«المنيور» و «سيارة حامد» أفضل الأفلام العمانية .. و«حبال المودة» و«كعكة وسكر» الأفضل دوليا
١٣ جائزة في ختام فعاليات المهرجان و٧ جوائز عمانية -
أعلنت إدارة مهرجان الشرقية السينمائي الدولي عن نتائج مسابقات المهرجان في نسخته الأولى المتمثلة في عروض الأفلام الروائية القصيرة والأفلام الوثائقية القصيرة العمانية والدولية وهوية المهرجان محور العمارة العمانية، والذي جرى تنفيذه في ولاية صور في الفترة من 11-14 من شهر يناير الحالي خلال حفل الختام الذي أقيم بمركز فتح الخير تحت رعاية المكرم المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي عضو مجلس الدولة.
وقد تحصّل فيلم «سيارة حامد» للمخرجين حمد القصابي وعلي السيابي على جائزة أفضل فيلم روائي عماني، وقد قيل في وصفه: (سيارة حامد ليست أي سيارة، تربط حامد وسيارته علاقة وثيقة، ولكن ماذا لو أخذت الأحداث منحنى آخر غير متوقع قد يمس هذه العلاقة؟)، وعلى أفضل فيلم روائي دولي حصل فيلم «حبال المودة» للمخرجة وجدان خالد من المغرب حيث قيل في وصفه: (رتابة الحياة اليومية القاسية تتسبب في اضطراب علاقة راضية بوالدتها، ويتحول إلى عقبة أمام حياتها العاطفية وعلاقتها بأمها ومصير لا منتظر يصطدم ورغباتها الدفينة)، وعلى جائزة لجنة التحكيم (عماني ودولي) روائي حصل فيلم «يوم عادي» للمخرج أنس خالد زواهري من سوريا الذي قيل في وصفه: (يوم عادي بالنسبة لسائق تاكسي في مدينة دمشق عام 2018، يعاني من ضغوطات مختلفة، يحاول كسب مزيد من المال من زبائنه، عن طريق كسب تعاطفهم، من خلال قص حكايات مؤلمة عن نفسه...). وحصل فيلم «الندم» على شهادة تنويه للمخرج الطفل علي شبير العجمي من سلطنة عمان والذي عبر عن (اهتمام الأطفال بالدراسة والاستمتاع بكأس العالم)، أما جائزة تصويت الجمهور فذهبت إلى فيلم «لحظة» للمخرج زيد حسن السبايلة من الأردن (حيث يمر بطل الفيلم صالح بظروف عاطفية بسبب ترك خطيبته له وارتباطها بشخص آخر، مما جعله ينطوي على نفسه ويخضع لرغبة صديق السوء).
أما جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة العمانية والدولية فقد ذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي عماني لفيلم «المنيور» للمخرج محمد العجمي، حيث يستعرض الفيلم فن «الزمط» الذي يُعنى باستخراج الماء من داخل البئر، في قالب وثائقي يهدف إلى المحافظة على هذا الموروث، وجائزة أفضل فيلم وثائقي دولي لفيلم «كعكة وسكر» للمخرج يوسف غازي الحسني من اليمن، حيث يقدم الفيلم أحد مواقع التراث العالمي «شبام» بمحافظة حضرموت اليمنية من خلال قصص تفاعلية وعرض لزوايا وملامح وأسرار المدينة بطريقة غير مباشرة، وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الوثائقي (عُماني ودولي) لفيلم «جميلة في زمن الحراك» للمخرج عبدالرحمن حراث من الجزائر، (حيث يروي الفيلم قصة جميلة لامرأة متشردة وحقيقة معاناتها ومأساتها بعد أن ألقتها الحياة في الشارع لتجد في الحراك أملا تسمع به صوتها.
وحصل فيلم «أماكن في القلب» للمخرجة أروى بنت نبيل الزدجالية من سلطنة عُمان على شهادة تنويه، أما جائزة تصويت الجمهور فذهبت إلى فيلم «الخيوط المبعثرة» للمخرجة شيخة العريمية من سلطنة عمان، حيث يروي معاناة الحرفيين العمانيين في الوقت الراهن.
وأعلنت إدارة المهرجان عن جائزة أفضل فيلم في محور هوية المهرجان «العمارة العمانية» لفيلم «سقف» للمخرج محمد الكندي من سلطنة عمان (والذي تناول جماليات الكتابة والزخرفة في سقف البيوت العمانية القديمة)، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «برج الجنينة» للمخرج محمد سعيد الفارسي من سلطنة عمان، والذي يبرز برج الجنينة كأحد أهم المعالم التاريخية في ولاية بركاء، فيما ذهبت جائزة شهادة تنويه لفيلم «البناء الحجري» للمخرج محمد الرزيقي من سلطنة عمان، حيث تحدث عن الهندسة العمانية المعمارية، أما جائزة تصويت الجمهور فذهبت إلى فيلم «مساجد في عمان من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم» للمخرج محمد البلوشي ، والذي يحكي عن التراث العماني العريق وتأثيره في العادات العمانية.
(مرحباين عودة)
وقال أنور الرزيقي مدير مهرجان الشرقية السينمائي الدولي بأن عبارة مرحباين عودة.. مصطلح استخدمناه في هذه النسخة من المهرجان بغرض الترحيب وعرض ما تمتلك عمان من تضاريس ومقومات طبيعية تساعد في تقديم صورة بصرية منفردة لمن أراد أن يبدأ أي مشروع جديد يرغب من خلاله في تصوير عمل سينمائي جديد.. وبلا شك فإن الجمعية العمانية للسينما والمسرح لن تألو أي جهد في سبيل دعم ونجاح هذه المشاريع أياً كانت لأبناء الوطن أو لضيوفه من المشتغلين في السينما.
