أفكار وآراء

مسيرة النهضة المباركة والانطلاق نحو مستقبل واعد

10 ديسمبر 2016
10 ديسمبر 2016

عبد الله بن محمد المسن -

إننا نستلهم كــل التحولات العظيمة التي تحققت بحمد الله في كافة المجالات وقــد أصبحنا بحمــد الله وتوفيقه حديث العالم وموضع تقديره واحترامه.

الثامن عشـــر من نوفمــــبر هو حقا ميلاد جديد لأمة كـانت تنتظـــر استعــادة شبابها وعافيتها لتنطلق نـحو آفــــاق ما كانت تتحقق لولا جلالة القائد المفدى ـ حفظه الله ورعاه - ، فكل ما نحـــن عليه من رقي وازدهار جـاء نتيجة لعمل دؤوب وتفان من جانب جلالته هكـــذا أخذت مسيرة النهضة المباركـــة تشق طريقها مقتحمة كل صعب مذللة كل العقبات ولا شك أن عمـــان اليوم هي غيرها الأمس، إن لنا مــع روزنامة التاريخ حكاية خالــدة ، إنها أكبر مـن أن تكتب أو يتحدث عنها لأنها أكـــبر من ذلك ، إنها أسطـــورة وضعت بصمـــاتها على أديم الأرض وترسخت وامتدت بشمـــوخ جبالك يا عمـــان، إنهـا سوف تروى على مدى الزمــان وأحداثها ســـوف تتردد جيلاً بعـــد جيل، إنه المجد والتاريخ . لقد أصبح المستحيل واقعاً ممكنا ومن جلالته نستلهم العزم والتصميم والإصـــرار والشمـــوخ لمواجهة كـــل التحديات والثقة بالله والوطن والسلطان ، إنها المعجزة بعينها وستظل متوهجة دائما إن شــاء الله ، ولا مجال للدهشة إذا عجزنا عن الكتابة والكلام في وصف مشاعرنا الفياضة أمام بوابة التاريخ التي أعلنت مقدم جلالة القائد الجسور الذي يحمل العزم والإرادة والتصميم لكي يمنحنا ميلادا جديدا ، مما جعلنا نشعر بحيوية وعظمة ما تحقق، بالرغم من كل التحديات، وبلا شك سنواجه كافة التحديات بروح المثابرة والجـــد وسنواصل العطاء والولاء مستلهمين تراث الأسلاف العظــام، من أجيال عمان الذين صاغوا الحضارة ونشروها في شروق القارة الأفريقية وحتى حدود الهــند وحققوا الريادة في مجالات عدة ستروى لأجيال وأجيال إلى ما شاء الله . فلولا أن هــــذا الشعب كان على موعـــده مع القدر في يوم الثامن عشر من نوفمبر لما كان هذا الإنجاز لنهضته المباركة العملاقة ، حينها اشتعلت القلوب حماساً وانتظمت الســـواعد وتجاوبت المشاعــر حباً وولاءً لقائد النهضة وباعثها لتتحول هذا المسيرة الجياشة بمشاعر الفرح الطاغي إلى طاقة عمـل جاد وبناء مستمر وأصبح الحلم حقيقة والأمل واقعاً لتخضر صحــراء عمـــان ويزحف العمران إلى كل أرجائها يحمل الخير إلى كل أبناء عمان في السهل والجبل في الوادي وعلى شطآن بحر عمان ، ويوما إثر يوم يلهث التاريخ منبهراً ومسجلا كيف استطــاع إنســـان هذه الأرض أن يصنع معجزة التحول العظيم ليصبح هذا الوطـــن في موقعـــه الصحيح على خارطة العالم الحديث صانعا للتاريخ والحضارة حاملا رسالـــة المـــودة والإخـــاء والخير لكل شعوب الأرض وهكذا كانت الرؤى تتابع في فكـــر جلالة القائد، الذي اختزن خبرة التاريخ العماني العريق . لقد انطلقت المسيرة المباركة تشق طريقها مقتحمـة كل صعب مذللة كل العقبات ، بقيادة جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ فقد منحنا جلالته وجيل النهضة كل شيء بصمت وجعلوا نصب أعينهم، أن تســـبق أفعالهم أقوالهم وهذا سر نجاح المسيرة المظفرة . فمـا من حديث لجـــلالته إلا وكان له صــــدى عميق لنبض شعبه الوفي وما من توجيه سديد مـن توجيهاته الســـامية إلا وكـــان لـــه التفاعل والتجاوب التام ليمتد الإنجاز في كل صدى ويترعرع الحب والعطاء اللامـحدود بين جلالة القائد المعظم وأبناء شعبه الوفي ويمتد كشجرة وارفة الظــلال إلى كل ربوع هذه الأرض الطيبة ولتظل تلك العلاقة مصدر إلهام لكل من يسأل عن سر هذا الحب العظيم من أبناء عمان لقائدهم المفـدى وســـر التفافهم حـــول رايته المظفرة وولائهم غير المحدد لقيادته الحكيمة.

