلها اقتصاديا أن تنافس تفوقها السياسي على المستوى العالمي، وعناصر التفوق في موقعها الاستراتيجي الذي أتاح لها أن تتمدد من آسيا إلى شرق افريقيا ذات يوم، وتتواصل قديما مع العالم وبروزها كقوة بحرية، ثم موانئها الثلاثة ومطاراتها وطبيعتها الجغرافية وثروتها السمكية والنفطية وشواطئها الممتدة ومعالمها السياحية وطرها الحديثة ، وقربها من القارات الثلاث وخطوط الملاحة الدولية ، وتنوعها الجغرافي وطبيعتها الفريدة بين سواحل وجبال ورمال وسهول وكهوف وأودية.

استثمار كل ذلك يمكن من خلال رؤية موحدة ، وليست رؤى متعددة، والاستفادة من التجارب المشابهة، وان كانت مؤخرا تمت الاستعانة ببعضها لكنها جاءت متأخرة جدا، والى جانب توظيف سمعة عمان وثقة العالم بها ، ومزيدا من البحث عن الفرص التي تقفز بنا إلى الإمام ، وابتكار الأساليب الجديدة في تبسيط الإجراءات و تسهيل وصول العالم الينا بخبرته ، وانفتاحا يحقق لنا الفوائد، وتفعيل اكبر للرقابة على كل شيء ، واستجلاب العمالة الماهرة.

رفع الإنتاجية يحتاج إلى إرادة في داخل كل واحد منا ، إلى إقناع أنفسنا أن العالم يتغير، وانه لا مكان لمصالح الفرد على مصالح الوطن ، وتطبيق الضوابط التي تجعل آلة العمل اكثر انسيابية ، وإيجاد بيئة عمل جاذبة ، تتخلص من المعوقات ، والمنغصات وقطاع طريق التسهيلات على المعاملات، ومحاربة الفساد الفردي بلا هوادة أو رحمه، وتطبيق مبدأ المكافأة للمنجز، ومعاقبة العناصر غير المنتجة ، وتطبيق الابتكارات الحديثة ، كالعمل عن بعد، وتقييم دائم للعناصر المنتجة ، وتوفير الآليات التي تحدد طريق النجاح ، ودعم الابتكارات الصناعية بالذات التي لا بد من الرهان عليها في المرحلة المقبلة، هذا إذا أردنا أن نحلم بالغد.