أحمد الشمري في أحد عروض "ستاند أب كوميدي"
أحمد الشمري في أحد عروض "ستاند أب كوميدي"
منوعات

الكويتي أحمد الشمري: ما لا ترضى أن يسمعه أهلك يجب ألا يسمعه الجمهور

16 مايو 2023
واحد من رواد مجال "ستاند أب كوميدي" في الخليج
16 مايو 2023

- "ستاند أب" هو فن بعيد عن المسرح التقليدي ولا يمكن وصفه بأنه "مسرح مونودراما حر".

- الفسحة الزمنية هي للضحك وإلقاء النكات، فيجب أن تكون الروح الرياضية حاضرة.

- للمتلقي الحرية في طريقة تفكيره وتفسيره لما يقال، كاللوحة التجريدية يراها كلٌ وفق تفكيره.

- فن "ستاند أب" ما زال يحبو في الكويت، و"نادي الكويت للكوميديا" يحفر بالصخر لنعرف الناس به.

عَرفت الفنان الكويتي أحمد وليد الشمري ممثلا تلفزيونيا ومسرحيا، إذ شاهدته في كثير من الأعمال منذ تسعينيات القرن الماضي، اشتهر بأعماله الكوميدية التي نجحت في رسم البسمة والضحكات على وجه المتلقي، من مسلسلات تلفزيونية أو مسرحيات، ومن المسلسلات الكوميدية التي عرَّفتنا بالفنان أحمد الشمري "فضائيات" مع النجم داوود حسين، و"سينمائيات"، وغيرها العديد من المسلسلات، أما المسرحيات فقد شارك في الكثير من الأعمال التي حققت مشاهدة جماهيرية عالية، منها أعمال مع الفنان طارق العلي مثل "آه يا درب الزلق"، وسلسلة المسرحيات المسجلة "مسرحيات 2000"، وآخر تلك المسرحيات ما شارك فيها بِدور بطولي مسرحية بعنوان "الأمانة العامة" قدمها العام الماضي 2022.

كما خاض الفنان أحمد الشمري تجربة تحررت من "الرقيب" إذ اتجه إلى فضاء "اليوتيوب" منتجا مع مجموعة من الأسماء الفنية سلسلة بعنوان "شنو يعني" تلك السلسلة التي ابتكرت مجتمعا وهميا وهو "طُليطلة" مسقطين عليها الكثير من الظواهر الاجتماعية الحساسة بصورة كوميدية تلامس تلك القضايا بطريقة جريئة، ولسان حالهم يقول "إذا أدت أن تعالج قضية حساسة فاطرق بابها".

هذه المقدمة المتواضعة عن الفنان أحمد الشمري تمهد الحديث عن مساره الفني الذي وجد نفسه به، وهو مجال "ستاند أب كوميدي"، حيث عرفته كذلك في الفترة الأخيرة كواحد من فناني هذا المجال وأحد رواده في الخليج العربي، ومنذ عام 2010 وإلى اليوم يجد الشمري نفسه في هذا المجال الفني مسخرا جهوده في نشر ثقافة هذا الفن، إلى جانب عدم إهماله لبقية المجالات الفنية، إنما قللها بشكل كبير لحساب اتجاهه إلى الـ"ستاند أب كوميدي".

كانت لي فرصة حضور عرض من العروض التي شارك بها في العاصمة مسقط، إذ نظم "نادي قهقهة" العماني ليلة "ستاند أب كوميدي" خليجية، وكان أحد نجومها الفنان الكويتي أحمد الشمري، التقيته بعد العرض، فكان لي معه هذا الحوار:

– على خشبة المسرح تقول إنك بدأت "كومبارس" أو ممثلا ثانويا، مع أن البعض يتحفظ على هذا المسمى، هل تفخر أن بدايتك كانت متواضعة؟

• هذه حقيقة، فقد كنت "كومبارس" في مسرحية "آه يا درب الزلق"، وقد قدمنا العمل في مهرجان صلالة في عام 2001، وهذا أمر طبيعي، الكثير من الفنانين بدأوا بأدوار متواضعة إلى أن سلكوا مجالهم الفني وخطهم الذي وجدوا أنفسهم فيه، أنا من الناس الذين استمروا في المجال، ووجدت نفسي اليوم في مجال "ستاند أب كوميدي" منذ عام 2010، الكثير من الفنانين لديهم موهبة "ستاند أب كوميدي" وهم لا يعرفون ذلك، لذلك يتجهون إلى التمثيل وربما يفشلون في ذلك، ومنذ ذلك الحين وأنا أجد نفسي في هذا المجال الذي أحببته وسخرته له وقتي.

