No Image
العرب والعالم

الرئيس زيلينسكي: ضربة صاروخية استهدفت مطار فينيتسيا ودمرته بالكامل.. والجنود الروس يقتربون من كييف

06 مارس 2022
بوتين يهدد أوكرانيا بأنها قد تفقد «وضع الدولة» إذا واصلت رفضها تلبية المطالب الروسية
06 مارس 2022

عواصم «وكالات»: أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الروس دمّروا مطار فينيتسيا في وسط البلاد، وسط تواصل المعارك العنيفة في محيط كييف.

دبلوماسيا، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال اتصال مع بوتين أمس الأحد إلى «وقف إطلاق نار شامل وعاجل» في أوكرانيا، وحصل اتصال جديد بين بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون، بعد أن حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغربيين من أي تصرف عدائي.

وفي اليوم الحادي عشر من الحرب، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الفارّين من الغزو الروسي لأوكرانيا تجاوز 1,5 مليون، ما يخلق «أزمة لجوء تعد الأسرع تفاقما» في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي خبر عاجل ، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأحد «توقف» ثاني محاولة لإجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الاستراتيجية الذي تحاصرها القوات الروسية في جنوب شرق أوكرانيا.

وأفاد الصليب الأحمر في بيان أنه «وسط مشاهد معاناة بشرية هائلة في ماريوبول، توقفت اليوم محاولة ثانية للبدء بإجلاء حوالى مئتي ألف شخص من المدينة»، بعد وقت قصير على فتح المنظمة ممرا إنسانيا لإخراجهم.

وفشلت أمس الأول السبت محاولة سابقة لإجلاء المدنيين من المدينة البالغ عدد سكانها حوالى 450 ألف نسمة والتي تتعرض منذ أيام لقصف القوات الروسية وحلفائها الانفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوجانسك في شرق البلاد، وسط تبادل الطرفين اتهامات بعدم احترام التعهدات المقطوعة.

ودعا الصليب الأحمر الطرفين إلى التوافق على «الشروط الخاصة» باتفاقات الإجلاء.

وأكد الأوكرانيون أن الروس واصلوا إطلاق النار فيما كان المدنيون يتجمعون لتشكيل موكب، فيما اتهم الروس الطرف الأوكراني باستخدام المدنيين «دروعا بشرية».

وكتب الحاكم الأوكراني لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو على فيسبوك أن «الرتل لإجلاء المدنيين لم يتمكن من الخروج من ماريوبول لأن الروس جمعوا قواتهم وبدأوا بقصف المدينة».

وأضاف «من الخطير للغاية إخراج الناس في هذه الظروف».

من جهة أخرى، أفاد أن المساعدة الإنسانية القادمة من زابوروجي الواقعة على بعد حوالى ثلاث ساعات عن ماريوبول، لم تتمكن من الوصول.

وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها «سهلت الحوار بين الطرفين بشأن الممر الآمن للمدنيين» بصفتها وسيطا إنسانيا محايدا وغير منحاز.

وأضافت «اليوم باشرت فرقنا فتح ممر الإجلاء في ماريوبول قبل أن تُستأنف الأعمال العسكرية».

وبحسب المنظمة، فإن «المحاولتين الفاشلتين امس واليوم(أمس) تشيران إلى عدم وجود اتفاق مفصل وقابل للتطبيق بين طرفي النزاع».

ولفتت إلى أن على الطرفين التوافق بشكل دقيق على الساعة والمواقع ومسارات الإجلاء وغيرها من التفاصيل اللوجستية. كما أنه من المهم أن تكون عمليات الإجلاء طوعية وأن يذكر الاتفاق ما إذا كان من الممكن نقل المساعدة الإنسانية إلى المدن المعنية.

وتابعت اللجنة أن فرقها ستبقى في ماريوبول وهي «مستعدة للمساهمة في تيسير محاولات جديدة في حال توصل الطرفان إلى اتفاق مفصل».

وأفاد مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية في أوكرانيا أن الوضع الإنساني «كارثي» في ماريوبول التي يعاني سكانها من نقص الماء والمواد الغذائية بصورة خاصة.

