عمانيون يشاركون في أضخم إنتاج لدار الأوبرا السلطانية مسقط
ينطلق غداً على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط أول عرض أوبرالي عالمي، ليكون جمهور الدار على موعد يرافقه الشغف لحضور عرض جديد بعد توقف طويل عن العروض، بآخر أعمال المخرج الراحل فرانكو زيفيريللي، وهي أوبرا "ريغوليتو"، ولعلّ أبرز ما يميز هذا العمل أنه من إنتاج دار الأوبرا السلطانية مسقط.
يشارك في العرض عدد من المسرحيين العمانيين، كممثلين مساعدين، وهي تجربة للدار بدأت تفتح فيها المجال للشباب العماني للوقوف على أكبر مسرح عماني، لتكون تجربة ذات فائدة ومتعة وإضافة في المسيرة الفنية لعشاق المسرح، وفي حديث مع الممثلين المساعدين لسرد تفاصيل مشاركتهم وتفاصيل تلك التجربة كانت هذه الوقفة.
باب للتواصل الثقافي والمعرفي..
وقال فهد الراشدي أحد المشاركين في العرض حول مشاركته: "أوبرا ريغوليتو.. مأساة الحب والانتقام، قصة تتكرر على مر الزمان، وعندما تشارك ولو بدور بسيط جدا في هذه التحفة الفنية المليئة بالألوان فأنت تحيا في عمق الأعمال الخالدة خصوصا إذا اكتشفت أن العمل هو قراءة لرائعة فيكتور هوجو (الملك يلهو)، هكذا أنت تستشعر أهمية هذه المشاركة وإن كانت بسيطة، وتجعلك تحب العمل أكثر".
ويضيف الراشدي: "مشاركتي في هذا الحدث على أكبر مسرح في السلطنة على الصعيد الشخصي.. تجربة ممتعة ولطيفة جدا.. بل أعتبرها من التجارب الناجحة في حياتي والمؤثرة، ليس لأن المسرح أبو الفنون فقط والوقوف عليه يستحق التجربة بل لأن المسرح حياة أخرى تستحق أن تشارك فيها لتحيا مشاعر وأحساسيس أناس آخرين، أما على الصعيد العام فالمشاركة هي نوع من الثقافة التي تفتح أبوابا للتواصل الثقافي والمعرفي مع الآخر، والأوبرا السلطانية هي صرح عالمي وليس محليا فقط وعلينا الاعتزاز بها، والمشاركة فيها ولو بشيء بسيط هو اعتزاز بها".
سادس مشاركة..
وسرد سعود اليحيائي تجربته التي يشارك فيها ضمن عروض الدار للمرة السادسة حيث قال: "شرف لي هذه المشاركة وهي السادسة، وتعني لي الكثير بالوقوف على خشبة مسرح الدار، والأداء في حد ذاته يكسبني شعورا جميلا لاسيما لحظة سماع تصفيق الجمهور نهاية كل مشهد".
ويضيف اليحيائي: "تجربتي في أوبرا ريغوليتو مميزة، وظهور أكثر عن المسرحيات الأخرى، حيث أعطي الثقل للمثل العماني في الظهور، وأمثل أنا دورا جميلا ومميزا في ضوء قصة هذي المسرحية، أما بخصوص التعامل مع الأجانب فهو رائع، حيث نكسب لغة وخبرة وتجربة".
صقل موهبة..
وقال عيسى النعيمي حول مشاركته في أوبرا ريغوليتو: "تُعد مشاركتي في هذا العمل المميز من الإضافات الجميلة إلى مسيرتي الفنية، حيث تم اختياري بسبب مشاركاتي السابقة في أعمال تمثيلية مماثلة، واستفدت من هذه التجربة الكثير ولكن أهم فائدة تكمن في التعرف على الثقافة الإيطالية، وصقل موهبة التمثيل لدي".
حلم وتحقق..
