اليابان تنظم ندوة تعريفية عن ثقافتها وفنونها في سلطنة عمان
استضاف النادي الثقافي مساء أمس الأول ندوة تعريفية بالفنون اليابانية قدمها وفد أكاديمي ياباني من المؤسسة الدولية لإيصال الثقافة اليابانية، بالتعاون مع السفارة اليابانية احتفالا بمرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عمان واليابان.
وبدأت الندوة بعرض مرئي تحدث عن اليابان وحضارتها فضلا عن عرض أهم ما تتميز به اليابان من ثقافة وطبيعة وفنون.
بعدها تم الترنم بأغنية من التراث الياباني قام بتأديتها كازوفوزا هوشو أستاذ مسرح القناع التقليدي الياباني بمدرسة هوشو نوه، قدم بعدها محاضرة تناولت المسرح الياباني.
وأشار المحاضر إلى أن المسرح الياباني يعود تاريخه إلى 700 عام، ويتكون من عدة تقسيمات يلخصها في الفئة الأولى من الممثلين وهم الأشخاص الذين يلعبون الدور الرئيسي، وفي العادة يرتدون قناعا ويوجد هذا القناع في المسرح الياباني، وبالرغم من كونه جديدا إلا أن عمره أكثر من خمسين عاما، ويستخدم في الأدوار الرئيسية كشخصية الأسد.
والفئة الثانية من الممثلين يقومون بالأدوار المساندة وإرشاد الجمهور للتعرف على قصة المسرحية، وهم لا يرتدون الأقنعة مطلقا لأن أدوارهم واقعية.
موضحا أنك إذا تابعت مثل هذا النوع من المسرحيات ستشعر بالملل لذلك لا بد من إضافة الطابع الكوميدي وهذا ما سيقوم به ممثلو الفئة الثالثة وهم الممثلون الساخرون الذي سيقفزون إلى المسرح.
ولجذب المشاعر وتلطيف الجو على المسرح يأتي دور الموسيقيين، وهناك أربعة أنواع من الآلات الموسيقية وهي: المزمار، والطبل المحمول على الكتف، وطبل الرجل، وطبول العصي.
مسرح «النو»
وانتقل بعدها إلى التعريف بثقافة الفنون اليابانية، وقال: دائما ما يتم سؤالي من الأجانب عن الفرق بين «الكابوكي» و«النو»، مبينا أن «الكابوكي» فن ياباني وهو أحدث من «النو» ويعود لأكثر من 1800 سنة، ولكن هذا الفن تلاشى بعض الشيء مع مرور الأيام والدخول في المعارك.
ويضيف بأن «الكابوكي» مشوق ويتوافق مع الحفلات الموسيقية في طابعه من حيث التفاعل، على عكس «النو» الذي يشعرك بأنك تزور المتحف لهدوء طابعه.
وهناك طابعان من الفن الياباني أحدهما ترفيهي يطربك بالرقصات والتفاعل، والآخر يتمتع بالطابع الهادئ ولا تكون هناك ردة فعل من الجمهور معه.
ولتتعرفوا على سبب وجود هذين النوعين من الفنون يجب أن نعود للتاريخ الياباني، فن «النو» ظهر في القرن الرابع عشر الميلادي، وزيامي هو الشخص الذي نشر فن «النو» كما هو معروف في وقتنا الحالي.
وبالعد من جيل زيامي إلى يومنا هذا نجد أن فن «النو» عاصر 28 جيلا، ولكن «النو» لم يظهر فجأة في تاريخ اليابان، فقبل هذه الفترة كانت هناك بعض الفنون من «النو» وقد انحدرت من الصين وكوريا الجنوبية إلى اليابان، فكان هناك اندماج لعدد من الفنون. ويعرض هذا الفن للترفيه في السيرك، والعروض الترفيهية، ورقصات الشوارع.
كما أن جو اليابان يحتوي على العديد من الكوارث، فهي بلد صغير تثور فيه العديد من البراكين والزلازل وموجات التسونامي والطوفانات، فجاء فن «النو» ليتناول هذه الكوارث والمآسي التي يخلفها، لذلك ما نجد في معظم عروض «النو» يزين المسرح بالورد والزهور، لأن اليابانيين شعب زراعي، وكان العمال يعملون بجد، ونظرا لصعوبة الطبيعة، خرجت الموسيقى التي تتميز ببساطتها.
ومع مرور الأيام أصبحت اليابان من الدول المتقدمة وانعكس ذلك على الفنون، وأصبحنا نشعر بهذا التطور في الموسيقى والفنون والثقافة.
طريقة صناعة وزراعة الشاي
وألقى ريو إيواموتو أستاذ تقديم الشاي محاضرة تناول فيها طريقة صناعة الشاي وتقاليديه، والأدوات المستخدمة في شرب الشاي.
وقدم المحاضر نبذة عن الشاي وتعريفه، وذكر أنواع الشاي الياباني، مبينا أن الشاي الياباني له حضور أكثر من القهوة، ويحتوي على أنواع من البهارات.
وتطرق إلى زراعة شجرة الشاي وأنواعها، بالإضافة إلى تصنيعها وكيف يتناولها اليابانيون، واستعمالاتها، منوها أن لشرب الشاي ثقافة وتقليدا خاصا بها.
وعن تجربته مع الشاي أشار أنه عندما كان في التاسعة من عمره شاهد أول حفل للشاي، وسرعان ما أصبح مفتونا بمعرفة هذا المكون وثقافته وفلسفته الغنية، ومنذ تلك اللحظة أصبح ممثلا لإحدى الجمعيات المعنية بحفظ الشاي كتراث وثقافة، للمساعدة في مهمتهم للحفاظ على تقليد حفل الشاي.
مضيفا: في عام 2020 منحت أعظم شرف وأصبحت واحدا من أصغر خبراء الشاي، وتطور شغفي إلى مهمة دمج أنماط حياتنا الحديثة مع فلسفات الشاي القديمة، وأسست شركة لتقديم الشاي، لتمكين أجسادنا وأرواحنا لتكون أكثر سلاما وانسجاما، فالشاي في نظري هو حجر الأساس لبناء عالم أفضل.
وتقام مساء اليوم في مقر النادي الثقافي جلسة لعرض طقوس إعداد الشاي يقدمها ريو إيواموتو.
معرض الحرف والفنون التقليدية
وإلى جانب الندوة أقيم معرض مصاحب لأهم الفنون الحرفية التي يتميز بها الشعب الياباني، وتم التعريف عن كل القطع واستخداماتها بالشرح المكتوب على طاولات العرض. وتم عرض نماذج من الشاي الياباني، والأقمشة والمنسوجات التقليدية، بالإضافة إلى بعض الصناعات التقليدية كالمحفظة وعقد الزينة، والمزهريات، والخيوط، وتقديم الكتيبات التي تتناول شرحا عن المدن اليابانية وخريطة اليابان وأهم ما تتميز بها من المعالم، والأطعمة، والأزياء.