- ولكن إلى جانب "ستاند أب كوميدي" هل لديك أعمال فنية أخرى، مسرحية كانت أو دراما؟

• منذ 2010 قدمت مشاهد في السلسلة اليوتيوبية "شنو يعني"، إلى جانب عروض "ستاند أب كوميدي"، منذ ذلك الحين قلَّ اهتمامي بالتمثيل بشكل كبير، رغم أني تلقيت الكثير من العروض للمشاركة في مسرحيات ومسلسلات ولكني رفضت الكثير منها، وذلك لأن تركيزي منصب في الـ "ستاند أب كوميدي"، ربما آخر عامين فقط شاركت في مسلسل بعنوان "تقدير الاحتياج" عرض الموسم الأول منه، وللتو انتهينا من تصوير الموسم الثاني، التجربة جميلة وليس عندي أي تحفظ، ولكني أميل إلى الـ "ستاند أب"، فإذا قيل لي أن عندي تصويرا وفي نفس الوقت لدي عرض "ستاند أب" في سلطنة عمان، فالأكيد أنني سأختار تقديم العرض، كذلك وافقت على عرض المشاركة في مسرحية بعنوان "الأمانة العامة" قدمناها العام الماضي، أعجبني النص وفريق العمل وكان دوري في العمل جيدا، فكنت بشخصية أحد رجال الأعمال الذين يتحكمون بالبلد، النص كان سياسيا قويا، وكان العمل في وقت لا توجد فيه بجدولي عروض "ستاند أب".

- خضت مجالات الفن من مسرح و"ستاند أب كوميدي"، هناك نقاط مشتركة بين مسرح المونودراما و"ستاند أب"، ما هي؟

• وجه الشبه بين مسرح المونودراما و"ستاند أب" أن كلاهما يعتمد على الشخص الواحد، أو المؤدي الواحد، ولكن الاختلافات الباقية كثيرة، فالمونودراما يعتمد على النص، الإخراج، الديكور، الإضاءة، الأزياء، السينوغرافيا، والموسيقى، وغيرها من العناصر المهمة في المسرح، بينما "ستاند أب" هو فن ارتجالي في أغلبه، الكثير مما قدمته في العرض الذي شاهدته كان وليد اللحظة، فن "ستاند أب" مجرَّدٌ من عناصر المسرح، من إخراج ونص وديكور.. إلخ، لذلك أرى أن "ستاند أب" هو فن بعيد عن المسرح التقليدي ولا يمكن وصفه بأنه "مسرح مونودراما حر"، هذا شيء وهذا شيء آخر.

- الفكرة العامة عن "ستاند أب كوميدي" هي الحرية، هل تعتقد أن البعض انطلاقا من هذه الفكرة تجاوز الحدود المسموح بها، فيستعمل الألفاظ البذيئة أو العبارات الخادشة أو التلميح بها؟

• بعض الشباب الذين دخلوا مجال "ستاند أب" يستعجلون في الدخول إليه، لذلك أقول للشباب إنه عليكم عدم الاستعجال، البعض يطلع على تجارب الأجانب في هذا المجال، وعلى كمية الحرية الكبيرة التي لديهم ودخولهم في البذاءة والمحظور، يحاول تقليدهم وتطبيق تلك التجارب على المجتمع الخليجي "المتحفظ"، أنا أتلمس إعجاب المجتمع الخليجي بهذا الفن، ولكني وجدت أن الأغلبية لا تريد سماع ما يقوله رواد هذا المجال من الأجانب مثل "كيفن هارت" أو "كريس روك" أو "ديف شابيل"، لأنه في أمريكا وأوروبا سقف الكلام مرتفع جدا، والحرية فيها ليس لها حدود، حقيقة نحن كمجتمعات خليجية نستحي أن نأخذ ذوينا إلى عروض هؤلاء الأجانب لأننا بكل تأكيد سنسمع ما لا يسرنا، لذلك أقول للشباب لا تستعجلوا ولا تكونوا مثل هؤلاء الأجانب لأنكم لن تصبحوا مثلهم مهما حاولتم، ولدي قاعدة، كما يحترمك الجمهور، عليك احترام الجمهور، ودائما أردد، تخيل أن أهلك وذويك موجودون في المسرح، فما لا ترضاه أن يسمعه أهلك منك، يجب ألا ترضى أن يسمعه الجمهور.

