No Image
العرب والعالم

باريس ولندن تتعهّدان بتعزيز الجهود المشتركة لتفكيك شبكات التهريب

25 نوفمبر 2021
بعد غرق 27 مهاجرا في بحر المانش
25 نوفمبر 2021

أوشيل، باد كاليه (فرنسا) - (أ ف ب): أبدت بريطانيا وفرنسا امس الخميس رغبتهما في تعزيز الجهود المشتركة لتفكيك شبكات تهريب المهاجرين غداة مصرع 27 مهاجرا على الأقل غرقا قبالة السواحل الشمالية لفرنسا خلال محاولتهم بلوغ إنكلترا، ودعت فرنسا شركاءها الأوروبيين للاجتماع الأحد.

وتعد حصيلة ضحايا هذه الكارثة الأكثر فداحة منذ أن أصبحت القناة في العام 2018 مصدر استقطاب لمهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا يحاولون على متن قوارب صغيرة غير مهيّأة عبور بحر المانش من فرنسا إلى إنكلترا.

وتعّهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يسمح بأن تتحوّل القناة إلى "مقبرة"، واتفق خلال اتصال هاتفي مساء الأربعاء مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على "تعزيز الجهود" لمكافحة عصابات تهريب المهاجرين وفق ما أفاد متحدث باسم داونينغ ستريت.

في أعقاب هذه المأساة، دعت فرنسا "الوزراء المسؤولين عن الهجرة في بلجيكا وهولندا وألمانيا، وكذلك المفوضية الأوروبية، إلى اجتماع" الأحد في كاليه.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس أن "هذا الاجتماع سيتيح تحديد سبل ووسائل تعزيز التعاون القضائي والإنساني وعلى صعيد الشرطة" من أجل "محاربة أفضل لشبكات المهربين".

وصرح الرئيس الفرنسي في وقت سابق أن "فرنسا بلد عبور، ونحن نحارب شبكات المهربين الذين يستغلون اليأس، ولكن علينا تحسين التعاون الأوروبي".

وأظهرت بريطانيا الرغبة نفسها مشددة على ضرورة "الاستجابة للآثار الطويلة المدى، وإنهاء العصابات الإجرامية التي تتعامل مع البشر كسلع"، وفق ما قالت وزيرة الخارجية بريتي باتيل لنواب البرلمان البريطاني داعية إلى "جهد دولي منسق".

والأربعاء قضى 17 رجلا وسبع نساء وثلاثة قصر بعدما غرق زورقهم قبالة كاليه من حيث انطلقوا في شمال فرنسا، خلال محاولتهم العبور نحو السواحل البريطانية، وفق النيابة العامة في ليل الفرنسية. وقد فتح تحقيق في الواقعة.

وتشكّل الكارثة تحديا جديدا للتعاون بين فرنسا وبريطانيا في مرحلة ما بعد بريكست.

وكان كل من الطرفين قد حمّل بادئ الأمر مسؤولية الواقعة للطرف الآخر، مما شكّل مؤشرا إلى أن المأساة لن تفعّل التعاون بشكل تلقائي.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان توقيف خمسة أشخاص يشتبه بأنهم يهرّبون مهاجرين بتهمة الضلوع المباشر في الكارثة، أحدهم يشتبه بأنه يتولى شراء قوارب مطاطية لعمليات العبور.

وأوضح دارمانان أنه تم العثور على ناجيين فقط هما عراقي وصومالي تتم معالجتهما من انخفاض حاد في الحرارة وسيتم استجوابهما لاحقا. وقالت رئيسة بلدية كاليه إن من بين الضحايا امرأة حاملا.

"إقناع شركائنا"

وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن جونسون وماكرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الضرورة "الملحّة لتعزيز جهودهما المشتركة لمنع عمليات العبور هذه" وعلى "أهمية إبقاء كل الخيارات مطروحة على الطاولة" من أجل ضرب أسلوب العمل الذي تعتمده عصابات تهريب المهاجرين.

لكنّه أشار إلى أن بريطانيا تواجه "صعوبات في إقناع بعض من شركائنا وتحديدا الفرنسيين بعالجة الأمور بالطريقة المناسبة".

وجاء في بيان مقتضب لقصر الإليزيه بشأن المحادثة الهاتفية بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني أن ماكرون أبلغ جونسون أن لدى فرنسا والمملكة المتحدة "مسؤولية مشتركة"، وأضاف أنه "يتوقع من البريطانيين التعاون التام والامتناع عن استغلال وضع مأسوي لغايات سياسية".

وقال مسؤولون بريطانيون إن جونسون جدد عرضه إرسال الشرطة وحرس الحدود إلى فرنسا لتسيير دوريات مشتركة قبالة سواحل القناة، علما بأن باريس سبق أن رفضت هذا العرض.

وفي مؤشر إلى التوترات القائمة نشرت الصحف البريطانية الكبرى على صفحاتها الأولى صورة لسيارة شرطة فرنسية يبدو أن عناصرها لم يحركوا ساكنا فيما ينطلق مهاجرون على متن قارب من سواحل شمال فرنسا.

ووفق بيانات جمعتها وكالة "بي.ايه" البريطانية للأنباء انطلق هذا العام أكثر من 25 ألفا و700 شخص في رحلات عبور للقناة على متن قوارب صغيرة، أي أكثر بثلاثة أضعاف العدد المسجّل في العام 2020.

وشدد دارمانان على أن باريس تبذل أقصى جهودها لضرب شبكات تهريب المهاجرين، وقال إن فرنسا أوقفت 1500 مهرّب للمهاجرين منذ مطلع العام وقال إنهم يعملون على طريقة "العصابات المنظّمة". ومن المقرر أن يجري دارمانان محادثات مع نظيرته البريطانية بريتي باتيل.