حفلات توقيع الكتب.. تأييد فكرة عدم المجانية والاعتراض على طرق التنفيذ
- د. يوسف المعمري: الإهداء لا يتوافق مع دفع المال وهو محرج للمؤلف
- بدر العبري: حالة صحية قد تتحوّل إلى سلبيّة إذا تحولت إلى «تجاريّة» وليست «معرفيّة»
- حمود الشكيلي: فكرة التواقيع حق الكتاب وأنا ضد أن يكون الكتاب مجانيا!
- يونس البوسعيدي: بعض دور النشر تستغل حفلات التوقيع لبيع حصتها فقط!
- بدرية البدري: حفلة التوقيع قرار حر للكاتب وتدوير الكتب أو إعارتها لا يعيقه التوقيع
- صالح البلوشي: هو خيار شخصي لكل كاتب، سواء للموافق أو المعترض
«عمان»: دخلت «حفلات توقيع الكتب» مؤخرا كفكرة (في شكلها ومضمونها) في جدل واسع بين الكاتب والآخر وبينهم وبين المتلقي، فالحفلة في معناها الحرفي هي احتفاء لا يقابله مقابل، في حين أن ثمة فهما عند البعض أن حفلات تواقيع الإصدارات هي مناسبة لتوزيع الكتب مجانا لمن قدمت الدعوة له، فيما يرى آخرون أنه احتفاء بالكاتب وتسويق للكتاب ولا شك أن للكتاب إضافة إلى قيمته المعنوية قيمة مادية قد لا يدركها المتلقي لكنها ـ لا شك ـ مستحقة، فما وجهة نظر الكتاب في «حفلات التواقيع»؟ وهل يعيق هذا «التوقيع» تدوير المعرفة على اعتبار أن الكتاب الموقع يقف عند صاحبه ولا يمكن إعادة تدوير قراءته أو مبادلته مع الآخرين؟
يقول بداية الدكتور يوسف بن سليمان المعمري: في الحقيقة موضوع الإهداء والتوقيع، فيه من اختلاف وجهات النظر باختلاف الغرض، فالكاتب يريد أن يهدي لمن يحب من أصدقائه وأهله و معارفه، ودار النشر تحتاج للمال كي تغطي ما عليها من نفقات، والطرفان محقّان.. وبين هذا وذاك أقترح بوصفي كاتبا في هذا المقام، أن تقدم الدار للمؤلف عددا محددا من كتبه يتم توقيعه وإهداؤه لمن يريد بلا مقابل، وهنا الأمر يختلف أيضا وفق الاتفاق بين الطرفين؛ فأنا أرى مثلا إن كان الكاتب قد دفع رسوم نشر كتابه أن توفر له الدار عددا لا محدودا من الكتب للتوقيع عليها وإهدائها بلا مقابل، وأن يكون في يوم التوقيع فقط.. وأنا أتفقُ أيضا في إن الإهداء لا يتوافق مع دفع المال فهذه عملية محرجة جدا للمؤلف، تجعله يفكر بأن لا يقيم حفل توقيع في المستقبل.
ويضيف «المعمري»: بالنسبة إلى أن التوقيع يعيق تدوير المعرفة؛ فلا أرى ذلك، لا أظن توقيع اسم المؤلف والإهداء يعيق إعارة كتاب ما، فربما هذا أمر إيجابي يحفظ الكتاب لصاحبه المُهدى إليه، و بإمكانه أن يدوّر الكتاب بين أصحابه القراء ليعود إليه ثانية في وقت ما، أو ربما ليجعله في إحدى المكتبات العامة؛ ليعيش بين رفوفها وهو ملك لجميع القراء، وفي الوقت نفسه ملك لصاحب الكتاب الموثق باسمه..
