كوادر وطنية أثبتت جدارتها في إدارة المحلات بالأسواق الشعبية
مع تعدد المراكز والمحلات التجارية المتنوعة إلا أن الأسواق الشعبية لها طابع خاص
سعود العامري: ضرورة عرض المنتجات بشكل منظم ومرتب مع تنوعها لكسب المستهلكين
إياد الحبسي: نشجع الشباب على فتح المشروعات بدل الجلوس في المنازل
أنور العامري: العمل الحر يعلّم الكثير عن حركة التجارة وتحمّل المسؤولية
محمد يوسف: أعمل في السوق منذ 30 سنة وأسعى للمحافظة على مهنتي
باسمة الكيومية: تُعين أسرتها من محل بيع الفخاريات ولوازم الزينة والبخور
مصعب الحديدي: أتعلّم التجارة وأفكر في امتلاك محل خاص
حافظت الأسواق التقليدية على هويتها الشرائية مما جعلها محطة في غاية الأهمية لعرض المنتجات المحلية المختلفة التي تجود بها البيئة العمانية من التمور والخضروات والفواكه والعسل والأسماك المجففة بالإضافة إلى التراثيات من الفخاريات بأنواعها والبخور والعطور المحلية والتي بالفعل فتحت أبوابا للرزق للبائعين بالجملة أو لأصحاب المحلات التجارية والتي تديرها مجموعة من المواطنين بالإضافة إلى آخرين تمسكوا بهذه المهنة منذ سنوات طويلة.
وعلى الرغم من المنافسة الكبيرة سواء من المراكز والمحلات التجارية بالإضافة إلى الباعة من العامل الوافدين إلا أن هذه الأسواق لها روادها ومرتادوها ويعتبر سوق السيب واحدا من هذه الأسواق التي لا تزال تعج بالباعة والمشترين بشكل يومي إلا أنها تزداد في أيام الأعياد وكذلك في الإجازات وخاصة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
وفي زيارة خاصة لـ"عمان الاقتصادي" لسوق السيب كان الشباب والفتيات العمانيون موجودين من خلال إدارة مجموعة من هذه المحلات البعض منهم توارث المهنة من والده والآخرون يعملون برواتب مجزية حتى الحصول على فرص وظيفية أفضل، فخرجنا بهذا الاستطلاع للوقوف على أهمية الأسواق الشعبية وإقدام الشباب العمانيين على ممارسة المهن المحلية والأعمال الحرفية.
التعامل مع الباعة والمشترين
بداية الحديث كان مع سعود بن سالم العامري الذي يمتلك محلا تجاريا كان لوالده منذ عام 1989، وفي عام 2004 بدأ العمل في هذا المحل وتوسع ليمتلك 3 محلات تجارية يعمل فيها 7 من الشباب والفتيات العمانيين، ويتنوع عرض المنتجات المحلية من التمور والعسل والأسماك المجففة والبهارات والخضروات والفواكه التي يشتريها بالجملة من المواطنين، بينما يأتي الآخرون إلى السوق لعرض منتوجاتهم من مختلف محافظات سلطنة عمان.
وأوضح العامري أن التجارة فيها الخير الكثير وتحتاج إلى صبر وتحمّل المسؤولية، مشيرا إلى أنه تعلّم المهنة من والده (رحمة الله عليه)، وأضاف: اكتسبنا الثقة وكيفية التعامل مع الباعة والمشترين مع وجود الدخل الجيد وأصبحنا نفضّلها على أي فرصة عمل أخرى باعتبار أنه في العمل الحر تستطيع تحقيق التوسع في المستقبل.
وقال العامري: إن كل عمل فيه صعوبة لكن مع الممارسة المستمرة والصبر وكيفية التعامل مع الزبائن وعرض المنتجات في المحل بشكل منظم ومرتب وتنويع هذه المنتجات الجديدة مع الإشراف على المحلات الثلاثة بشكل جيد ستجد أن لديك رصيدا من الزبائن خاصة إذا وجدوا المعاملة الجيدة والاستقبال الحسن بوجه بشوش.
