No Image
منوعات

"تونس"...قرية مصرية تكثف مساعيها لإنقاذ مهنة "الخزاف"

30 يوليو 2021
30 يوليو 2021

الفيوم/مصر، العمانية: تبذل قرية "تونس" مساعي حثيثة كمركز فني وثقافي للحرف اليدوية في مصر، لجذب الحرفيين العاملين في مهنة "الخزاف" الذين تمكنوا من إبراز الجذور الثقافية الأصيلة الراسخة بعمق في هذه القرية، لتبقى صامدة إزاء العديد من التحديات التي واجهتها على مدى العقدين الماضيين كوجهة يعتبر"الفخار اليدوي" المصنوع بالكثير من الشغف والإبداع،عامل الجذب الرئيس فيها. وفيما تبقى المعالم السياحية الفريدة في القرية عامل جذب آخر، أسهم في الحفاظ على بقاء هذه المهنة حتى الآن أمام هذه التحديات. تقع القرية داخل محافظة الفيوم "جنوب مصر، على بعد حوالي ساعتين من القاهرة، وتبدو "ملامحها التونسية" واضحة، تكتشفها بسهولة من أول وهلة تطأ فيها قدمك داخل القرية. لقد ظلت "تونس" سنوات طويلة، قرية ريفية بسيطة، إلى أن جاءت السويسرية، إيفلين بوريه التي توفيت في يونيو من العام الماضي وحولتها إلى مزار سياحي، وقبلة عالمية للفن، يقصدها السياح والمبدعون من شتى أنحاء العالم، ويعمل الجميع فيها في صناعة الفخار أو الخزف أو صناعة السجاد والحصير اليدوي. شيدت ايفلين بورية أول بيت بطريقة القباب والأبواب السائدة الآن في القرية والمشابهة لطراز البيوت التونسية، باسم " مدرسة الفخار" إلا أن اسم المشروع الأصلي هو جمعية "بتاح" لتدريب أبناء الحضر والريف على أعمال الخزف و بعد استقرارها في القرية عملت ايفلين في صناعة الفخار، ثم فكرت أن تعلم أبناء القرية هذه الصناعة فأنشأت المدرسة منذ حوالي 25 عاما، ورأت في الطبيعة المحيطة بالقرية منبعا لإلهام أبنائها، فيستوحون منها رسوماتهم، وكانت تعلمهم الأساسيات،وتترك البقية لفطرتهم والطبيعة المحيطة. وأسس أحمد أبو زيد،وهو خزاف لأكثر من 30 عاما، واحدة من الورش والمدارس للفخار في قرية تونس، كما دشن فكرة "مهرجان تونس للفخار"، الذي تنظمه جمعية الخزافين، في نوفمبر المقبل، ويتضمن عددًا من الأنشطة مثل ركوب الخيل، وركوب الفلوكة (القارب) في بحيرة قارون، وحلقات عمل فخار مباشر للجمهور، مثل أكبر فخارة في العالم، وطريقة صنع أقدم فخارة على مستوى العالم، ومعارض الفخار، وعروض مسرح العرائس. واجهت القرية بصناعتها التي اشتهرت بها، عدة تحديات، برز منها التحدي الأكبر في وباء كورونا، الذي عطل حركتها لأكثر من عامين، بالإضافة إلى تراجع النشاط السياحي الذي أوقف حركة التوافد على القرية بعد أن كانت يوما من الأيام مقصدا للسياحة الخارجية من مختلف الجنسيات، ووفقا للدكتور محمد أحمد ابو زيد نجل أحمد ابو زيد: " فكر والدي، في تأسيس مهرجان "تونس" للفخار، لإدراكه ما تعانيه مهنة الخزف من مشاكل.. إنها من المهن التي تحتاج إلى دعم معنوي متجدد كي تستطيع مواجهة التحديات الطارئة ". ويضيف د. محمد وهو أيضا خزاف وأستاذ فخاريات في الجامعة الألمانية بالقاهرة لوكالة الأنباء العُمانية " كان الكثير من الخزافين المقيمين يفكرون في مغادرة القرية وأخذ وظائف أخرى لكسب لقمة العيش. بدأ الخزافون المحليون يفكرون بشكل مختلف في جذب المصريين بعد أن واجهت السياحة الخارجية فترة عصيبة، تحت وطأة كورونا. ولقد اجتمعنا نحن الخزافين، وبدأنا الآن الاستعداد باتصالات مكثفة لإنعاش صناعة الفخار،ووضعنا خطة للمهرجان القادم، تضمن تعاون الخزافين من ورشتي عمل ومن مدرسة محلية للفخار لتنظيم المهرجان القادم، ونتمنى أن ينجح، بعد أن دخلت محافظة الفيوم على الخط معنا بقوة، كما سيرعى المهرجان الصغير الكثير من الخزافين، وهناك أيضا حفلات موسيقية، بالإضافة إلى الحرف اليدوية الأخرى، ونتمنى أن يجذب المهرجان أكبر عدد من الناس ".