حالة تاريخية
ومن وجهة نظره يشير الكاتب والباحث بدر العبري إلى أن إهداء الكتب هي حالة تأريخيّة قديمة على مستوى بسيط جدّا، لصعوبة الطّباعة حينها، ولكن بدأت في الانتشار اليوم بسبب انتشار الكتاب طباعيّا، بيد أنّها أيضا كانت مرتبطة ابتداء بشكل كبير بكبار الكتّاب في مختلف المجالات، إلا أنّها اتّجهت إلى الجانب التّجاريّ من الجانب المعرفيّ، من خلال استغلال اسم الكاتب إذا كانت له شهرته، أو لأجل التّسويق للكتاب عموما، لهذا قد يكون الكتاب ليس بذاك القوّة، ولكن لشهرة صاحبه مثلا في وسائل التّواصل الاجتماعي أو أيّ مجالات أخرى يحدث هذا الأمر.
ولكن على كلّ حال لا ننس الجوانب الإيجابيّة وهي في نظري أكبر من الجوانب السّلبيّة، لما يخلقه التّوقيع من حميميّة بين الكاتب والمقتني للكتاب، فيشعر المقتني بهذه العلاقة المعرفيّة والتّواصليّة بين الجانبين، وهذا يشجعه على اقتناء الكتاب، وقراءة أفكاره.
ويضيف «العبري»: من جهة أخرى يشكل ناحية تأريخيّة بينهما موقعة؛ لأنّ المقتني للكتاب عندما يضعه في مكتبته يكون مؤرخا في شرائه أو إهدائه، وهذا يوفر له شيئا من الحفظ التّأريخيّ، خصوصا لمّا ينتقل لأبنائه وأحفاده، أو لمّا توقف مستقبلا كتبهم على رغبة البعض لمكتبة عامّة أو مكان ما.
أمّا قضيّة أهو «إهداء أم أنّه بمقابل مادي»، فأتصوّر التّوقيع يحمل الوجهين، فقد يكون إهداء موقعا، وقد يكون توقيعا مؤرخا، فقد يهدي الكاتب كتبه موقعة إلى من يحبّ بلا مقابل، وهذا الأصل، وقد يكون التّوقيع كناحيّة مؤرخة بين الكاتب ومن اقتنى كتابه، وهذه حالة صحيّة كما أسلفنا، ولكن قد تتحوّل إلى حالة سلبيّة إذا تحولت إلى حالة تجاريّة وليست معرفيّة، فتستغل شهرة الكاتب للتّكسب، وقد يعمل بعضهم نسخا ولصقا، فضلا عن قضايا الانتحال الكتابي لأجل النّشر لا لأجل المعرفة، ومن هنا يكون الضّرر في نظري، خصوصا من قبل المقتني للكتاب.
أمّا الضّرر المترتب على الكاتب، وأقصد الكاتب المعرفيّ، الّذي يقدّم معرفة إضافيّة وليست مستهلكة، فلا أرى أية ضرر عليه من حيث الأصالة، بل يساهم في نشر كتابه، إلا أنّ الضّرر إذا تحول إلى عادة بحيث ينتقل الكاتب من الكتابة المعرفيّة لأجل المعرفة، إلى الكتابة لأجل الشّخوص أو الشّهرة أو التّوقيع، فلم يعد ذلك الكاتب المعرفيّ النّاقد والمضيف، بقدر ما يبحث عن إرضاء شريحة كبيرة من النّاس، أو البحث عن الإثارة لأجل الإثارة وليس نتيجة جدّة في الموضوع، فيجذب جمهورا من طالبي التّوقيع، وهذا ضرره أكبر على الكاتب ومكانته وعلى المعرفة ذاتها.
وحول هل «التّوقيع على الكتاب يعوق تدوير المعرفة» يقول الكاتب والباحث بدر العبري: في نظري العكس، حيث أنّ الكتاب لمّا يكون موقعا يحفظ حقّه، ويغنيه عن كتابة اسمه، ثمّ لكون الهديّة لا تُهدى حسب المقولة التّراثيّة، فالكتاب وإن كان مشترى إلا أنّ التّوقيع يحمل روحا إهدائيّة تميل إلى الخصوصيّة، لهذا لا يعوق التّدوير بقدر ما يكون هذا التّدوير محفوظا في الوقت نفسه، ليرجع الكتاب إلى صاحبه.