نعم لقد كتب للوطــن والمواطـــن شهادة ميلاد جديد تؤمن لكل عماني وعمانية حاضره ومستقبله، عشت يا قابوس ذخـراً فقد كتبت بأحرف وضاءة مجداً سنذكره لأحفادنا وسيذكـره التاريخ وبهذه المناسبة لابد أن نذكر أن عماننا الحديثة في عهد ابنها البـار حضـــرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تتجه بخطــوات ثابتة راسخة من التقدم والازدهار المتواصل نحو الارتقاء بحاضرها وازدهارهـا ومستقبلها فإلى جانب أن الدولة تقوم بتنفيذ العديد من المشروعات الإنمائية ومواصلة الارتقـــاء بالبنية الأساسية فإنها تعـمل على تأصيل القــــيم والمـــبادئ وتعميق المــفاهيم الســامية والأخلاقيات الفاضلة إدراكــاً منها بأهمية ذلك للمشاركــة في بناء دولتنا الحـديثة وإلى واقع يحقق لكل مواطن أن يعيش في أمن وسلام واستقرار في ظل العدالـــة والكرامــة وبحبوحة العيش الهنيء .

إننا نستلهم كــل التحولات العظيمة التي تحققت بحمد الله في كافة المجالات وقــد أصبحنا بحمــد الله وتوفيقه حديث العالم وموضع تقديره واحترامه. إن جلالته -حفظه الله ورعـاه - حمل معه عودة الخير والنمـاء إلى كافة ربوع الوطــن وإحياء الحضـارة التي تحكيها كل قلعة ويرويها كل حصن، إن الحب المتبادل والتلاحم القوي بين القائد المظفــر وأبنـــاء شعبه الأوفياء هو من أسرار وحدة عمان وضمان قوتها وتطلعها الواثق للمستقبل المشـــرق بإذن الله، إن روح الانتماء العظيم لتراب هذا البلد الأمين وتاريخه المجـيد التي تأججت داخل كل عماني ، تدين بالفضل لقائد النهضة المباركة وربانها فمن صدقــــه وإخلاصـــه امتلأت النفوس ثقة وأملا في حاضــــر الوطـــن ومستقبله . ومع كـل خطـوة عملاقة خطتها مسيرة النهضة المباركـــة كنا نحس باننا نولد من جديد وتولد معنا طموحات وأحـــلام جديدة وما أحوجنا اليوم ونحـــن في خضــم ما يواجــــهه العالـــم مــــن متغيرات وتحـــــديات إلى التمــسك بروح النهضة المباركة نؤسس لثوابت وقــــيم أخلاقــــية قوامهــــا إيماننا بالله والوطـــــن والسلطــــان راعي العـــدل والمســــاواة وعـــــدم التدخــــل في شـــــؤون الغــــير .