859214
859214
المنوعات

الشعراء يصدحون بقصائدهم في مهرجان الشعر العماني العاشر بـ«العفية»

05 ديسمبر 2016
05 ديسمبر 2016

يواصل ألقه في ثالث أيامه ضمن حوارات وأوراق عمل -

مسقط ـ عمان:

وسط احتفاء أدبي شعري وحضور ثقافي متنوع، تتواصل لليوم الثالث على التوالي فعاليات مهرجان الشعر العماني العاشر بولاية صور «العفية» ليفتح نوافذ القصائد ضمن كرنفال أدبي متنوع بمركز فتح الخير الثقافي، ففي صباح اليوم وضمن البرنامج الثقافي للمهرجان تقيم اللجنة المنظمة جلسة صباحية مفتوحة حول مهرجان الشعر العماني، يديرها الإعلامي والشاعر بدر بن علي الشيباني ويشارك في الجلسة الحوارية أعضاء لجنة الاختيار في الشعر بشقيه الفصيح والشعبي وهم الدكتورة الشاعرة فاطمة بنت علي الشيدية والدكتور سالم بن سعيد العريمي، والدكتور محمد بن عبد الكريم الشحي، والشاعر محفوظ بن محمد الفارسي والشاعر علي بن سالم الحارثي، والشاعر أحمد الجحفلي وذلك لمناقشة لجنة التقييم والاختيار بشأن اختيار القصائد ومعايير التقييم للاستفادة من تجربتهم في المهرجانات القادمة.

وتقيم اللجنة المنظمة للمهرجان هذا الحوار إيمانا بما قام به أعضاء لجنة الاختيار والتقييم من جهد كبير، وإخلاص ملموس في انتقاء القصائد المشاركة بكل شفافية، انطلاقا من مهنيتهم العالية وخبراتهم المتراكمة في المجال الشعري التي كان لها الأثر البارز في الوصول الى ما تم اختياره من قصائد شعرية لمهرجان الشعر العماني العاشر.

الليلة الشعرية الثانية

في مساء اليوم تقام الليلة الشعرية الثانية ويشارك فيها 14 شاعرا في الشعر بشقيه الفصيح والشعبي،تحت رعاية سعادة الشيخ سعود بن بدر البرواني والي الكامل والوافــي، ويشارك في هذه الليلة في الشعر الفصيح كل من: الشاعر سالم بن محمد الرحبي بقصيدة «لاجئ» ويشارك الشاعر محمد بن سيف العبري «خبز البقاء» أما الشاعر محمد بن علي العوفي بقصيدة «عراف اليـأس» وكذلك الشاعر منتظـر بن شـرف الموسـوي فسيشارك بقصيدة «مشهد آخر لسيناريو الفلك».

ويشارك الشاعر ناصر بن سعيد الغساني بقصيدة «رهين الجدب» أما الشاعر الوليـد بن خلفان الصوافـي فيشارك بقصيدة «عن العشاق» ويشارك الشاعر يوسـف بن خميس الحارثـي بقصيدة «شهقة في غياب الضوء»، وفي الشعر الشعبي يشارك كل من: الشاعر خميـس بن خلفان الوشاحي بقصيدة «تواقيع» ويشارك ناظـم بن مبـارك البريدعـي بقصيدة «منـفى» فيما يشارك الشاعر نبهــان بن مسعود الصلتـي بقصيدة «طارب الحـي» ويشارك الشاعر محمـود بن خميـس الجنيبي بقصيدة «تجـلّي» كما يشارك الشاعر عبدالعزيـز بن حمد العميــري بقصيدة «الساعة أربعين» ويشارك الشاعر علــي بن حميد العلوي بقصيدة «من سيرة طفلة» كما يشارك الشاعر علـي بن عبــدالله الراسبي بقصيدة «ميسم الكي» ويستضيف المهرجان مساء اليوم عددا من الشعراء وهم جمال بن عبدالله الملا وطلال بن سلطان الشامسي ومنذر بن محمد الفطيسي وعبدالله بن سعود الحكماني.

الجلسة القرائية

انطلقت صباح أمس الجلسة القرائية في فكر الشعراء العمانيين المكرمين، فقد قدم الدكتور محمود بن سليمان الريامي شهادة أدبية في فكر الشاعر الراحل السيد هلال بن بدر البوسعيدي، وفي شهادته شعر الشاعر الأديب السيد هلال بن بدر البوسعيدي من خلال الحديث عن حياته التي امتدت منذ سنة 1314هـ وحتى 1385هـ، وأثر المناصب التي تولاها في توجهه الشعري فقد تقلد مناصب مهمة في عهد السلطان سعيد بن تيمور وكان مشغولا بالهم النهضوي في المجتمع العماني ومتفاعلا مع الأحداث الإقليمية تفاعلا إيجابيا. كما ذهبت شهادة الريامي لتسلط الضوء على أهم الدراسات البحثية التي انجزت حول شعر السيد هلال منذ صدور ديوانه سنة 1985م وحتى اليوم لتضع قاعدة نقدية تفتح المجال للباحثين لمعرفة المنجز البحثي حول شعره، وتحدث الريامي في شهادته عن موقف السيد هلال بن بدر من الآخر وتجليات هذه المواقف في شعره، وعند السمة الخطابية التي غلبت على شعره عموما وعلى الشعر العربي في تلك المرحلة.

