No Image
منوعات

الفنانة التونسية سناء هيشري: الأعمال التشكيلية العربية تنقصها روح الحداثة!

19 ديسمبر 2021
19 ديسمبر 2021

القاهرة - د ب أ: قالت الفنانة التشكيلية التونسية سناء هيشري: إن الفنون التشكيلية العربية اليوم تنبض بروح الماضي، ورأت بأنه «إذا كان التاريخ مرجعا للفنان فلا بُدّ أن يُطوّره، ويحيي فيه روح الحداثة»، وأن يوظف الماضي لإيجاد مستقبل فني أفضل.

وأضافت هيشري- المقيمة في بلجيكا- في مقابلة جرت عبر الإنترنت مع وكالة الأنباء الألمانية: إن التساؤل حول ما يحمله المستقبل للفنون والثقافة العربية «يجعلنا نفكّر بالحاضر، ونتكهّن للمستقبل الذي بأيدينا رسمه وتخطيطه». وتابعت في إجابتها لسؤال حول رؤيتها لمستقبل الحركة التشكيلية ببلدان العالم العربي: إن المستقبل بحسب رؤيتها مرهون بما يقدّمه الفنان العربي من إبداع حديث، ومواكبته للعصر.

وحول رؤيتها لما تواجهه الحركة التشكيلية العربية من معوقات، قالت بأن هناك مشاكل عديدة موجودة على أرض الواقع، وقد تكون عائقا أمام تطور المشهد التشكيلي في الكثير من بلدان العالم العربي، مثل غياب المعارض والفعاليات الدورية، وعدم حصول الفنانين على حقوقهم، وغياب الدعم اللازم لهم للقيام بدورهم في إبداع وابتكار كل جديد في عالم الفنون التشكيلية.

وأكدت سناء هيشري، على أن العالم العربي غني بالفنانين الذين وصلوا للعالمية بأعمالهم، وبثقافتهم وإبداعهم، وبقدرتهم على تطويع خاماتهم وتطوير خبراتهم من أجل إيجاد حالة فنية متفردة وثرية تواكب ما يدور في الساحة التشكيلية العالمية.

وحول سؤال عن مدى معاناة الفنان التشكيلي العربي، ومدى قدرته على أن يعيش من نتاج ممارسته للفن، قالت: إنه من المستحيل أن يُعاني أي فنان تشكيلي سواء كان عربيا أو أجنبيا، لو كانت له قُدرات فنّيّة عالية وإبداع مُميّز.

وحول مفردات وموضوعات لوحاتها التشكيلية، قالت: إن مشاريعها الفنية للعام 2021، دارت حول المرأة، والخيل والفروسية، والخط العربي، وأنها قامت بمخاطرة كان فيها الكثير من الجُرأة الفنية، حين مزجت بين فنّ التشكيل، وفنّ النّحت، وفنّ الخط العربي، الذي أعطى بحسب قولها: «المزيد من الثراء والجمال للوحاتها الفنية».

وتابعت أنها ابتعدت عن القواعد والأصول التي وُضعتْ للخط العربي، لتكتب وتنقش كلمات وآيات قرآنيّة ثلاثية الأبعاد، وتطوّر من استخدامات الخط العربي في اللوحات التشكيلية.

وأوضحت سناء هيشري، أنها رسمت في لوحاتها نضال حواء وقوّتها، وأن الأنوثة بالنسبة لها ليست بمعني الجمال والدلال فقط، وإنما هي الذكاء والمهارة، وهي طاقة إيجابيّة، وذبذبات، وروح الحياة ونبضها.

وحول المدارس الفنية التي تنتمي لها، قالت: إن حُبّها للحرية، وتمردها على القيود الفنية المفروضة على الفنان، جعلتها لا تهتم بالمداس الفنية، وأن يكون لها مدرستها التشكيلية الخاصة بها، واستخدام تقنيات وخامات تبقي واضحة بقوة في لوحاتها.

وأكدت على أنها ليست مُجبرة على السّير في نفس طريق الفنّانين، بل أنها على العكس من ذلك، وأنها تُحب السّير في الاتجاه المُعاكس في طريق التّغيير والتّطوّر الفنّي، والابتعاد الكلّي عن الطّرق الكلاسيكيّة واستقلاليتها في تحديد مسرح من التقنيات والخامات تتلاعب على لوحة الكانفا، بطولتها ألوانها، وسلاحها السّكّين، والفرشاة، والاتحاد بينهما أمر رائع.

واعتبرت هيشري أنها نجحت في أن يكون لها نهج فني خاص، كان بالنسبة لها «بمثابة ثورة على واقع الفنّ، وكسر للقُيود، وللقوانين، وللأساليب المُتعارف عليها في الرّسم، والتي تمّ وضعها في الميدان الفني التشكيلي من مدارس متعددة».

وحول الرسالة الفنية التي تحملها لوحاتها، وعوالمها الفنية الخاصة، وطقوس ممارستها للرسم، قالت بأنها في لوحاتها مولعةٌ بلعبة الغموض والتّعمية.

وقالت: «أسْتدرج النّاس لأُغازلهم وأجْذِبَهم بخيالي الفنّي وأُثير أسألتهم عن تقنياتي ورسالتي، وهذا هو منهجي الفنّي التشكيلي».

وأضافت بأنها حين تقرر رسم لوحة، عادة ما يكون ذلك في ساعات الفجر مُباشرة، حيث تدخل في حالة نفسيّة لا توصف، تنسى خلالها العالم بأسره، وينفجر الإبداع ليُعطي فنّا فريدا ومُميّزا، وأنه بعد الانتهاء من الرسم تكون ولادة جديدة لعمل فني جديد.

يُذكر أن سناء هيشري، هي فنانة تشكيلية ومدرسة فنون جميلة، تونسية الجذور، تحمل الجنسية البلجيكية، وهي خريجة المعهد الملكي للفنون الجميلة بالعاصمة بروكسيل، وقد شاركت عبر مسيرتها الفنية الممتدة لعقدين من الزمان، بالعديد من الملتقيات والمعارض التشكيلية بأوروبا والعالم العربي.