- في العرض الذي قدمته في مسقط، وجدت أن عددا من الجمهور يقول إن فقرة أحمد الشمري كانت ذات رسالة هادفة بقالب كوميدي، هل هذا الانطباع صحيح؟

• لا أعتقد..أنا لا أسعى إلى تقديم رسالة هادفة وفكرة أو درس أخلاقي، وأنا ضد هذه الكلمة، وليس ذلك تقليلا للرسائل الهادفة لأنها مهمة في حياتنا، ولكن ليس من خلال "ستاند أب كوميدي"، لا يجب أن نقحم الرسائل الهادفة في كل فن، خاصة "ستاند أب"، لأنه للترفيه بالمقام لأول، والترفيه مطلب ضروري يحتاجه كل فرد للتنفيس والضحك والاستمتاع بالوقت، وهذا ما أحاول تقديمه في الـ "ستاند أب كوميدي"، كمن يقول لأقرانه طرفة، الهدف منها صناعة الضحك، وليس وراءها رسالة سامية جامدة، في أحيان كثيرة عندما أزيد من جرعة الكوميديا على مواضيع معينة أو على الزوجات أو الفتيات، أجد أن الكثير منهن يتضايقن ويبدين إزعاجهن، فأقول لهن لماذا تشعرونني أنكم في محاضرة أو درس وعظي، هذه الفسحة الزمنية هي للضحك وإلقاء النكات، فيجب أن تكون الروح الرياضية حاضرة، ومحاولة الاستمتاع بكل لحظة بها.

- مرت عليك شخصيات رفعت ضدك قضايا لطرفة قلتها؟

• لا، لم يحدث ذلك أبدا، إنما ما يحدث هو زعل فقط، وإبداء انزعاج البعض.

- نرجع إلى موضوع الرسالة، ربما لا يتعمد أحمد الشمري تقديم رسالة، ولكن المتلقي قد يفهم ما قيل على أنها رسالة لمعالجة قضية معينة، هل تسعى لذلك؟

• لا أسعى لذلك صدقني، إنما للمتلقي الحرية في طريقة تفكيره وتفسيره لما يقال، كاللوحة التجريدية يراها كلٌ وفق تفكيره، كالمقطوعة الموسيقية، ولكن على الجميع أن يعي أن هذا الفن وجد للترفيه والتعبير والضحك، هو فن "كوميدي هزلي" لا يجد أخذه على محمل الجد.

- نسمع في الكويت أن سوق "شباك تذاكر المسرحيات" نشط جدا، ماذا عن "شباك تذاكر ستاند أب كوميدي" في الكويت؟

• فن "ستاند أب كوميدي" في الكويت لا يزال يحبو، لدي مجموعة فنية مكونة من 15 فنانا كوميديا نعمل تحت مظلة "نادي الكويت للكوميديا"، وهو نادٍ من تأسيسي، شبيه بفكرة "نادي قهقهة" في مسقط، نحن نحفر بالصخر لنعرف الناس بهذا الفن، الذي نشأ في أمريكا منذ الحرب الأهلية عام 1865 تقريبا، لذلك البعض يعقد مقارنة بيننا وبين الفن الغربي، ولا مجال للمقارنة، نحن بدأنا في هذا الفن منذ 15 عاما تقريبا، وما زلنا في بداية تعريف الجمهور به ونشر ثقافته بناء على ثقافة مجتمعنا، ونجد جمهور "ستاند أب كوميدي" في السعودية أو مصر مثلا كبيرا جدا، وذلك يرجع إلى أن عدد السكان فيهما كبير، وهي نسبة وتناسب، لذلك حينما نقارن بين جمهور الكويت وسلطنة عمان والإمارات نجد أن الجمهور أقل بكثير.

- هل لديكم في "نادي الكويت للكوميديا" موسم عروض معين؟

• ليس هنالك موسم معين، إنما نقدم عروضنا كل يوم اثنين، باستثناء أيام محددة، مثلا توقف العروض بشهر رمضان المبارك، وفي الأعياد لأننا لا نستطيع منافسة المسرحيات التي يتجه إليها الجمهور بشكل كبير، ولدينا شباك تذاكر إلكتروني نعلن عنه من خلال حسابنا في منصة الانستجرام "Q8comedy1".

- اختتم بسؤال أخير، هل لديكم فكرة لتسويق عروضكم في منصات البث المرئي، مثل منصة شاهد أو المنصات المشابهة لها؟

• نعم هناك فكرة لذلك، فنقوم بتصوير عروض الارتجال التي نقدمها كل أسبوع، لنحاول تسويقها مستقبلا على أحد تلك المنصات.