واختتم سعود العامري حديثه بأن العمل في هذه المحلات يحتاج إلى ارتباط والتزام ومتابعة دائمة إلا أنه يعلّم كيفية الإدارة وتنظيم الوقت وهذا ليس بالصعب مع مرور الأيام واكتساب الخبرة الجيدة، لذلك على الشباب التوجه للعمل الحر دون الانتظار في طابور الحصول على وظيفة، وأي مشروع يبدأ صغيرا ثم يكبر إذا تمت تنميته بشكل جيد.
تحمُّل المسؤولية
وأوضح إياد بن جمعة الحبسي الذي التحق بالعمل في أحد المحلات التجارية بالسوق لبيع الخضروات والفواكه بعدما حصل على تشجيع من الأهل، أن العمل مهما كان هو مصدر رزق للشباب، معتبرا العمل الحالي فرصة له حتى يحصل على فرصة عمل مناسبة في أي مكان كان في القطاعات الوطنية المختلفة.
وحول مهنته وتفاصيلها قال الحبسي إنه يقوم بشراء هذه المنتجات من سوق الموالح بالجملة بالإضافة إلى شراء بعض المنتجات من المزارع، مشيرا إلى أن الإقبال يكون جيدا في أيام الأعياد وفي شهر رمضان والإجازات المختلفة.
وقال الحبسي: لا توجد صعوبة في عملية البيع والشراء وكيفية التعامل مع الزبائن، وغالبا ما يحتاج إلى مرونة وتفاهم وتقارب في عملية التفاوض على الأسعار لذلك تجد المستهلكين يُقبلون على الشراء من المحل بشكل جيد وخاصة عندما يشاهدون كادرا وطنيا في المحل فتجدهم أكثر إقبالا وتعاونا معه.
وأشار الحبسي إلى أن الفكرة قائمة في امتلاك محل خاص به، لأنه اكتسب الخبرة الكافية من التجارة والبيع والشراء وغيرها الكثير، متابعا حديثه بأن كل هذا يحتاج إلى صبر وتحمّل المسؤولية لأن التجارة ليست بالأمر السهل مع وجود المنافسة في عملية البيع والشراء.
واختتم إياد الحبسي حديثه بأن الأعمال الحرة لها مردود اقتصادي جيد خاصة إذا ما تمكن الفرد من إدارتها بطريقة صحيحة وهذا ما نشجع عليه زملاءنا الشباب لأن الجلوس في البيت وضياع وقت الفراغ ليس من مصلحة الفرد، وعليه أن ينمّي نفسه ويشغلها في أشياء مفيدة حتى ولو عمل في أي محل تجاري بأجر يومي.
المنتجات المحلية
وتحدث أنور بن عبدالله العامري بأن المحل التجاري الذي يعمل فيه توارثه هو وإخوانه من آبائهم، حيث حافظ المحل على طابعه التجاري المعروف في بيع المنتجات المحلية من التمور والعسل والأسماك المجففة والبهارات، مشيرا إلى مواصلة العمل لحين الحصول على فرصة عمل أفضل.
وقال العامري: إن العمل في التجارة وخاصة المحلات التجارية يعلّم الكثير، منها عملية البيع والشراء والتعامل مع الزبائن وكيفية التفاوض على الأسعار واحتساب الفوائد، وهذا العمل الحر يكون مفيدا للشباب الباحثين عن العمل حتى وإن عملوا في محلات بالأجر اليومي لأنه من الممكن أن يفكر في المستقبل بأن يكون لديه محل خاص به بعدما اكتسب الخبرة الجيدة، لذلك من ضمن طموحاتي المستقبلية إذا لم أجد فرصة عمل فسوف أتوسع في التجارة ويكون لي محل مستقل أديره بالطريقة التي أراها مناسبة.
محافظة على المهنة
ويتحدث محمد بن يوسف الذي يعمل في السوق منذ 30 سنة بأنه سعى للمحافظة على مهنة بيع السعفيات والأشياء التراثية، وذلك لعدم وجود البديل، على الرغم من كبر سنة إلا أنه حافظ على وجوده في السوق لوجود مجموعة من الزبائن الذين يشترون منه بشكل يومي على الرغم من المنافسة الكبيرة من بقية المحلات الأخرى لكن الحركة تزداد في أيام الأعياد والإجازات، وجميع المعروضات أغلبها من منتجات محافظتي شمال وجنوب الباطنة التي تجود بهذه المنتوجات الزراعية.
