No Image
منوعات

شاب بريطاني يبدع لوحات لمشاهير الرسامين باستخدام الآلة الكاتبة

14 ديسمبر 2022
14 ديسمبر 2022

لندن "د.ب.أ": هل تتوقف عجلة الإبداع عند شكل واحد من الفن ؟. المدارس في فن الرسم لا تتوقف عن الظهور والخفوت، التعبيرية والانطباعية والتكعيبية والتجريدية والسيريالية والبصرية، ثم هناك اللوحات الجدارية، ثم رسومات الشوارع التي لا تلبث أن تنبثق في الصباح وتنمحي بمرور الوقت.

وأحدث صيحة في فن الرسم ظهرت في لندن، يروجها فنان بريطاني شاب يستخدم آلة كاتبة، لإعادة رسم لوحات أبدعها مشاهير الفنانين، ويقول الفنان جيمس كوك 26 عاما إنه يمارس هذا النوع من الفن، لإثبات أن "بعض التقنيات لن تموت أبدا"، وسط حالة من عدم التيقن المحيط بمنصات التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي.

و ذكرت وكالة بي إيه ميديا البريطانية أن كوك يقسم وقته بين بلدة برينتري ومقاطعة إسكس بجنوب شرقي إنجلترا، والاستوديو الخاص به في مركز ترينتي بور وارف للأنشطة الثقافية بلندن، وأكمل مؤخرا سلسلة من سبع قطع فنية تم تصميمها على الآلة الكاتية، قائمة على لوحات وصور شخصية شهيرة رسمها فنانون عالميون، من بينهم لوحة الموناليزا للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، ولوحة البنت ذات القرط اللؤلؤي، للفنان يوهانز فيرمير، ولوحة القوطي الأمريكي للفنان جرانت وود، التي تصور مزارعا وابنته يقفان أمام منزل ريفي شيد على الطراز القوطي، في إحدى الولايات الأمريكية.

ويقول كوك إن أحد الأسباب الرئيسية وراء مشروعه، هو تسليط الضوء على حقيقة أن "بعض التقنيات لن تموت أبدا".

ويضيف "في الحقيقة ما جعلني أبدأ هذا المشروع أساسا، هو أنني أردت أن يدرك الناس، ما تتمتع به الآلة الكاتبة من إمكانات، خاصة في عصر يبتعد الناس فيه نوعا ما عن مواقع التواصل الاجتماعي".

ويتابع "المشروع اختتم باللوحة التي رسمها فان جوخ لنفسه، وجاء ذلك في الوقت الذي بدا الناس فيه، كما لو كانوا بصدد توديعهم الأخير لمنصة تويتر، وفي الحين الذي يستخدم كل شخص هاشتاج "فلتغلق أبوابك يا تويتر"، وكان إسهامي في ذلك إعادة رسم صورة فان جوخ، وهو ما نال 3000 إعجاب".

ومضى كوك يقول إن أول لوحة له كانت بمثابة رسالة تقدير "لملهمه" بول سميث، الذي يشير إليه باعتباره "القصة الأصلية" لفن الآلة الكاتبة، والذي أبدع نسخة بالآلة الكاتبة للموناليزا.

ويوضح قائلا "أردت الاحتفال بإرثه الذي أضافه إلى هذه النوعية الفريدة من الفن، بتقليده وإبداع نسخة خاصة بي من لوحة الموناليزا، وهي اللوحة التي رأيتها في البداية، ولكني بعد ذلك قلت لنفسي إنه من العار أن أتوقف عند ذلك".

ورغبة منه في المضي قدما في جهوده لتكريم سميث، لجأ كوك إلى مجموعة تضم 50 رسما على الآلة الكاتبة، في محاولة للعثور على رسم يسمح له بأن "يكون على صلة" بالقطعة الفنية الأصلية.

ووجد واحدة أنتجت عام 1921، وهو العام الذي ولد فيه سميث.

ويقول كوك "في الوقت الذي بدأت فيه المشروع، تولت ليز تروس رئاسة الحكومة البريطانية".

ويضيف "أحد الأشياء التي أحب أن أفعلها، هو نوع من إبعاد التطورات الجارية عن جميع رسوماتي، وفي ذلك الوقت كنت أعمل على رسم لوحة القوطي الأمريكي.

ويتابع "في اليوم الذي انتهيت فيه من رسم هذه اللوحة استقالت تروس من منصبها، وفكرت بالطبع أن أضمن هذا الحدث في الرسم".

ويقول "عليك فقط أن تبحث لترى أين تكمن جميع هذه الرسائل المخفية".

ويشير إلى أن بعض الرسومات تكون "أكثر صعوبة" في إعادة الإبداع من غيرها.

ويوضح كوك قائلا إن "لوحة فان جوخ التي رسمها لنفسه، أخذت مني أربع محاولات، لأنك إذا نظرت إلى رسوماته، تجد أنها مجرد كم من الألوان".

ويضيف "وفكرت في البداية إن كنت سأرسم على الآلة الكاتبة شكلا بيضاويا فقط، أو أرسم الكثير من الأشكال البيضاوية المختلفة لتكوين وجه الرسام، ثم تراجعت وقلت لنفسي لا أستطيع فعل ذلك".

كما شكلت لوحة القوطي الأمريكي –التي تعد الأكبر حجما في المجموعة- بعض التحديات، حيث استغرقت عملية إعادة رسمها ضعف الوقت، حيث أنها تضمنت شخصين الأب وابنته.

ومع ذلك فإنها تستحق هذا الجهد، لأنها حصلت على تعليقات "رائعة للغاية"، وكثير من المشاركات في رسومات كوك المنشورة.

ويقول كوك "معظم الأشخاص لا يزالون غير مصدقين، بإمكانبة إبداع القطع الفنية باستخدام آلة كاتبة".

ويضيف "كثير من الناس الذين يعلقون على أعمالي الفنية، يكونون في الغالب في الأربعينيات من العمر وربما أكبر، لأنهم يتذكرون أنهم كانوا يتلقون دورات تدريبية على استخدام الآلة الكاتبة".

ويتابع " أحد التعليقات الأكثر شيوعا التي أتلقاها، من الأشخاص الذين يقولون "تلقيت دورات تدريبية على استخدام الآلة الكاتبة في الستينيات من القرن الماضي، وأحد المهام التي كان المدربون يطلبون منا أن نفعلها، هي القيام برسم، وكان ذلك من الأشياء الأساسية، ولكنهم لم يفكروا على الإطلاق إنه سيكون من الممكن استخدامها في إبداع القطع الفنية".