مبنى وساعة القشلة في العراق.. عراقة تاريخية وملتقى أسبوعي للنشاطات والفعاليات
بغداد، العمانية: تزخر العاصمة العراقية بغداد بالعديد من المباني العريقة والتاريخية التي تعود إلى مئات السنين، ومن تلك المباني التي لا تزال شاخصة والتي تتزين بها بغداد، مبنى وساعة القشلة الواقع على ضفاف نهر دجلة والمجاور لشارع المتنبي.
والقشلة كلمة تركية، تشير إلى المكان الذي يمكث فيه الجنود أو الحصن أو القلعة، ومبنى القشلة وساعته الشهيرة من العهد العثماني حيث بناه الوالي مدحت باشا سنة 1869م، ويبلغ ارتفاع البرج 23 مترًا ويقوم على قاعدة مربعة طول ضلعها 4 أمتار من الأسفل ثم يضيق تدريجياً على شكل هرم ليصل إلى 2.80، وفي أعلى البرج تبرز ساعة القشلة. وشهد مبنى القشلة ولادة أول حكومة عراقية في سنة 1921 وأحداثاً تاريخية أُخرَى عبر السنين الماضية، لكنه اليوم أصبح ملتقى ثقافيًّا واجتماعيًّا لمزاولة النشاطات والفعاليات المختلفة. يقول محسن أحمد وهو أحد رواد مبنى القشلة لـ "وكالة الأنباء العمانية: " مبنى القشلة أصبح ملتقى لممارسة النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية حيث تجد الرسام الذي يرسم لوحات لزائري المبنى، والعازف الذي يتجمع حوله عدد من رواد المبنى لسماعه، والشاعر الذي يُلقي قصائده في حدائق القشلة التي تشهد اكتظاظاً بالزائرين كل يوم جمعة. فيما يحرص الشاعر علي حبيب على زيارة مبنى القشلة المجاور لشارع المتنبي أيام الجُمَع، مشيراً إلى أن المبنى اليوم عبارة عن عراق مصغر حيث تجد كل مكونات الشعب العراقي الواحد وأطيافه. ويضيف لـ "وكالة الأنباء العمانية"، أن حدائق القشلة تشهد تجمعاً للشعراء الشعبيين في أيام الجُمع، فضلاً عن المعارض الفنية التي تنتشر في أروقة المبنى التاريخي. وينتشر في أروقة مبنى القشلة بعض الرسامين الذين يرسمون لزوار المبنى بشكل مباشر. توضح الرسامة رنا عادل لـ "وكالة الأنباء العمانية"، بأن مبنى وساعة القشلة يُشكّلان أهمية كبيرة للعراقيين لأنه من المباني التاريخية الذي يشكل أحد معالم العراق - فضلاً عن مجاورته لشارع المتنبي - لأن العديد من الزوار يأتون للشارع فيقومون بزيارة المبنى للاطلاع على النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية التي تقام كل يوم جمعة. وأوضحت أن مبنى القشلة شهد إقامة المئات من معارض الرسم خلال السنوات الماضية، مبينة أنه قد أُقيم 12 معرضاً في المبنى وكان له صدى واسع خاصة أن الجمهور كان متنوعا ومن مختلف الفئات العمرية.