وأوضح محمد بن يوسف أن معظم الشباب في الجيل الحالي يريد العمل المريح من خلال الوظائف المختلفة دون أن يُتعب نفسه في تطوير قدراته والبحث عن فرصة في الأعمال الحرة وأقربها التجارة سواء كان ملكا له أو يعمل في أحد هذه المحلات لأجل اكتساب الخبرة وبعدها يمكن أن يكون لديه محل خاص به، وهذا يؤكد أنه لا يريد أن يتحمّل المسؤولية وإرهاق نفسه والارتباط بهذه الأعمال بشكل يومي، لأن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى صبر ومثابرة وكذلك كيفية التعامل مع الناس، وغيرها الكثير.
الاستفادة من الفرص
وأوضحت باسمة الكيومية التي تعمل في أحد محلات بيع الفخاريات ولوازم الزينة والبخور التي تمت صناعتها محليا في سلطنة عمان، أن هذه المحلات فتحت باب رزق خاصا، وأن فرصة الوظيفة طال انتظارها على أمل الحصول على الوظيفة المناسبة في القطاع العام أو الخاص، لافتة إلى أن الظروف الأسرية والاقتصادية أجبرتها على الانخراط في العمل.
وأضافت الكيومية إن بداية العمل فيها شيء من الصعوبة من خلال تعدد المعروضات وعدم معرفة الأسعار بالإضافة إلى كيفية التفاوض مع الزبائن على السعر المحدد إلا أن ذلك تلاشى مع مرور الأيام بعدما اكتسبت الخبرة تدريجيا وأصبحت لديّ القدرة على التفاوض مع الزبائن حتى في الأيام التي يكون فيها الإقبال جيدا في الإجازات والأعياد سواء كان ذلك من المواطنين أو حتى الأجانب.
وأكدت باسمة الكيومية أن العمل في هذه المحلات يحتاج إلى سلاسة ومعرفة كيفية التعامل مع الزبائن من خلال طريقة التفاوض على الأسعار والإقناع في الشراء، لذلك أشجع الفتيات على هذا العمل والاستفادة من هذه الفرص المتاحة دون الجلوس في البيت وضياع الوقت دون الاستفادة منه حتى يتمكنّ من اكتساب الخبرة والمعرفة في التجارة، ومن الممكن في المستقبل أن تكون لديهن محلات خاصة بهن سواء كانت في بيع العبايات أو الملابس أو الأقمشة أو العطور والبخور أو كل ما يتعلق بالمرأة والطفل.
استغلال وقت الفراغ
وأوضح مصعب الحديدي الذي يعمل في أحد المحلات الخاصة ببيع المواد الغذائية من الأرز والطحين والبهارات منذ فترة قصيرة بهدف استغلال وقت الفراغ لحين الحصول على فرصة عمل مناسبة بدلا من الجلوس في البيت وضياع الوقت في أمور غير مفيدة خاصة، أن هذه المحلات تعلّمك الكثير من الجوانب الحياتية وما تتعلق بالتجارة إذا فكرت في فتح محل خاص في المستقبل سواء كان ذلك في عملية البيع والشراء أو التعامل مع الزبائن وكذلك مع الشركات الموردة للمواد الغذائية بالجملة، لذلك الفكرة قائمة في المستقبل لأن يكون لديّ محل خاص لأنني أرى فيه الخير والفائدة الجيدة.
وواصل الحديدي حديثه بأن على الشباب الباحثين عن العمل المبادرة في البحث عن عمل مؤقت على الأقل لإعالة أنفسهم دون الاتكالية على والديهم أو إخوانهم، والمساهمة في إعالة أسرهم بدل الجلوس في البيت أو قضاء أوقاتهم في أشياء غير مفيدة، وهذا العمل يحتاج إلى صبر لأنه لا يوجد شيء يأتي بالسهل، والعمل ليس فيه عيب ما دمت تحصل على رزقك بالعمل الشريف سواء كان ذلك في المحلات التجارية أو بيع المشاكيك أو في المقاهي والمطاعم، وغيرها الكثير.
