"رحلة" مسرحية تستعرض معاناة البسطاء مع الرأسمالية
- العرض الفائز بالمركز الأول في المهرجان المسرحي لذوي الإعاقة بالسعودية
متابعة - الأزهر القنوبي
عرضت فرقة "الفن الحديث" مسرحية "رحلة"، مساء أمس الثلاثاء 20 يونيو 2023، وذلك بالقاعة الكبرى بجامعة السلطان قابوس، وهو العرض الفائز بالمركز الأول في المهرجان المسرحي الخليجي السادس لذوي الإعاقة بالمملكة العربية السعودية.
المسرحية من إخراج بدر النبهاني، وتأليف سعدالله ونوس، وفي فريق التمثيل قحطان الحسني وعمران الرحبي وأمير الحديدي وأحمد الحسني وفيصل الحارثي وحمد السيابي ومنيرة الصلتية وياسر الوهيبي ويونس القاسمي ومحمد البوسعيدي، وفي الفريق الفني قاسم الريامي مساعدا للمخرج، ومحمد الشماخي مخرجا منفذا، وطاهر الحراصي فني إضاءة، وفيصل الشبلي فني الموسيقى والمؤثرات الصوتية، وفي الديكور والأزياء عبد الواحد الهنائي، ومحمود البلوشي، وحامد السيد، وأمجد الشريقي.
وتحاول المسرحية من خلال شخصية "تعيب" المواطن البسيط بتفكيره المحدود وآفاقه القريبة، أن توصل فكرة أن تلك الشخصية من الممكن أن تكون في أي بلد في العالم، وتعيش في ظل قيم اجتماعية وسياسية معقدة، تنهب حقه الشرعي في الحياة الكريمة، وتخطف أمجاده وهويته وأحلامه ولحظات العزة التي يصنعها بعرقه وطموحه الإنساني.
وتهدف مسرحية "رحلة" إلى تجسيد المعاناة التي يكابد تفاصيلها المواطن البسيط في رحلة الشقاء التي يعيشها "تعيب" الموظف الذي يعمل في مصرف بالمدينة حيث عُهِدَ إليه وظيفة عد القطع المعدنية وفرزها في إشارة واضحة إلى مدى بساطة هذا الإنسان والعمل الذي يقوم به، إلا أنه يعدها أهم المسؤوليات التي يتولاها في حياته البسيطة التي يعيشها بهدوء وسلام.
وبسبب قرار بسيط تنقلب حياة تعيب من الهدوء والسكينة إلى البؤس والشقاء، ففي أحد الأيام قرر الهروب من رجال الشرطة ظنًا أنهم يتقدمون نحوه للقبض عليه، فما كان منهم إلا أن طاردوه وأمسكوا به، وزجوا به في السجن وتعرض للتعذيب حتى يفصح عن سبب هروبه منهم، غير أنه لا يستطيع أن يجد ما يبرر ذلك الهروب لأنه لم يرتكب أي مخالفة في حياته، فاضطر إلى رشوة المحقق بكل مدخراته التي جمعها من عمله البسيط، وفور خروجه من السجن، يتجه إلى منزله ليجد أن زوجته التي تملك عصمة الزواج قد نفرت منه ولجأت إلى رجل آخر، لترميه هي الأخرى إلى الشارع، وما كان منه إلا أن يلتجئ إلى مديره في العمل، والذي فصله من العمل بسبب غيابه الطويل.
وفي وسط الصدمات التي توالت في حياته التي تداعت أمامه يستجيب لنصيحة صديقه في اللجوء إلى أحد المشعوذين فيكتشف أنه لن ينفعه في مأساته وربما زادها سوءًا، وكحل أخير يقرر أن يلجأ إلى "المنظمة الأممية للأنظمة العالمية" وهي منظمة وهمية تحمل رمزية للأنظمة العالمية التي ترفع شعارات مخالفة لما يجب أن تكون عليه علّها تعالج أزماته الحياتية فيستفيق من غفلته عندما يدرك أن هذه الرحلة من تخطيط هذه السلطات منذ البداية.
تمثل شخصية "تعيب" الشخصية الموجودة في أي مكان في العالم تمارس ضده سلطة قوية من قبل سلطات ذات نفوذ كبير لتجعل حياته تتدهور من فقير إلى أكثر فقرا، حيث تحاول المسرحية توضيح هذه المعاناة من خلال نظرة نقدية للرأسمالية.