فعاليات مصاحبة
تضمن حفل الختام عرضا مرئيا عن حصاد المهرجان خلال الأربعة أيام وتكريم عدد من الرعاة والمساهمين في إنجاح المهرجان. الجدير بالذكر أنه في صبيحة يوم الختام عقدت جلسة حوارية مع الفنانة الأردنية «سهير فهد» والتي أدارتها الدكتورة جنان آل عيسى. تحدثت الفنانة سهير عن نشاطها الفني واهتمامها بالسينما والتلفزيون ودورهما في التنشئة من خلال الأعمال التي تألقت فيه الفنانة كمسلسل الأطفال «كابتن ماجد» التي كنت تؤدي فيها صوت شخصية ماجد. وتم عقد حلقة نقاشية حول الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان وتم التطرق إلى الجوانب النقدية بمشاركة صناع الأفلام وضيوف المهرجان والمهتمين بالنقد السينمائي والمثقفين والفنانين من سلطنة عمان والدول المشاركة.
أجواء المهرجان والمكان
وحول أجواء المهرجان في ولاية صور أشاد الفنان القدير سعد الفرج بثراء ولاية صور بالقول: صور لها مكانة خاصة في نُفُوس الكويتيين بشكل خاص فهي الملجأ للبحار والسفن والتي كان قديماً يتزود منها البحار الكويتي في رحلته لأنها دار أمن وأمان من أهوال البحر، ولها ذكريات عميقة تحديداً عند كبار السن».
وقالت المخرجة والكاتبة والمنتجة السينمائية فرح الهاشم: «شكرًا على هذه الاستضافة وأنا سعيدة جداً بوجودي في مدينة صور لأن والدتي لبنانية من جنوب لبنان ومن صور فالكلمة والتاريخ والأصالة المتعلقة بصور مرتبطة بحياتي وذكرياتي، وأنا سعيدة بأن أكون عضوة في لجنة تحكيم الدورة الأولى من مهرجان الشرقية السينمائي الدولي»، وأضافت حول اهتمامها بالسينما: « السينما جزء من حياتي. أحب أن أوثق كل ما يحصل حولي وأروي القصص التي تفيد الجمهور وأحب أن اجعل الفيلم الوثائقي روائيا والروائي وثائقي حتى لا يمل الجمهور ويتضايق من طول الأفلام وأن يكون هناك حس الحكواتي. فحياتنا عبارة عن حكايات ولكننا نرويها بطرق مختلفة ومناسبة» وقالت فرح الهاشم حول السينما الخليجية: «السينما الخليجية فيها طابع خاص لذا علينا تشجيع الشباب العمانيين للعمل في مجال السينما حتى لو كانت البداية بالأفلام القصيرة فهي تمرين جيد لعمل فيلم طويل وهذا تدريب لهم ليكونوا أصحاب رأي بفيلم أطول. وحول رأيها بالأفلام العمانية قالت فرح الهاشم: «أنا سعيدة جدا بغزارة عدد الأفلام العمانية، وأتمنى أن تترجم الأفلام العمانية إلى عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية وأن لا يكون عرض الأفلام فقط في المهرجانات بل تبث في المنصات الإلكترونية حتى تحقق آلاف المشاهدات. وأضافت: «عند مشاركتي بفيلمي في مهرجان مسقط عام ٢٠١٨ أحببت الخليط الجميل من قصص الحياة الشخصية والحياة العائلية وعن التراث بالمدينة ولابد من تعزيز جهود المشتغلين في قطاع السينما بتسليط الضوء على الحياة الاجتماعية حتى يتعرف العالم على الكنوز العمانية العريقة وجمالية الطبيعة والتضاريس التي تأهلها لتكون وجهة عالمية لصناع الأفلام ونحاول أن نصنع قصصا روائية ووثائقية.
فيما أشادت الفنانة والشاعرة أمل الصقرية بمستوى التنظيم والتنوع في مهرجان الشرقية السينمائي الدولي الأول حيث قالت: المهرجان تفرد عن بقية المهرجانات تنظيميا وتنسيقيا؛ كما أن استغلال الموارد الممكنة في المحافظة مكن المهرجان بأن يصل لأعلى مستوى؛ فهو ناجح نجاحا تاما بجميع المقاييس. وبوجود ضيوف دوليين في المهرجان فإن التعريف بالمنطقة كان ناجحا وجاذبا، وقد دفع الجميع للجزم بأن عمان كتلة من النعيم، وإنما هي بحاجة لبعض الطاقات الداعمة. وعن الأفلام المشاركة تقول الفنانة أمل الصقرية: هناك أفلام تحتاج إلى الكثير من الطاقات، وبعض الأفلام كانت انطلاقة موفقة خاصة للأسماء النسائية التي شاركت في المهرجان، وأتمنى من الجمعية العمانية للسينما والمسرح تخصيص ركن للإبداعات النسائية فعمان تضم الكثير. واختتمت حديثها بالشكر لمدير المهرجان وفريق العمل ومن هم في خلف الكواليس الذين أظهروا الحدث في أرقى صورة.
جدير بالذكر بأن المهرجان حظي برعاية من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، والشركة العمانية الهندية للسماد.