« استمرار المقاومة في كييف »

ودمّر قصف صاروخي روسي مطار فينيتسيا في وسط أوكرانيا أمس الأحد، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال الرئيس الأوكراني «لقد تبلّغت للتو بأن ضربة صاروخية استهدفت فينيتسيا. ثمانية صواريخ... لقد دُمّر المطار بالكامل».

ويقترب الجنود الروس أيضاً من كييف حيث يواجهون مقاومة صلبة.

ولم تتعرض العاصمة لقصف ليل السبت الأحد، ولكن قتالا عنيفا يدور في محيطها، وفق الإدارة الإقليمية الأوكرانية، لا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كلم غرب كييف).

وقالت ناتاليا ديدنكو (58 عاما)، «إنهم يقصفون المناطق السكنية: المدارس، الكنائس، الأبنية الكبيرة، كل شيء».

على بعد 25 كلم غرب العاصمة، قال جندي أوكراني لوكالة فرانس برس إنه ضمن مجموعة تراقب جسرا مفخخا بالكامل، الأخير الذي لا يزال قائما بين الجسور التي توصل إلى كييف. وأضاف «إذا رأينا أن الروس يتقدمون، سنفجره».

وتستمر المعارك في تشيرنيجوف أيضاً (على مسافة 150 كيلومترا شمال العاصمة)، بحسب الإدارة الإقليمية الأوكرانية.

وقتل عشرات المدنيين في الأيام الأخيرة في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة.

وتحدث فريق من وكالة فرانس برس زار المنطقة عن مشاهد دمار.

وقال أحد الناجين سيرغي «كانت الجثث في كل مكان على الأرض. كانوا ينتظرون في طوابير أمام الصيدلية هنا، وماتوا جميعاً».

وأعلن الجيش الأوكراني عن «هجوم مضاد» لقواته في منطقة خاركيف (شرق) التي هي في مرمى نيران الجيش الروسي منذ أيام.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رزنيكوف على حسابه على «فيسبوك» الأحد «تم إيقاف العدو في كييف وخاركيف... والوضع تحت السيطرة». وأعلن الجيش الروسي في بيان صادر عن وزارة الدفاع أمس الأحد «تحييد» حوالى 100طائرة، و778 دبابة ومركبة مصفحة أوكرانية. وأكد البيان تدمير مطار ستاروقسطنطينوف الواقع في منتصف الطريق بين مدينتي كييف ولفيف (غرب).

وأكدت موسكو الأربعاء مقتل 498 عسكريا روسيا وسقوط 2870 قتيلا في الجانب الأوكراني. من جهتها، أفادت كييف الأحد بمقتل أكثر من 11 ألف عسكري روسي، دون التحدث عن خسائرها العسكرية. ومن الصعب التحقق من صحة هذه الأرقام بشكل مستقل.

وأعلنت الأمم المتحدة مقتل 351 مدنيا وجرح أكثر من 700 آخرين، مشيرة إلى أن «الحصيلة أكبر بكثير على الأرجح، وعمليات التحقق منها ما زالت جارية».

«نزوح مستمر»

في الوقت ذاته، تعم حالة من الفوضى في محطات القطارات في المدن الأوكرانية المهددة بتقدم القوات الروسية، مع سعي النساء والأطفال إلى الرحيل بحثا عن الأمان بعد وداع أزواجهم وآبائهم الذين بقوا للقتال.

وقال أندري كيريتشينكو (40 عاماً) وهو عامل بناء في دنيبرو (وسط)، «نرسل زوجاتنا وأطفالنا إلى لفيف، أو ربما أبعد، ونبقى هنا... إنه وضع مروع».

وقالت الأمم المتحدة إن 1,5 مليون شخص غادروا البلاد منذ بدء غزو أوكرانيا بينما هناك أكثر من مليون نازح في الداخل.

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس الأحد «هذه الأزمة للاجئين الأسرع تصاعدا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية».

ويثير هذا النزوح تعبئة كبيرة لا سيما في الدول المجاورة مثل مولدافيا التي زارها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد بعد زيارة إلى بولندا السبت.

وأعلن أن واشنطن ستقدم 2,75 مليار دولار (2,51 مليار يورو) كمساعدات إنسانية.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر أن «مسائل الأمن» و»الدعم المالي لأوكرانيا» و»استمرار العقوبات ضد روسيا» كانت في صلب محادثة هاتفية بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأول السبت.

