شمعة محمد.. انطفاء مفاجئ ووهج خالد

عمان : «الغربة لها صورة.. صورة الموت» هكذا ترجّلت الفنانة العمانية شمعة محمد عن صهوة الحياة عن عمر ناهز 64 عامًا في المملكة العربية السعودية، تجلّت صورة الموت التي كانت تدرك إجابتها جلية في غربتها (كما كانت أطلقت تلك العبارة في أحد أدوارها التمثيلية في أحد المسلسلات المحلية)، فمنذ 1:27 بعد منتصف ليل الأول من مارس الجاري ثبّتت الفنانة العمانية الرحلة شمعة محمد مقولة «تضيق طرق البشر لكن طريق الله يتسع للجميع» لجلال الدين الرومي في حالة اتصالها الدائمة عبر «الواتساب» وهكذا توقفت عند «أم قيس» تلك الحالة من منتصف ليل (الثلاثاء/ الأربعاء) توقف مسارات طرق الحياة والبشر لتستقر في طريق الله الذي يتسع للجميع وهو المآل النهائي لهذه الحياة.

تجاوزت الفنانة شمعة محمد أربعة عقود قدمت خلالها منذ منتصف سبعينيات القرن أعمالا إذاعية وتلفزيونية ومسرحية عامرة بها المكتبة السمعية والمرئية المحلية والخليجية وخالدة في الذاكرة أبرزها من المسرحيات «الخوف» التي شاركت بها في مهرجان القاهرة للمسرح، إضافة إلى تمثيلها سلطنة عمان في مهرجان الأردن المسرحي من خلال مسرحية «العوامة»، وأبرزها من المسلسلات المحلية «قراءة في دفتر منسي» و«ألوان من الحب والحزن» و«آباء وأبناء» إضافة إلى مشاركاتها التلفزيونية الكثيرة التي انطلقت من مسلسل «الديرة نت» الذي صُوّر لصالح التلفزيون السعودي تلته مسلسلات «لا للجروح» و«سهم الغدر» و«بريق المال» والمسلسل الخليجي «بيتنا الكبير» الذي شاركت فيه نخبة من نجوم الخليج، ومسلسلات «من يدفع الثمن» و«قيود الزمن» و«نقش حنة» والعديد من أجزاء «طاش ما طاش» و«المقطار» و«غشمشم» و«غصات الحنين» و«غربة مشاعر» و«عذراي» و«مجاديف الأمل» و«بريق المال» و«الدريشة» و«الفرية» و«نعم ولا» و«أسوار» و«دار الزمن» و«الأسرار خيوط» و«أكون أو لا» و«يا تصيب يا تخيب» و«هذا حنا» و«سواق وشغالة» و«عندما يزهر الخريف» و«ومضة فنار» و«العاصوف».

وعاشت الفنانة الراحلة شمعة محمد متنقلة بين دولة الكويت ومملكة البحرين، واستقرت في سلطنة عمان منذ مطلع السبعينيات بدأت خلالها في تقديم موهبتها الفنية عبر الكثير من الأعمال المحلية ثم الخليجية ولم يكن آخرها مشاركتها في المسلسل العماني «اسمع وشوف» الذي من المؤمل عرضه خلال شهر رمضان المقبل عبر تلفزيون سلطنة عمان وتلفزيون الشارقة ومنصة مرايا، إضافة إلى مساهمتها التمثيلية الكبيرة في عدة مسلسلات خليجية لم تُعرض بعد، إضافة إلى مشاركتها في المسلسل الذي يصوّر في المملكة العربية السعودية وأصيبت في تلك الأثناء بنوبة قلبية مفاجئة شكّلت صدمة لطاقم العمل والجمهور العريض في سلطنة عمان والدول الخليجية وقد نعاها عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عدد من النجوم والمشاهير الذين عبّروا عن حزنهم الشديد لهذا الفقد وهذه الخسارة للوسط الفني المحلي والخليجي والعربي، كما نعاها عدد من المؤسسات الرسمية المحلية والخليجية.