ولكن لمّا ينظر إلى التّوقيع كناحية شرفيّة أكثر من كونه خصوصيّة، هذا له سلبيته إذا رأى القارئ تمسكه بالكتاب مربوطا بالإهداء فيخشى فقدان الكتاب عن طريق التّدوير، وله إيجابيته في الحفاظ على الكتاب، فبعض الكتب لمّا تخرج من مكتبة القارئ قلّما ترجع، وقد يحتاج لها القارئ في زمن بحثيّ فلا يدركها.
لا يوجد كتاب مجاني
من جانبه يؤكد القاص حمود الشكيلي أن فكرة التواقيع هناك من يسعى إليها ويجتهد وهي حق للكتاب عموما ومن يريده يأتي عانيا، فالكتاب كالمولود يزوره المحبون والأهل والأصدقاء.. وهناك دائما مقولة: إن الكتاب إذا ما أهدي فأنه لا يقرا وهذه فكرة.. لكني أنا شخصيا أحاول تجنب التوقيع كي أفسح للكتاب حيوات أخرى متتالية ومتعددة، فلو أنني أهديت أحدا ما سيحتفظ هذا الأحد بالكتاب ولن يخرجه لكي يقرأه آخرون أو ربما يكتبون عنه لذلك يجب علينا أن نساهم في أن يتحول الكتاب مع قراء آخرين.. فالبعض يمزق ورقة التوقيع ويترك حياة جديدة للكتاب وهذه فكرة جميلة إن كنت قادرا على الاحتفاظ بورقة التوقيع.. لكن إلى أي مدى يستطيع مالك الكتاب الاحتفاظ بهذه الورقة وكم من الأوراق سيحتفظ؟
وأضاف «الشكيلي» إجابة على سؤال هل الكتاب يباع أم يهدى؟: حفل توقيع يعني تشتري الكتاب إن كنت تريده.. فللكتاب حقوق سواء للناشر أو المؤلف وبالتالي لا يوجد كتاب مجاني... هل من الممكن الحصول على سلعة أخرى مجانا؟ لا أعتقد إلا إذا تكفل صديق آخر بسداد قيمتها مثلا، فأنا ضد أن يكون أي كتاب مجاني ولا أطلب من أحد أن يعطيني كتابا مجانيا.. إن أحببت أي كتاب سوف أذهب إليه بنفسي وأشتري نسختي وسأقرأها وسأقول رأيي فيها.. الكتاب بضاعة بذل فيها جهد معنوي كبير جدا من التأليف والطباعة والنشر، فالمتلقي إن لم يعِ ذلك الآن فإنه سوف يعي بالتجربة وبتنبيه الآخر له، فهل هذا الذي حصل على نسخة مجانية يتكفل بسداد قيمة مشاركة في معرض أو سداد قيمة مصروف شخص سافر إلى معرض؟ بالطبع لا؛ لأنه لا يعرف.. لأنهم يعتقدون أنه أمر سهل وبسيط وعلينا أن نعرّف القارئ بأنها سلعة تعطي ثقافة وفكرا ووعيا ومتعة فالأدب متعة.
استغلال للكاتب
ويقف الشاعر يونس البوسعيدي أولا بالاتفاق على المُسلّمات حيث يقول: الكتاب الذي يقام له (حفل توقيع) وأضع هذه الجملة بين قوسين لأنني سأركز عليها الضوء لاحقا، ذلك الكتاب كانت له كُلفة مادية ليكون بين غلافين، كما أنه في حالة من الأحوال بضاعة مادية يُتوخى منها بيع وشراء، ولكن هل يكون ذلك في (حفلة التوقيع)؟ وأعيد التذكير بها مرة أخرى.
أنا أقفُ عند مدلول الجملة وتوقيتها، فالجُملة تتكون من كلمتين الحفلة والتوقيع، الجملة بدلالتها الفرحية التي يتجمع لأجلها أصدقاء الكاتب بناء على دعوته في وقت فرح، ليشاركوه فرحته لا في وقت تعب ماديّ ليحملوه كما تفعل القسامة في المصطلح الفقهيّ.