« تحذيرات بوتين»

وفي نبرة حادة، حذر فلاديمير بوتين من فرض أي دولة منطقة لحظر الطيران فوق أوكرانيا، الإجراء الذي تطالب به كييف ويرفضه الحلف الأطلسي حتى لا يصبح في مواجهة مباشرة مع روسيا.

كذلك قال الرئيس الروسي إن العقوبات الغربية التي تؤثر بشكل كبير على القطاع الاقتصادي والمالي الروسي «تقارب إعلان حرب»، وواصل بوتين تهديده إلى أوكرانيا موضحا بأنها قد تفقد «وضع الدولة» إذا واصلت رفضها تلبية المطالب الروسية.

وتطالب موسكو خصوصا بأن تكون أوكرانيا «محايدة وغير نووية» وبإخلائها من السلاح، بينما تعتبر كييف التي تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أن هذه مطالب غير مقبولة.

ويستمر بذل الجهود، دبلوماسيا. فقد أجرى الرئيس الروسي أمس الأول السبت محادثات استغرقت حوالى ثلاث ساعات في موسكو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي عرض القيام بوساطة، مشددا على العلاقات المتينة للدولة العبرية مع روسيا وأوكرانيا.

وتحدث بينيت الذي كان أول مسؤول أجنبي كبير يزور موسكو منذ الغزو، بعد ذلك عبر الهاتف إلى الرئيس الأوكراني قبل أن يتوجه إلى برلين حيث أطلع المستشار الألماني أولاف شولتس على محادثاته.

ولم يرشح الكثير عن تفاصيل المناقشات.

ودعا الرئيس التركي إلى «وقف شامل وعاجل لإطلاق النار» في أوكرانيا أثناء مكالمة هاتفية الأحد مع نظيره الروسي، وفق ما أفاد مكتب إردوغان.

وجاء الاتصال قبل أيام من منتدى دبلوماسي مرتقب في مدينة أنطاليا التركية الجنوبية من 11 إلى 13 مارس يتوقع أن يحضره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

كما حصل اتصال جديد أمس بين ماكرون وبوتين الذي كان قال بعد آخر اتصال الخميس إن «الأسوأ لم يأت بعد».

وأكدت السلطات الأوكرانية أن جولة ثالثة من المفاوضات بين الروس والأوكرانيين ستعقد اليوم الاثنين لكن فرص تحقيق تقدم تبدو ضئيلة.

« هروب رؤوس الأموال»

من جانب آخر، تستمر الشركات الأجنبية بمغادرة روسيا بكثافة وكان آخر هذه الشركات، المجموعتان الأمريكيتان للبطاقات المصرفية فيزا وماستركارد اللتان أعلنتا أمس الأول السبت تعليق عملياتهما في روسيا. ولن تعمل بطاقات المجموعتين الصادرة عن البنوك الروسية في الخارج بينما لم تعد البطاقات الأجنبية صالحة في روسيا.

وعلق نظام الدفع» PayPal «أيضًا خدماته في روسيا، وفق بيان لرئيسه دان شولمان.

وفي روسيا، طلب البنك المركزي من المصارف أمس الأحد التوقف عن نشر أرقام ميزانياتها المالية. وانهارت العملة الروسية بعد فرض عقوبات دولية ضد موسكو، وتم استبعاد بعض أكبر المصارف في روسيا من نظام «سويفت» المالي العالمي.

وتُكثف السلطات الروسية الإجراءات للحد من هروب رؤوس الأموال.

من جهتها، أعلنت شركة إيروفلوت تعليق رحلاتها الدولية اعتبارا من غد الثلاثاء الثامن من مارس. وقد أوصت هيئة تنظيم الطيران الروسية (روسافياتسيا) كل الشركات في البلاد بوقف الرحلات الجوية إلى الخارج لتجنب مصادرة طائراتها التي تملك معظمها شركات تأجير غربية.

في الوقت نفسه، شهدت أوروبا تظاهرات مناهضة للحرب. فقد نزل حوالى أربعين ألف شخص إلى الشوارع في زوريخ أمس الأول السبت والعدد نفسه من المتظاهرين سجل في فرنسا من بينهم 16 ألفا في باريس وآلاف في روما.