"لال سينج".. رحلة التحديات الصعبة

"عُمان": عرض على شاشات السينما فيلم عامر خان الجديد "لال سينج تشادا" من إخراج ‏أدفيت تشاندان ومن إنتاج عامر خان للإنتاج، والفيلم مأخوذ من الفيلم الأمريكي فورست غامب الذي صدر في العام 1994 من بطولة توم هانكس وروبن رايت. ويشارك في بطولة النسخة الهندية إلى جانب عامر خان، كارينا كابور في دور كرمجيت كور تشادا ومنى سينغ في دور والدة لال سينج تشادا. كما يطل كضيف شرف نجم بوليوود الأول شاروخان.

ظهر عامر خان قبل أيام قليلة من انطلاق العرض الأول للفيلم يدعو فيه جمهوره إلى عدم مقاطعة فيلمه عقب الحملة التي شنت ضد الممثلين المسلمين في الهند، وكعادة عامر خان، يلتزم في أفلامه بتقديم الفكرة القيمة والرسالة الهادفة، فإنه من خلال هذا الفيلم يتناول قصة طفل متأخر عقليا، تربيه والدته بكل حرص على أن يكبر دون الشعور باختلافه عن الآخرين أو أنه ينقصه عنهم شيء، وما أن يكبر حتى تم اختياره للالتحاق بالجيش الهندي.

تمنح مقدمة الفيلم نظرة عامة حوله، فالريشة وما صاحب المقطع الخاص بها من خلفية موسيقية مغناة، تروي قصة رحلة الريشة التي ظلت تطير وتمضي على الرغم ما يواجهها من اعتراضات، كأن تتقاذف بين أرجل المارة والعجلات. كانت هذه هي قصة لال سينغ نفسها إلى أن تستكين وتستقر في مكان ما، ثم تعاود الرحلة من جديد متى ما أقلق فيها المكان الذي توقفت عنده أمرا ما.

لم يستطع عامر خان هذه المرة الخروج من قالب شخصية PK الذي يعتبر من أكثر أفلامه نجاحا وانتشارا، فلم يكن لال هذه المرة إلا “pk" مكررh في عمل جديد، فالأداء ونبرة الصوت وتعابير الوجه وحركة الجسد حتى الركض، هي ذاتها التي عرف ومُيّز " “pk” بها، على الرغم من المهارة العالية التي تميز بها الفنان في أفلامه المختلفة. وعلى الرغم من أن "لال" كما يحكي الفيلم يملك ذكاءً بسيطا يتجاوزه فيه أقرانه بفارق كبير إلا أنه يروي قصته بكثير من الحكمة التي لا توازي العاهة المزمنة التي يعاني منها، خاصة وأن الشخصية لم يكتب لها أن تتعافى من ذلك حتى نهاية القصة.

ليس هذا الفيلم هو فيلم خان الأول بالشراكة مع كارينا كابور، فقد اشتركا في بطولة فيلم الدراما والتشويق والغموض "تلاش" من إنتاج سنة2012، إلى جانب الممثلة راني موكرجي، وهو فيلم حاصل على ثلاثة جوائز. ويبدو أن الأدوار النسائية العاطفية التي تتطلب الوقوع في حب شخص يعاني من عاهة معينة في بوليوود مؤخرا فاقدا للإقناع في كثير من الأحيان، وما دور كرمجيت كور تشادا إلا مثالا على ذلك، سبقتها فيه على سبيل المثال لا الحصر الممثلة "أنشوكا شارما" في فيلم "زيرو".

وعلى العموم لم يأتِ الفيلم "الجديد" لعامر خان بـالـ"جديد" الذي كان منتظرا، لا على مستوى الفكرة/ القصة ولا حتى بناء الشخصيات وحبكة الفيلم.