كما أن الدعوة تم توجيهها (حفل توقيع) ودعني أقيسها بحفل زواج، هل حين أحضر حفل زواج بدعوة يقول لي صاحب العرس ادفع أجرك في الحفلة، لأن الحفلة كلفتنا كما كلّفنا الكتاب، وإنما طلبنا حضورك لأجل صور بابتسامات عريضة ننشرها في الفيسبوك أو الانستجرام أو غيره؟
ويضيف البوسعيدي: يقال «ادعم صديقك الكاتب» وأنا أقول: إنني أدعم صديقي الكاتب بشراء كتبه في غير (حفل) يدعوني له، وإنما بشراء كتبه من منافذ البيع، وبتوزيع نسخه على قراء رصينين ونقاد متحققين يتحدثون عن كتابه، وشخصيا أشتري الكتب العمانية من المكتبات العمانية ومكتبتي الشخصية شاهدة بذلك.
سيُقال: إن معرض الكتاب هو الفرصة الذهبية لعملية البيع، وسأقول إذن لا تدعُني لأشتري وأنت تقول لي (حفلة)، قل لي فعالية تدشين مثلا، فلا آتي بناء على (حفلة) ثم نقع جميعا في حرج.
وعن مواقف تعرض لها يقول «البوسعيدي»: دعوني أحكي لكم عن واقعين، الواقع الأول أن بعض الكتّاب المتحققين كتابيا بعد أنْ عرف الأصدقاءُ وغيرهم أن (حفلة التوقيع) فيها دفع مبالغ، لم يرَ وجه صديق واحد، وهذا أمر محزن.
الواقع الثاني: أن صاحب دار النشر قد يكون سابقا أخذ مبلغ الطباعة من الكاتب، ودسّ في عقد الطباعة بندًا لم ينتبه له الكاتب (وأنا كنتُ منهم) أن الكتب التي تباع في (حفلة التوقيع) هي التي من نصيب الناشر، بينما في ضمير الكاتب أن الناشر سينشر كتبه خارج بلده، لذلك كما يقال في المثل الدارج (لقّمه أذنه)، وهكذا ففي هذا الحال لم يستفد الصديق من ربع كتبه.
ويختم الشاعر يونس البوسعيدي رأيه بالقول: بشيءٍ من الصراحة المرة، ماذا يفيدني أنْ توقّع لي؟ هل زيادة معرفية، أم زيادة متانة في علاقة الصداقة؟ مع الاعتذار من الشخوص الكريمة أنا لا يهمني توقيع أو إهداء أحد، والعكس مطرد، فتوقيعي على ثرثراتي أظنها لا تفيد أحدا.. لذلك فالأفضل هو الوصول لحل واقعي أن يعلن الكاتب أنه حفلة تدشين مثلا ليُفهم أنه للبيع حتى تنزاح الدلالة ويُفهم الواقع أن الحفلة قد تدفع فيها قيمة الكعك والعصير.
التوقيع قرار حر
وترى الشاعرة والروائية بدرية البدري أن حفلة التوقيع هي حفلة مشتركة للكاتب والقارئ على حد سواء؛ فالكاتب يجد من يحب كتاباته، ويبحث عن كتاب يضمها بين دفتيه، حريصا على اقتناء كتابه، والقارئ يتعرف على الكاتب، ويحصل على توقيعه على الكتاب، الذي قد يشتريه في وقت آخر بدون توقيع دون مبلغ إضافي. إذن الكل رابح هنا بشكلٍ ما.
وتقول «البدري»: شخصيا أحب تشجيع الكاتب الجيد وأفضل شراء كتبه بدل الإهداء المجاني الذي يسعى له البعض، لذلك أذهب وأقتني الكتب (أشتريها) بتوقيع إن صادف حفل توقيع وبدونه إن لم يصادف، وكثيرا ما ذهبت في فترات عدم وجود الكُتّاب لأشتري الكتب دون إحراج للكاتب، ولكني أيضا أسعد بأي إهداء، كحال كل هدية أتلقاها، كما احب التواقيع على الكتب التي أمتلكها.
