No Image
منوعات

90 حلقة تبحث وراء دوافع ارتكاب جريمة قتل في "ستيلتو"

15 يناير 2023
نسخة عربية لمسلسل تركي..
15 يناير 2023

غالبا ما تكون الأعمال الدرامية ذات بداية هادئة، في فرصة لتعريف المشاهد على الشخصيات الرئيسية، وتوزيع العوائل، وتكون الحلقة الأولى هي ورقة تعريفية بأبرز تفاصيل العمل الدرامي الذي ستبنى عليه الأحداث القادمة، ولكن مسلسل "ستيلتو" اختار أن تكون بدايته "جريمة قتل"، وجثة تسقط من شرفة أمام أنظار الناس في وضح النهار، ويأخذ المسلسل المشاهد لـ90 حلقة، بحثا عن حقيقة من يكون القاتل والمقتول، في مسلسل تتفوات أحداثه بين مد وجزر، ولا تكاد تصل لنهاية العمل إلا بأنفاس شبه منقطعة، وأعصاب مشدودة.

مسلسل "ستيلتو" الذي عرض في منصة "شاهد" هو النسخة العربية للمسلسل التركي الأصلي Ufak Tefek Cinayetler أو ما يعرف باسم جرائم صغيرة، الذي عُرض للمرة الأولى في العام .2017

وقد يتعارض البعض مع فكرة أن تؤخذ أفكار غير عربية وتحول لشكل عربي، من حيث اختلاف الأفكار والمبادئ والعادات، ولكن قد تكون استيراد أفكار جديدة في الدراما أو السينما من نسخ غير عربية، قد تضفي جمالية فنية للشاشة العربية، وقد تكسب العربي خبرة التعامل مع نصوص غير عربية لاسيما التركية منها، وهي التي لا خلاف على نجاحها وانتشارها مؤخرا.

ومما لا شك فيه مسلسل "ستيلتو" واحد من تلك الأعمال التي وصلت للجمهور، ونجحت في الانتشار أولا بفعل القصة الجديدة للعمل، وبسبب طاقم التمثيل الذين قدموا أداء مميزا أثقل العمل وجمل الأحداث أكثر، وربما يكون لموقع تصوير العمل في تركيا دور حيوي أيضا في إضفاء جمالية المكان المتناسبة مع الأحداث.

المسلسل يشارك في بطولته: الممثلة السورية كاريس بشار بدور الطبيبة النسائية "ألما السيد"، والممثل السوري قيس الشيخ نجيب بدور رجل الأعمال "كريم معوض"، والممثلة السورية ديمة قندلفت بدور زوجة كريم "فلك معوض"، والممثل السوري سامر المصري بدور "لؤي سلوم"، والممثلة اللبنانية ريتا حرب بدور "جويل"، والممثل اللبناني كارلوس عازارا بدور "طارق"، واللبنانية ندى أبو فرحات بدور "نايلة"، وبديع أبو شقرا بدور "خالد"، ونور علي بدور "ميرا"، و"ميشال حوراني" بدور المحقق "رامي".

تدور الأحداث حول 4 صديقات فرقت بينهن حادثة أيام الدراسة في المرحلة الثانوية، وتعود بهم الأحداث للإلتقاء بعد مضي ما يقارب 20 سنة، ولكن اللقاء كان في ظاهره ودي، وفي باطنه الكثير من الحقد والكراهية والبغضاء، التي تترجم من خلال الأحداث التي تصل في نهايتها لحدوث واقعة قتل، التي سببها هو تراكم مشاعر الحقد والكراهية.

المسلسل رغم أنه يحكي قصة جريمة، إلا أنه أيضا عمل رومنسي، وهذا هو السبب الذي يجعل المشاهد متذبذب المشاعر عند متابعة العمل، فأن تعيش أحداث حب وعاطفة، في ذات الوقت أنت على علم بأن جريمة قادمة ستقضي على كل لحظات الرومنسية، ومع الإيقاع المتوازن للعمل في سرد الأحداث، وهي تسير ببطء غير ممل، وتفاصيل دقيقة تتخللها سرد للأحداث من قبل شهود الجريمة في تحقيق يجريه المحقق رامي.

يحاول المحقق رامي فك ملابسات القضية، التي يتم إيقاف التحقيق فيها للحظة، إلا أن التحقيق يعود لمجرياته بعد وجود "جثة" غارقة في البحر لها علاقة مباشرة بالأشخاص المتهمين في قضية القتل الأولى، ولكن أحداث النهاية غير السعيدة، لم تكن متوقعة، ورغم آمال المشاهد العربي –كعادته- لسير الأحداث نحو استقرار الأوضاع والنهاية السعيدة، إلا أن مسلسل "ستيلتو" عكس كل التوقعات، وهو ما نراه غالبا في الأعمال التركية، فهي واقعية أكثر منها خيالية، فالمجتمع الذي حدثت فيه جريمة لن تكون أوضاعه الاجتماعية سعيدة حتما، ولا يعني موت من كان حجر عثرة في استقرار أهل المنطقة، سيحل السلام فيها، فهي حادثة ستبقى في الذاكرة، وستفرق المتهمين عن بعضهم، بغض النظر عما إذا كانت الحادثة جريمة أو مجرد حادثة.

وجود أسماء مميزة في العمل والتي هي مصدر القوة، جذبت المشاهد العربي لمتابعة المسلسل، وربما الانسجام أكثر مع الأحداث، ورغم أن المبالغة في التمثيل في بعض المواضع لم يكن المخرج موفقا فيها، إلا أنها مع تسلسل الأحداث ومع التشويق في القصة لم تشكل عائقا يحول ونجاح العمل، إضافة إلى أن موقع التصوير، والأزياء، والموسيقى التصويرية، كانت مصادر قوة وتميز للمسلسل.