منوعات

مهرجان سينمانا للفيلم العربي يسدل الستار على فعالياته ويتوج الفائزين في فئات مسابقاته المختلفة

22 فبراير 2022
لجنة التحكيم تمنح جائزة القدس لفيلم «بئر يوسف»
22 فبراير 2022

فيلم «ميلاد» لميان الشحية يفوز كأفضل فيلم عماني قصير

«عمان»: توّجت الدورة الثالثة لمهرجان سينمانا للفيلم العربي، التي ينظمها النادي الثقافي بالتعاون مع اتحاد الفنانين العرب والتي أسدل الستار على فعالياتها مساء أمس، الفائزين في الجائزة الرئيسية وجائزة «القدس عاصمة فلسطين» من الأفلام المشاركة بالمهرجان، وفاز في فرع المسابقة الرئيسية بجائزة سينمانا لأفضل فيلم تحريك قصير فيلم (شوت) للمخرج العراقي زيد شكر، فيما فاز بجائزة أفضل فيلم عماني قصير فيلم (ميلاد) للمخرجة ميان الشحية، في حين حصد فيلم «يحكى أن» للمخرج المصري عبد الفتاح زيدان جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، بينما منحت جائزة أفضل فيلم روائي قصير مناصفة بين فيلمي «رماد» للمغربي المصطفى فرماتي و«فريدا» للمخرج التونسي محمد بو حجر.

وقد منحت اللجنة جائزة القدس لفيلم «بئر يوسف» للمخرج المصري مينا كامل، بينما فاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم «الصورة الأخيرة» للمخرج الفلسطيني سعود مهنا.

وقد ترأس المسابقة الرئيسية الفنان الدكتور حبيب غلوم من دولة الإمارات العربية المتحدة وعضوية كل من الناقدة السورية الدكتورة لمى طيارة والدكتور محمد سيف من السودان والمخرج ماهر دانيال من مصر وإنصاف اوهيبه مبرمجة وباحثة من تونس، فيما ترأس لجنة تحكيم «مسابقة القدس» الفنانة أمل الدباس من الأردن وعضوية الإعلامية والباحثة السينمائية الفلسطينية آلاء الكراجة والمخرجة إيفا داود من مملكة البحرين والمنتج والمخرج السعودي فيصل العتيبي والكاتب عبدالرزاق الربيعي من سلطنة عُمان.

وكان قد شهد الحفل الختامي الذي أقيم في منتجع جبل السيفة بمسقط أمس تحت رعاية سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام للإعلام تكريم الفائزين بالمسابقة وأعضاء لجنة التحكيم وتكريم المشاركين في حلقات العمل واللجان العاملة، وشهد حفل الختام عرضا مرئيا عن الأفلام الفائزة في المهرجان للجائزة الرئيسية وجائزة القدس وفيلم مرئي آخر استعرض صناعة الأفلام السينمائية في سلطنة عمان وقدرتها على الاستثمار في إنتاج الأفلام وعوائدها المختلفة، إضافة إلى فيلم مرئي يبرز وجهات نظر الضيوف والناقدين وآراءهم حول المهرجان وجهود سلطنة عمان في استضافة المهرجان السينمائي الثالث.

وألقى الدكتور خالد بن عبدالرحيم الزدجالي كلمة في ختام المهرجان قال فيها: «قدمنا نحو تطوير هذا المهرجان إيمانا منا بأهمية الثقافة والفنون في التنمية وخاصة السينما. وهو ينبع من إيماننا بالحب والعطاء والبناء ( بناء الإنسان ) لذلك سنسير في هذا الدرب قدر المستطاع والإمكان وبجهود أهل الجود والعطاء سنمضي». إضافة إلى ذلك ألقى الدكتور حبيب غلوم رئيس لجنة تحكيم الجائزة الرئيسية كلمة حول المشاركات والأفلام الفائزة في المسابقة الرسمية، بينما ألقت الدكتورة أمل الدباس رئيسة لجنة تحكيم جائزة «القدس عاصمة فلسطين» الضوء على الأفلام في هذه الفئة. وأكد الدكتور محمد بن مبارك السليمي رئيس النادي الثقافي في كلمته عقب تكريم المشاركين على دور السينما في تعزيز الجوانب الثقافية وترسيخ القيم الإنسانية، وقال: «إن الصناعة السينمائية لها دور كبير في إيصال الرسالة للمجتمع، ونقل القيم والعادات العربية الأصيلة. وتلعب الأفلام دورا مهما في التعريف عن البلدان وتغيير بعض السلوكيات الخاطئة في المجتمع». وأوضح أن سينما هوليوود الأمريكية تحمل في طياتها الكثير من الرسائل التي يودون إيصالها للمجتمع، وناشد الجميع للعمل على تطوير السينما في الوطن العربي لتقوم بدورها في نقل الثقافة للشباب، مبينا دور الأفلام التركية التاريخية التي انتشرت في الآونة الأخيرة في التعريف عن الثقافة التركية.