أما الشاعر والكاتب خالد بن علي المعمري فقد قدم شهادة في شعر وفكر الشاعر العماني حسن بن عبيد المطروشي واتجهت شهادة المعمري في جانبين اثنين: الجانب الأول: التجربة الشعرية لدى حسن المطروشي والجانب الثاني: الدور الثقافي الذي لعبه المطروشي في الساحة الثقافية العمانية أما على صعيد الجانب الأول يمكن قراءة تجربته الشعرية من خلال مجموعاته: (فاطمة 1996) و(قسم 1997) و(وحيدا كقبر أبي 2003) و(على السفح إياه 2008) و(لدي ما أنسى 2013) و(مكتفيا بالليل 2016).وهنا يمكن القول أن عند الحديث عن تجربة حسن المطروشي الشعرية فإننا نودُّ الإشارة إلى أنها من التجارب المهمة في الشعر العماني، لا سيما في السنوات الأخيرة.

فحسن المطروشي يقدم تجربة شعرية راقية يرفع بها من اسمه في سماء الشعر العماني، أما الجانب الثاني: يمكن القول أيضا إن حسن المطروشي رغم معرفتنا به كشاعر له إسهاماته في الساحة الشعرية العمانية إلا أنه أيضا كاتب ومهتم بالثقافة العمانية وله حراك كبير في هذا الجانب يظهر من خلال نشاطه الصحفي في جريد الوطن ورئاسته للقسم الثقافي وإشرافه على ملحق أشرعة بالجريدة جعل منه شخصية ملمة بالساحة الثقافية العمانية طيلة فترة عمله بالجريدة، وإدارته للنادي الثقافي وقربه من المثقفين بصورة أكبر جعل هذا الحراك يتسع اتساعا يخدم من خلاله الثقافة العمانية، وانتقاله إلى مؤسسة ثقافية أخرى متمثلة في بيت الغشام وعمله في طاقم تحرير مجلة التكوين، ومشاركاته في تحكيم المسابقات الأدبية والشعرية واللجان المختلفة كمهرجانات الشعر والملتقيات الأدبية.

وقدم الدكتور خالد بن حمد الغيلاني شهادة في فكر الشاعر والأديب عبدالقادر الجيلاني وهنا اقترب الغيلاني من حياة الشاعر والأديب الجيلاني في الكثير من التفاصيل مرروا بتجربته في الشعر الفصيح والشعبي وحضوره الأبوي مع الكثير من الشعراء، إضافة إلى علاقاته الإنسانية الشعرية وتواصله المستمر مع الساحة الأدبية العمانية، فقد كان ضمن الشعراء القلة الذي تبنوا أسماء شعرية عمانية وأوجدوا لها مساحة ملموسة في الواقع الشعري العماني.

كما لامست شهادة الغيلاني الجانب الإنساني للشاعر عبدالقادر الجيلاني وحرصه الدائم على تفعيل الدور الثقافي والفني في ولاية صور على سبيل المثال، إضافة إلى محاولته التقرب من المشهد الأدبي بتفاصيله المتعددة، إضافة إلى علاقته بالمناسبات الوطنية التي دائما ما يكون حاضرا فيها بفكره وعطائه الأدبي الملموس. الشاعر العماني راشد بن سعيد الشامسي فقد كانت شهادته في فكر الشاعر الشيخ علي بن أحمد الشامسي وانطلق في شهادته حيث الجذور الأولى لحياة الشامسي فأشار إلى أن الشاعر علي هو ابن حماسة بولاية البريمي، مهد صباه وبداية تكوين أحلامه وشاعريته، ضرب بإيمانه وفكره في أرض راسخة معطاءة وامتدت مخيلته للتطاول النجوم و الضياء، كتب الشعر فتيا، أخلص للشعر، كان نهما في التعلم و التعامل معه، ولا يزال كذلك كما عهده، أعطى الشعر وقته وإخلاصه وتفانيه فأعطاه الجزالة وحب الناس، استعذب الترحال أو تعذّب به، انصبغ شعره بامتداد الأفق نحو المنظور وما خلفه وما يستنبطه وقرأ المحسوس واللا محسوس فصاغهن أبيات جزلة تحاكي سمو نفسه في التعامل مع الآخرين، واستنبط منهن الحكمة والروية اللتين تلازمانه في سائر حياته المهنية والاجتماعية والأدبية.