وتضيف بدرية البدري: ما يحدث أن البعض يظن أن حفلة التوقيع تعني حفلة توزيع مجاني للكتاب، وهذا قد يحدث عندما تتبنى إحدى المؤسسات الحكومية أو المجتمعية نشر الكتاب، ولا يتحمل كاتبه أو دار النشر أي مبلغ طباعة.
للأسف نحن لم نتعود على أن الكتاب عبارة عن سلعة لها قيمة مادية (بغض النظر عن القيمة الأدبية) لذلك رخُص الكتاب والكاتب قبله، وصرنا لا نشتري كتب بعضنا لأننا نستغليها ونظن أننا لا يجب أن نقتنيها إلا كهدية، في حين نشتري كتبا أخرى قد لا تحمل نفس القيمة الأدبية لمجرد أننا لا نعرف كاتبها، وبالتالي لا يمكننا الحصول عليها كهدية، متجاهلين الوقت الذي صرفه الكاتب في تأليف كتابه، والمبلغ الذي دفعه للطباعة، وما تجشمه من عناء في سبيل طباعة هذا الكتاب.
وتختتم الشاعرة والروائية بدرية البدري قولها: إن حفلة التوقيع قرار حر للكاتب والقارئ أيضا؛ فالكاتب حر بإقامتها للالتقاء بقرائه، وللقارئ حرية حضورها للقاء الكاتب، واقتناء الكتاب مع التوقيع...أما بالنسبة إلى عدم إمكانية تدوير الكتب أو إعارتها مع وجود التوقيع فلا أظن أن التوقيع عائق؛ لأن صاحب الكتاب يمكنه إعارة الكتاب لمن يثق بمحافظته عليه.
تباين الفهم
وعن رأيه يقول الكاتب صالح البلوشي: هناك إشكالية واختلاف في وجهات النظر حول كلمة «»حفل توقيع«»، حيث يرى البعض أن الأولى أن تسمى بـ«فعالية توقيع كتاب» أو «تدشين كتاب»، لأن الكتب الموقعة لا تهدى وإنما تباع. لكني أرى أن إقامة حفل توقيع للكتاب هو خيار شخصي لكل كاتب، سواء للموافق أو المعترض، فالموافق يرى أن ذلك من حقه لأنه يريد أولا أن يعبر عن فرحته بإصداره وخاصة إذا كان الإصدار جديدا، ومن ناحية أخرى فإنه يرغب في ترويج كتابه حتى يصل إلى أكبر شريحة من القراء، ولكنه ماديا لا يستفيد من حفل التوقيع وإنما يساعد الناشر في بيع الكتاب؛ لأنه قبل حفل التوقيع بيوم يقوم بدعوة أهله وأصدقائه ومعارفه لحضور حفل التوقيع، وعدد كبير من هؤلاء يحضرون لدعم صديقهم، وقسم آخر وربما الأكبر لا يحضر لارتباطات معينة أو أسباب أخرى. وفي أثناء التوقيع يتم التقاط الصور التذكارية مع الكاتب أثناء التوقيع ونشر ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مما يسهم بشكل كبير في الترويج للكتاب والكاتب.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يستفيد الكاتب ماديا من بيع كتابه في حفل التوقيع؟ وعندما أقول الكاتب فإني أعني هنا الكاتب العربي أو العماني تحديدا، والجواب هو أنه لا يستفيد، لأن الناشر يبيع الكتب التي تمتلكها الدار وليس النسخ الخاصة بالكاتب، ولذلك يحرص الناشرون كثيرا على إقامة حفلات التوقيع حتى للكتاب المبتدئين والناشئة لأنهم يريدون بيع الكتاب بغض النظر عن مستواه المعرفي.
وحول إعاقة تدوير المعرفة يقول الكاتب صالح البلوشي: بخصوص أن التوقيع على الكتاب يعيق تدوير المعرفة فلا أظن ذلك، لأن المهتمين بالكتب لا يعيرون كتبهم سواء كانت موقعة من كتابها أم لا، وإذا فعلوا فإنهم يفعلون ذلك مع خاصة الخاصة فقط، وكتبا معينة وليس كل الكتب.