بينما قال مسعد فودة رئيس اتحاد الفنانين العرب في كلمته إن فكرة المهرجان نبعت من سلطنة عمان، فكانت فكرة وانطلقت بداياتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتطور المهرجان في نسخته الثالثة بعد نسختين أقيمت عبر الاتصال المرئي وتبلورت لتصبح واقعا التقينا من خلاله بكوكبة من السينمائيين العرب على أرض سلطنة عمان.

دور الصناعات الثقافية

وكان النادي الثقافي قد نظم مساء أمس الأول بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس جلسة حوارية حملت عنوان «دور الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة» تحدث فيها الدكتور حبيب غلوم والمنتج والممثل محمد المجالي والمؤلفة والكاتبة عنود خالد، واختزلت الجلسة تعريف الثقافة وارتباطها بالتنمية المستدامة وكيف تعمل بشكل جوهري على تدعيم نهضة ثقافية متجددة، وأوضحت أن الجهود التنموية لا يمكنها أبداً أن تنفصل عن التكوينات الثقافية للمجتمع، فالثقافة تلعب دوراً محورياً في العملية التنموية وبالتالي صناعة الثقافة تتطلب جهودا واستثمارا لكثير من المجالات، واختصرت الفنانة عنود خالد ذلك في قولها بأنه يجب على المجتمع أن يكون آمنا وسالما ويمتلك مكونات الاكتفاء الذاتي حتى يكون مستداما وهذا قائم على الثقافة التي تستند إلى دعم الأفكار.

وأكد المتحدثون على أهمية ارتباط الثقافة بجيل الشباب، وأن تكون سلوكا يوميا، حتى تترسخ قواعده في نفوسهم وأرواحهم.

وقال الفنان الدكتور حبيب غلوم إن الثقافة والفنون دائماً ما تأتي في أواخر اهتمامات بعض الدول العربية، وبالتالي استبعادها على الرغم من كونها أحد أهم القطاعات المرتبطة باستدامة الثقافة لدى الأجيال .

وفي مداخلة للفنان عباس النوري قال إن الثقافة إن لم تخلق أثرا فلا قيمة لها في الصناعة بشكل عام فالأثر يصل للروح، وأعرب عن رأيه قائلاً: «إن الثقافة في أعلى تجلياتها تتقارب من الإيمان، والقراءة وحدها لا تكفي، حيث إن المنتج الثقافي يجب أن يلامس الروح حتى يكون مؤثرا، وإذا كانت الثقافة والفن غير مؤثرين فلن تصل للاستدامة، وأضاف أن الثقافة بدون حرية ومرونة لا يمكن أن تؤثر فهي تحتاج إلى أن تقرأ بجرأة حتى تصل للتنمية المستدامة.

جلسة دور وسائل التواصل

واختتمت أمس أيضا الجلسات الحوارية المقامة على هامش المهرجان بجلسة حملت عنوان «دور وسائل التواصل الاجتماعي في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية» قدمها أحمد الزدجالي الرئيس التنفيذي لمركز الأعمال الأوروبية للتدريب والتطوير، حيث أدار الجلسة المذيع عابدين البلوشي، وتناولت الجلسة الحوارية تأثير مواقع التواصل سلبيا وإيجابيا، وأهمية صناعة المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، والاستخدام التقني الآمن، وحدود الكتابة.

وقال «الزدجالي» : لبرامج التواصل الاجتماعي تأثيرات نسبية في تغيير القرارات وتصحيح المسارات في أحيان كثيرة كما أنها وسيلة ناجحة لنقل ما يحتاجه المجتمع، منبها إلى التأثير السلبي الذي قد يحدث نتيجة استخدام التقنية ودورها الثقافي وتعزير الأفكار سواء الإيجابية أوالسلبية. وأضاف أن الكثير لا يعي مضار سوء استخدام برامج التواصل الاجتماعي خاصة بعض الروابط والمواقع المجانية منها، لأنها تخفي الكثير من الجوانب السلبية.

وفي الجلسة قدم الفنان الكويتي محمد المنصور مداخلة اقترح فيها صناعة محتوى فني مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي من خلال إنتاج برامج إلكترونية تعالج الظواهر السلبية. بينما قال الفنان القطري غانم السليطي في مداخلته: «هناك فئة من مشاهير التواصل الاجتماعي المؤثرين يستغلون وسائل التقنية بطريقة بشعة وهناك نية لعمل مسرحية تتناول هذا الجانب».

في حين أكد الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم على أهمية التواجد في منصات التواصل الاجتماعي وقال: «الفنان يجب أن يكون حذرا من وجوده على منصات التواصل الاجتماعي لكن التواجد مهم لتسويق بعض الأعمال وفق أطر معينة».