التعرض المباشر لأشعة الشمس قد يحمل مخاطر على البشرة يمكن تجنبها
برلين "د.ب.أ": يقولون دائما أن الوقاية خير من العلاج، ومن هنا فإن الحفاظ على البشرة، وحمايتها من أشعة الشمس الحامية، يساعد على سلامة الجلد، والبعد عن الأمراض الجلدية التي يمكن أن تتطور بشكل ينذر بالخطر.
ومن ناحية أخرى ينبغي علينا، أن نتابع ونلاحظ التغيرات التي تطرأ على الجلد، من بثور وبقع خاصة تلك ذات اللون الأحمر المائل إلى البني، وأيضا تلك التي تشعرك بخشونتها مثل ورق الصنفرة، فهذه البقع يمكن أن تكون التهابات ذات قشور، تكونت بفعل التعرض لأشعة الشمس ولحق بها الضرر من حرارتها، ويطلق عليها الأطباء “التقرن الشمسي”.
وعلى الرغم من أن هذه الالتهابات والبقع الجلدية، شائعة جدا ولا تمثل عادة مخاطر صحية، فهناك فرصة ضئيلة لأن تتحول إلى نوع من سرطان الجلد، يعرف باسم سرطان الخلايا الحرشفية، أو الورم النخاعي، وفقا لما يقوله طبيب الأمراض الجلدية الدكتور ديرك شاديندورف.
تظهر البقع عادة على أجزاء من الجسم، التي تتعرض غالبا للأشعة فوق البنفسجية، الناتجة عن ضوء الشمس وتتراكم على مدى حياة الشخص، ومن بين هذه الأجزاء المعرضة، الجبهة والأنف وظهر اليدين، والذراعين والجزء العاري من صدر المرأة والبقعة الصلعاء في الرأس.
توضح طبيبة الأمراض الجلدية الدكتورة ماريون مورز كاربي، أن “هذا هو السبب في ظهور الحالة عادة، بعد تجاوز المرء سن 50 أو 60 عاما”.
بينما يقول شاديندورف”كلما قمت بحماية نفسك من الشمس، كلما كان ذلك أفضل لبشرتك”، ولذلك يجب عليك من الناحية المثالية، عليك وضع مستحضر واق من أشعة الشمس، مثل كريم أو غسول للبشرة، مع ارتداء قبعة واسعة الحواف في الأيام المشمسة.
وفي حالة إهمال اتخاذ مثل هذه الاحتياطيات الوقائية لفترة تمتد لسنوات، يعرضك لخطر الإصابة بواحدة أو أكثر، من بقع “التقرن الشمسي”، وتحذر الدكتورة وتحذر مورز كاربي من أنه “كلما طالت مدة هذا التقرن، كلما زادت خطورته”، لأن الجلد التالف يمكن أن يتطور إلى ورم خبيث وموضعي.
وتقول مورز كاربي “لا ينبغي الاستخفاف بهذا الأمر، لأنه يمكن أن يخترق الجلد بعمق ويصعب علاجه نسبيا”، وتنصح بزيارة لطبيب متخصص في الأمراض الجلدية مبكرا، لفحص البقع ذات القشور واللون الأحمر من الجلد.
هناك طرق مختلفة لعلاج التقرن الشمسي، على سبيل المثال باستخدام كريم أو جيل يصفه الطبيب المختص، بحيث يوضع على مناطق البشرة المصابة، ويقول شاديندورف “هناك خيار علاجي آخر هو التقشيرالكيميائي”.
ومن طرق العلاج الأخرى التبريد، حيث يتم تجميد الخلايا الخرشفية” بالنتروجين السائل، مما يحولها إلى بثور تسقط في النهاية، غير أن مورز كاربي تشير إلى أن عيب هذا الإجراء، هو أنه “يترك غالبا بقعا بيضاء”.
وهي ترى أنه من الأفضل استخدام محلول لحرق الجلد المصاب كيميائيا، وتقول إنها طريقة “تعمل بشكل جيد، عندما تكون الخلايا الخرشفية صغيرة”.
وثمة طريقة علاجية خرى أيضا، حيث يمكن للطبيب إزالة الجلد التالف، عن طريق كشطه أو التخلص منه بالليزر، وتقول مورز كاربي إنه يجب أولا أخذ عينة من الأنسجة، لتحديد مدى عمق تلف الجلد، فإذا كان الضرر عميقا إلى حد ما، فيمكن إزالة الأنسجة عن طريق الجراحة.
ويشير شاديندورف إلى أن هناك خيارا آخر، وهو العلاج الضوئي،حيث يتم وضع كريم أو جيل على الجلد، والسماح له بأن يتخلل البشرة لمدة تصل إلى أربع ساعات، ثم يتم تعريض الجلد لضوء خاص لعدة دقائق، قد تكون هذه العملية مؤلمة وتسبب نوعا من الوخز، ويتم على حدوث نز جزئي من بقعة الجلد في وقت لاحق، ولكن الجلد يصبح في النهاية ناعما وخاليا من الندوب.
وتتوقف أفضل طريقة للعلاج على حالة المصاب، ويقول شاديندورف إنه “عليك أن تدرك أنه بغض النظر عن العلاج، فإنه لا يحقق شفاء دائما، ولكن يتيح عادة راحة مؤقتة”، ينعم الجلد، لكن الحالة يمكن أن تتكرر مرة أخرى.
إذا كنت ترغب في تجنب علاج التقرن الشمسي، فعليك اتخاذ الاحتياطيات الوقائية مبكرا، وحماية نفسك من أشعة الشمس، ومن الأفضل تجنب الأشعة فوق البنفسجية عندما تكون على درجة كبيرة من القوة، والتي غالبا ما تكون خلال الفترة بين الظهر والثالثة عصرا.
وتقول الدكتورة مورز كاربي، “إنه من المفيد أيضا التحقق من مؤشر الأشعة فوق البنفسجية”، والمؤشر عبارة عن توقع يومي لقوة الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الشمس، كلما ارتفع رقم المؤشر، زادت سرعة حدوث حروق الشمس، عندما لا يكون الجلد محميا.
يوجد مؤشر مرقم من 0 إلى 3 ويعني أن قوة الأشعة آمنة، ولكن إذا سجل 4 أو أعلى فيجب عليك استخدام واق من الشمس، وإذا كانت حوالي 8 أو أعلى يجب أن تحمي نفسك جيدا، من أضرار أشعة الشمس، على سبيل المثال من خلال البقاء في الداخل، خلال ساعات منتصف النهار.