ويستعرض خالد البلوشي أحد المشاركين أيضا في العرض الأوبرالي طريقة مشاركته حيث يقول: "أتاحت لي فرقة مسرح الدن للثقافة والفن، وهي إحدى الفرق المسرحية الرسمية في سلطنة عمان الفرصة للتسجيل بعد نشرها لرابط على جدار المجموعة الواتسابية يحث على المشاركة في العروض الأوبرالية التي تنفذ بدار الأوبرا السلطانية بمسقط، وتعتبر مشاركتي في ريغوليتو هي الأولى بالنسبة لي بعد الخضوع للمقابلة واختيار المشاركين".
وسرد البلوشي شعور المشاركة في الدار لأول مرة حيث يقول: "لطالما حلمت بالوقوف على مسرح دار الأوبرا السلطانية منذ أن عشقت المسرح، واليوم أخوض تجربة جديدة من تجارب هذا العالم الفني كممثل في أدوار مساعدة لأن العرض الأوبرالي يعتمد على المغنيين الذين بدورهم يتقمصون الأدوار الرئيسية في العرض الغنائي التمثيلي، فالهدف الرئيسي في العرض هو استعراض الخامات الصوتية الجميلة التي يمتلكها المغنون بطبقاتها المختلفة إضافة إلى أداء الحوار الغنائي كمشهد تمثيلي بمساعدة الممثلين المساعدين أو الجوق التمثيلي المشارك، وهو دون شك ليس بالأمر الهين - من وجهة نظري- فهو يغني ويمثل في الوقت نفسه".
ويضيف البلوشي: "ومن جماليات الأوبرا أنها تستعرض كافة الجوانب الفنية للأعمال الدرامية، نص تمثيلي، غناء حي ومباشر، وعزف اللآلات الموسيقية، وأزياء، وديكور، وإضاءات وغيرها، وهذه الجوانب كلها مجتمعة متعة للمتفرج"..
إضافة رصيد مسرحي..
ويتحدث عزان البطاشي حول المشاركة فيقول: "أوبرا ريغوليتو عرض أوبرا عالمي مقتبس من مسرحية "الملك يمرح" للكاتب الشهير فيكتور هوجو، وتم عرضه لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر، وتعد هذه المشاركة الأولى بالنسبة لي في عرض أوبرالي بهذا الحجم يُقدم في دار الأوبرا السلطانية. حيث إني تقدمت بطلب المشاركة عن طريق فرقة مسرح الدن، وبعدما تم قبولي مبدئيًا ذهبت لعمل تجارب الأداء في دار الأوبرا وبحمد الله تم اختياري من ضمن الممثلين في العرض".
ويضيف البطاشي: "تعد هذه التجربة بمثابة فرصة لتجربة شكل جديد من أشكال المسرح وهو المسرح الأوبرالي، بالإضافة إلى أنها تتيح لنا الاحتكاك بمخرجين وفنانين عالميين والاستفادة من نظرتهم في المجال الفني وتوظيفها في الأعمال القادمة على الصعيد الشخصي والجماعي. بجانب أنها تعد من التجارب المهمة التي تُضاف إلى رصيد كُل ممثل ومشارك في هذا العمل".
الصدفة تفتح أبواب الحلم..
ويشارك أيضا نفيس الحديدي كممثل مساعد في أوبرا ريغوليتو، ويقول حول المشاركة: "الصدفة هي التي فتحت لي هذا الباب، حيث تلقيت اتصالا من دار الأوبرا تفيد بضرورة الحضور للمقابلة الشخصية، وهذه المشاركة هي الأولى لي، رغم أني كنت تواقًا للمشاركة منذ أن تم افتتاح المجال للعمانيين، وسارعت بالتسجيل عن طريق البريد الإلكتروني، ولكن لم يحالفني الحظ حيث إنه صادفتنا فاجعة وفاة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، وبعدها جائحة الفيروس الوبائي، وقد توقف كل شي عن مجراه الطبيعي، ويبدو أن هذه المشاركة هي بداية خير بعد توقف طويل
ويضيف الحديدي: "هذه المشاركة تعني لي الكثير حيث إني من محبي الموسيقى الكلاسيكية، والعروض الأوبرالية، وسنحت لي الفرصة كي أرى ما أحب بعيني وأسمعه في الواقع كمشارك لا كواحد من الحضور فقط، وأنا سعيد جدا بدخولي هذي التجربة الجميلة".
