856412
856412
العرب والعالم

تظاهرة حاشدة تطالب باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية

03 ديسمبر 2016
03 ديسمبر 2016

للأسبوع السادس على التوالي -

سول - (أ ف ب): تظاهر مئات آلاف الكوريين الجنوبيين أمس للأسبوع السادس على التوالي، مطالبين باستقالة الرئيسة بارك غوين-هي المتورطة في فضيحة فساد ومحاباة، قبيل تصويت برلماني لإقالتها.

وقدر المنظمون ان 1,5 مليون شخص شاركوا في تظاهرة الشموع في العاصمة سول، بينما قالت الشرطة ان 220 الف شخص شاركوا فقط.

وتأتي التظاهرة بعد ساعات من تقديم احزاب المعارضة الكورية الجنوبية الرئيسية الثلاثة الى البرلمان مذكرة تطالب بإقالة الرئيسة.

ووقع المذكرة التي تتهم الرئيسة بأنها خرقت الدستور، 171 نائبا من اصل 300 في البرلمان، بحسب ما افادت وكالة يونهاب للأنباء، ومن المقرر ان يتم التصويت عليها الجمعة المقبل.

وتتمتع المعارضة والمستقلون بغالبية في البرلمان (171 من اصل 300 مقعد).لكن ليتم اقرارها، يفترض ان تحصل مذكرة الإقالة على تأييد ثلثي النواب، وهذا يعني ان المعارضة تحتاج لدعم نحو ثلاثين من نواب الحزب الحاكم.

وخرج ملايين من الكوريين في الاسابيع الاخيرة مطالبين الرئيسة بالاستقالة.

وتتمحور الفضيحة حول صديقة بارك، شوي سون سيل التي اوقفت بتهمة استغلال صداقتها مع الرئيسة لابتزاز كبرى شركات البلاد والتدخل في شؤون الدولة بدون ان يكون لها منصب رسمي.

وتتهم النيابة العامة الرئيسة بـ(التواطؤ).

وتجري منذ اسابيع تظاهرات حاشدة كل سبت للمطالبة باستقالة الرئيسة.

وكان الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية طلب الخميس من الرئيسة ان توافق على التنحي في ابريل المقبل تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة في يونيو.

ووافق النواب الـ 128 لحزب بارك «ساينوري» (الحدود الجديدة)، بالإجماع على فكرة امهال الرئيسة اسبوعا واحدا لتقبل هذا العرض وإلا ستخضع لإجراءات اقالة مهينة.

وقبل اسبوع، بدا الحصول على دعم كاف من حزب «ساينوري» الذي تتزعمه بارك امرا مضمونا، ولكن اقتراح بارك الجديد بتقديم استقالتها ادى الى تعزيز قوة المؤيدين لها داخل الحزب الذين يصرون على السماح لها بالتنحي طوعا.ونقلت وكالة يونهاب عن زعيم كتلة الحزب في البرلمان شونغ جين-سوك قوله ان «جميع برلمانيي الحزب وافقوا على هذا الجدول الزمني بالإجماع».

وأضاف ان هذا الجدول هو الأفضل لضمان انتقال للسلطة بلا صدامات، ويتيح لمختلف الأحزاب وقتا كافيا للإعداد للانتخابات الرئاسية.

وقال النائب عن حزب الرئيسة كيم مو-سونغ الذي كان يؤيد اقالتها «اذا وافقت الرئيسة على الرحيل، لن يكون هناك حاجة لإقالتها». وأضاف «اذا حدث العكس، فلن يكون لدينا خيار آخر سوى المشاركة في التصويت الجمعة على مذكرة اقالتها».

وأمهل النواب الرئيسة حتى الخميس المقبل لإعطاء ردها.

وتجمع مئات من النشطاء امام مقر حزب «ساينوري» الحاكم الذي تتزعمه بارك في تظاهرة مبكرة، قبيل التظاهرة الحاشدة.

وقال جوه دو-هوان (45 عاما) وهو محاسب «بارك تكذب عندما تقول انها ستتنحى طوعا.اقالتها هي الخيار الوحيد المتبقي».

من جهته، اورد شونغ دو-سوك (54 عاما) «لا اعتبر بارك رئيستنا بعد الان.عليها الرحيل الان».

وأعلنت الرئيسة الكورية الجنوبية الثلاثاء الماضي انها مستعدة للتنحي قبل انتهاء ولايتها في 2018 وأن البرلمان هو صاحب القرار.ولا يمكن ملاحقة الرئيسة في كوريا الجنوبية في قضية جنائية، باستثناء الخيانة او التمرد، غير ان حصانتها تسقط عند انتهاء ولايتها.

حتى لو وافق البرلمان على اقالتها، قد تبقى بارك في السلطة لفترة ملحوظة.

وستحال مذكرة الاقالة، اذا تبناها النواب، الى المحكمة الدستورية للموافقة عليها، وهو اجراء يمكن أن يستغرق ستة اشهر.

لكن المعارضة رأت انها مناورة لكسب الوقت وتجنب اقالتها بشكل مهين.

وتوجهت التظاهرة السبت الى البيت الازرق مقر الرئاسة الكورية الجنوبية، وقادها 50 متظاهرا حملوا شعلات نارية.

وبعد امر قضائي، سمحت الشرطة للمتظاهرين بالاقتراب لمسافة 100 متر من منزل ومكاتب بارك.

وبالإضافة الى العاصمة، تظاهر 40 الف شخص في مدينة دايغو جنوب شرق البلاد، والتي تعد معقلا لبارك.

وقد تعهدت بارك الرد على اسئلة النيابة العامة ولجنة تحقيق مستقلة شكلها البرلمان.

لكنها تراجعت في ما بعد ورفض محاميها المواعيد التي اقترحتها النيابة العامة لجلسات الاستماع.

ووجهت التهمة ايضا الى عدد من مستشاريها السابقين، وكذلك الى مخرج كبير للأفلام الموسيقية المصورة، للاشتباه بأنه استغل علاقاته مع شوي للحصول على عقود مجزية من وكالات حكومية وشركات خاصة.