1785980
1785980
عمان اليوم

سلطان الهنائي: تفاعل الأمة الإسلامية جميعا مع المولد النبوي دليل على عمق الرابطة العقدية بين أفرادها

18 أكتوبر 2021
في حفل ذكرى المولد النبوي الشريف وافتتاح جامع اللطيف
18 أكتوبر 2021

أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مساء اليوم احتفالا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة والسلام بجامع اللطيف بولاية بوشر الذي كان افتتاحه من ضمن فعاليات الحفل وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين عام بمكتب المفتي العام للسلطنة .

في بداية الحفل ألقى سلطان بن سعيد الهنائي المدير العام للوعظ والإرشاد كلمة الوزارة قال فيها: "لا عجب أن تقف أمة الإسلام، شاهدة في كل عصر وأوان، على أعظم نعمة تبوأتها الإنسانية من رب العالمين، وأن تذكر الهبة الإلهية الكبرى بمولد خير المرسلين، وأن يفوح أريج ذكريات الحبيب صلى الله عليه وسلم في أرجاء الكون؛ معطرا قلوب ذوي الإيمان، وأن تشعر بنور الهداية المحمدية، يسري في ربوعها بالمشارق والمغارب، فهو النبي العظيم، الذي تحضرت على يديه الأمم، وهو الرسول الكريم، الذي أرسى دعائم الحق والعدل ومكارم الأخلاق، وهو المصطفى الأمين، الذي انتشل البشرية من العقائد والأساطير والتصورات الزائفة، وهو رحمة الله الكبرى، الذي شيد معالم الحياة الآمنة، ونشر الأمان والسلام والإيمان والاطمئنان، وهو القائد الحكيم، الذي أقام المجتمع الإسلامي على بنيان؛ متينة مرتكزاته، قويمة مسالكه، متكاملة أدوراه، متعاضدة فئاته، لا أثرة فيه لطبقة على غيرها إلا بالتقوى أوالعلم أو المهارة، إنه نبي الله، ورسوله وحبيبه ومصطفاه محمد، "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ".

وأكد الهنائي على أنه: "لن يزال الميلاد الأعظم لخير البرية، عليه الصلاة والسلام، يتجلى للبشرية الحائرة مع عفلاتها المتراكمة، ويشرق بسناه للإنسانية المضطربة، وإن أوغلت في التيه والضياع، ويضيئ بأنواره الأمة المحمدية، وإن فرقتها الفتن، وقسمتها الصراعات، وأغرتها الملهيات، وأوهنتها المؤامرات، ذلك لأن مولده صلى الله عليه وسلم سيطل باقيا ثابتا ملازما لهذه الأمة فهو روح حياتها الآمنة، وسر سكينتها الدائمة، يبعث فيها الأمل والتفاؤل، ويبشرها بميلاد جديد؛ ما استمسكت بمضامين رسالته الخالدة، وتنورت بوحي الله عليه؛ في مسالك حياتها العامة والخاصة."

وأضاف:" ألا ما أكرم هذا الميلاد الفريد، الذي ولدت به البشرية مجددا، وما أعظم هذا الاصطفاء، الذي أعاد الحياة إلى الإنسان بعدما فقد معنى الإنسانية، وألبسه لبوس البشر بعدما تحول إلى السباع الضارية، وما أبلغ هذا الاختصاص الإلهي الذي جعل محمدا رحمة شاملة لكل العالمين، " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ".

وبين أن: "تفاعل الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها مع هذا الحدث التاريخي الأعظم لهو دليل على عمق الرابطة العقدية بين أفراد الأمة جميعا ورسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وإن اختلفت توجهاتهم وتعددت لغاتهم وتنوعت أجناسهم ، فهم يثبتون صدق إيمانهم بالله، بتصديقهم رسوله الأمين، ويؤكدون على محبتهم الله، بحسن اتباعهم لنبيه الكريم امتثالا لأمر الله عز وجل:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ".

وقال: "وما أجدر هذه الأمة المباركة اليوم تعبيرا عن صادق مشاعرها وجميل أحاسيسها تجاه رسول الله عليه الصلاة والسلام- بأن تترجم ذلك إلى واقع عملي، يثبت عزمها على الطاعة الله ورسوله، ويؤكد انتمائها العقدي إلى التوحيد الخالص لله تعالى، ويعلن إصرارها على الاستمساك بمبادئ الإسلام وقيمه وأخلاقه، ويجلي عن ثباتها على هويتها المستقلة وشخصيتها الاعتبارية الثابتة، وينم عن إدراك بنيها لمحاسن دينهم ومحامد إسلامهم وشمائل نبيهم عليه الصلاة والسلام، ويعلم الأمم بأسرها أن أمة محمد، لديها من مقومات الألفة والوحدة والتعاون ما يسع العالم كله بأن يتعايش في سلام دائم وأمان شامل، تحفظ فيه كرامة الإنسان، وتصان حرماته وحقوقه، وتراعي فيه مصالح الأمم والشعوب والدول، وهو مطلب عالمي ملح تتطلع إليه أمم الإنسانية الواعية، " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"

بعدها ألقى الشاعر موسى بن قسور العامري قصيدة حملت عنوان " ليلةُ النور" قال في مطلعها:

في ليلةٍ قد براها اللهُ للأممِ

وشقَ غاسِقَها فجرٌ من الحرمِ

جدير بالذكر أن جامع اللطيف الذي يقع في منطقة غلا الصناعية بولاية بوشر يتسع لـ 1807 مصلي، بالإضافة إلى مصلى النساء المرفق بالجامع الذي يتسع لـ (46) مصلية، ومن ضمن مرافق الجامع يوجد (18) دورة مياه للرجال وغرفة للوضوء، وعدد 2 دورات مياه للنساء وبالإضافة إلى غرفة للوضوء.

هذا الجامع الجميل الذي تعلوه منارتان بارتفاع (55) مترا تزينه قبة ذات تشكيلات إسلامية من الداخل بقطر (11) مترا، كما يشتمل الجامع على سكن للإمام ومساعده وعامل النظافة، وتوجد قاعة متعددة الأغراض بمساحة (240) مترا مربعا وتستخدم لأغراض التعريف بالإسلام وتسع 333 شخصا بها (3) دورات للمياه.

كما أن أوقاف الجامع تحتوي على محلين تجاريين، لتكون المساحة الإجمالية للبناء 2536 مترا مربعا تقريبا في مساحة قطعة أرض إجمالية تصل إلى (4702) متر مربع.