863004
863004
المنوعات

«مانشستر بجوار البحر».. دراما بنكهة الأوسكار

09 ديسمبر 2016
09 ديسمبر 2016

لوس أنجلوس «د.ب.أ»: - يتفق غالبية المخرجين أن وجود شخصية مؤثرة نابضة بالحياة تتسم بحس إنساني هي أهم العناصر التي يجب توافرها لصنع فيلم جيد، ولكن قلة هم المخرجون الذين يجرأون على القيام بما يلزم لإنجاز هذه النوعية من الأفلام. يبرز من بين هذه القلة المخرج كنيث لونرجان، الذي يقدم من خلال فيلمه «مانشستر بجوار البحر» واحدة من تلك القصص فائقة الروعة والتي تقدرها لجان الجوائز خاصة في موسم الأوسكار والجولدن جلوب.

أظهر لونرجان منذ بواكير أعماله «يمكنك الاعتماد علي» إنتاج 2000، بطولة لورا ليني ومارك رفلوا، و«مارجريت» 2011، حسا فنيا راقيا وتميزا يندر وجوده في مخرج، وهو ما دفع الكثير من المخرجين للتعامل معه في كتابة سيناريوهات أفلامهم مثل مارتن سكورسيزي في «عصابات نيويورك» بطولة ليوناردو دي كابريو وداي دي لويز، وهارولد راميز في «حلل هذا»، بطولة روبرت دي نيرو وبيلي كريستل. ولد لونرجان في برونكس عام 1962، ونال جوائز قيمة منها جائزة مهرجان صندانس عام 2000. يقدم المخرج، والسيناريست والمخرج المسرح النيويوركي هذه المرة في «مانشستر بجوار البحر» دراما عائلية بطولة كيسي إفليك، مع فريق عمل يضم كوكبة من النجوم مثل ميشيل ويليامز وكايل شاندلر وجرتشن مول ولوكاس هيدجيز. تتمحور قصة الفيلم حول شخصية (لي) كيسي إفليك، الذي يجد نفسه مضطرا لأن يكون حارسا على ابن شقيقه (لوكاس هيدجيز)، بعد وفاة شقيقه جو، (كايل شاندلر) المفاجئة. أجبر هذا الظرف الطارئ لي على تغير مسار حياته، والعودة إلى مسقط رأسه في البلدة الساحلية التي نشأ فيها، مانشتر باي ذي سي (Manchester-by-the-Sea) بولاية ماساشوستس. أدرك لونرجان منذ البداية أنه يتعين عليه تصوير أحداث الفيلم بالكامل في هذه القرية السياحية التي يمارس أغلب سكانها الصيد خلال موسم الصيف، ليضفي بذلك قدرا كافيا من الأصالة والمصداقية على القصة وأجواء العمل، وهذا ما أهل الفيلم للحصول على إشادة النقاد ولجان التحكيم في مهرجاني صندانس وتلورايد. وقد تحمس لإنتاج الفيلم النجم مات ديمون، وكان يطمح في البداية للاشتراك في كتابة السيناريو والإخراج ولعب بطولة الفيلم. ولكن في النهاية لم يتمكن بسبب تضارب مواعيد التصوير مع ارتباطاته السابقة، وهي بالمناسبة ـ تلك الارتباطات ـ مشروع طموح بمذاق السينما المستقلة البعيدة كل البعد عن أفلامه التجارية مثل «إنذار بورن». يذكر أن هذه المنطقة شهدت نشأة وترعرع النجم بان إفليك وشقيقه كيسي ومات ديمون وصديقهم كاتب السيناريو، وقد جسدوا هذه القصة عام 1997 من خلال فيلم «جود ويل هانتينج» ( حول قصة عامل شاب في مدرسة ثانوية عبقري في الرياضيات)، بطولة روبين ويليامز، والذي حاز عنه ديمون على جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد . يذكر أن ديمون أنقذ الفيلم في مراحله الأخيرة، حيث أشرف على عملية المونتاج لهذا العمل ليضفي عليه بريق السينما العالمية، بالرغم من أنه يميل أكثر لمذاق السينما المستقلة، وهو ما وفر على لونرجان، تكرار تجربته غير السارة مع «مارجريت» 2011، والذي شارك ديمون في بطولته أيضا، مما أثر بشدة على سمعة المخرج في أوساط هوليوود، خاصة مع الميزانية الضخمة التي كانت الشركة المنتجة قد رصدتها لتنفيذه. في هذا السياق قال ديمون «كان كيني قد انحصر في ركن ضيق، بعد أن تلوثت سمعته بعد ذلك الفيلم، ولكنه يعود الآن ليطرح نفسه مجددا وبقوة أكبر. لقد تحملت هذه المسؤولية، لكي أوجه رسالة طمأنة للجميع بشأن هذا المشروع». وحقق الفيلم نجاحا مبهرا في النسخة الأخيرة من مهرجان صندانس، كما انهالت العروض على الشركة المنتجة للحصول على حقوق توزيعه، وأخيرا تمكنت شركة أمازون من شرائها مقابل عشرة ملايين دولار. وقد حصل الفيلم حتى الآن على جائزة هوليوود لأفضل سيناريو ونالها لونرجان، مما يؤهله للترشح للعديد من الجوائز الأخرى في موسم جوائز الأوسكار والجولدن جلوب الذي بات على الأبواب. كما حصل كيسي إفليك على إشادة قوية عن دوره في الفيلم، بالرغم من أن الدور في الأصل كان مكتوبا لمات ديمون، الذي سبق له العمل مع شقيقه بن إفليك في فيلم «جود ويل هانتنج»، وبالرغم من ذلك لا يريد أن يبالغ في فرحته بالنجاح الذي حققه «لا يمكن أن تعرف في النهاية ما يمكن أن يحدث»، على حد قوله. في مقابلة صحفية مع مجلة «فارايتي» قال كيسي «أخبروني في الماضي أنه بعد تقديم دور مهم تفتح الأبواب وتنهال العروض، مثل دوري في «رحلت الطفلة رحلت» ، وهو باكورة أعمال شقيقي بان كمخرج، وهو ما لم يحدث»، مضيفا «أنا الآن في الـ41 من عمري ولازلت حتى الآن أطرق الأبواب وأبحث عن الفرص». يذكر أن فيلم «رحلت الطفلة رحلت» ينتمي لنوعية أعمال الإثارة والأكشن من إخراج بان أفليك بطولة شقيقه كيسي أفليك، وقد كتب بان سيناريو العمل بالمشاركة مع أرون ستوكارد، عن نص مستوحى من رواية لدينيس ليهان بنفس العنوان، وتدور حول محققين خاصين، باتريك كينزي وأنجيلا جينارو، يتم تكليفهما بمتابعة قضية اختطاف طفلة في الرابعة من العمر في دورشيستر في بوسطن.