أمل دباس: الفن هو "القوة الناعمة" وبه نقضي على ما يواجه القيم والأخلاقيات من تحديات
- العمل الكرتوني يوازي العمل الدرامي يتعامل فيه الفنان بالأحاسيس والمشاعر
فنانة لامعة أضاءت الشاشات في فترة التسعينيات، من أعمدة الدراما الأردنية، قدمت العديد من الأعمال الفنية والمسرحية والدرامية فضلا عن الغناء الذي كان مدخلا أولجها لعالم الأضواء، بدأت مسيرتها بالدبلجة الكرتونية انتقلت بعدها إلى الأعمال التلفزيونية والحية، وما تزال تشارك في الأعمال الدرامية، ولم يخفت نجمها بمشاركتها في المواسم الرمضانية لمسلسل "جلطة" الذي أبدعت فيه بصحبة عدد من الممثلين الأردنيين والسوريين.
عرفت بالقارئة السريعة في برنامج المناهل، كما عرفها الأطفال بشخصية "سيدريك" الفتى النبيل، ولها أدوار درامية تركت فيها بصمتها.. نجمتنا أمل دباس تعود بنا إلى بداياتها لتشاركنا تجربتها في الدبلجة الكرتونية، وما عايشته من تطور في الدراما الأردنية والعربية، لتتوقف عند بعض المحطات التي أثرت في حياتها الشخصية... وبداية من نقطة ارتقائها سلم الفن توجهت ((عمان)) إليها ببعض الأسئلة..
- كيف يتقمص الفنان الشخصية الكرتونية؟
- الممثل حين يؤدي الدور يعيشه، والعمل الكرتوني يوازي العمل الدرامي، لأن الموضوع يتعلق بالمشاعر، ويتعلق بحكاية وقصة وتسلسل درامي. كل هذه المكونات يأخذها الفنان على محمل الجد ليتعامل مع الأحاسيس والمشاعر.
إلا أن الإضافة في العمل الكرتوني، هي أنك ترى صورة عوضا عن الشخصية الحقيقية، والعمل الكرتوني يحتوي على ملامح معبرة دائما عن الكلام الذي يخرج من الشخصية، تساعد الفنان لكي يكون مواكبا لردة فعل للشخصية.
وبدوري حين أعبر عن مشاعري أثناء أداء الدبلجة تكمن الصعوبة في ضرورة أن تطابق الجملة التي أقولها ردة فعل الرسم وذلك أمر ليس سهلا، لأنني أصطنع الأسلوب بعكس التمثيل الذي أؤديه شخصيا في العمل الدرامي التلفزيوني فهو يتبنى ملامحي أو إحساسي فقط، ولكن في الأعمال الكرتونية يجب أن أجعل إحساسي يشبه الإحساس الموجود في الصورة وهو الأصعب.
وذلك يقاس أيضا على دبلجة الأفلام، وأتذكر عند دبلجة أحد المسلسلات المكسيكية وكان أول مسلسل يتم دبلجته في الأردن، كنت مضطرة لأن أعيش إحساس الممثلة الحقيقية، وبالرغم من كونها شخصية حقيقية بعكس الكرتون الذي يعرض شخصية مرسومة ولكن لغتها مختلفة وبالتالي يجب أن أصل إلى إحساسها.
- نتحدث عن أكثر عمل كرتوني ترك بصمته لديك؟
- أكثر عمل كرتوني أحسست به هو "الفتى النبيل"، لأنه من الأعمال التي ركزت على الأخلاقيات والقيم والمبادئ والعلاقات الإنسانية السامية، رسخت جميعها في هذا العمل، لأجل ذلك علمني هذا العمل الكثير من المبادئ، خاصة أنني أديته في مرحلة مبكرة منها، فأوجد لدي نضجا في مشاعري تجاه الآخرين، وتقبل الآخر، كما احتوى على قيم كثيرة في حياتنا، فالإنسان يجب أن يروض نفسه بأن يتعامل ويتعايش معها.
وهذا المسلسل اختزل الزمن معي عوضا من أن تعلمني الحياة لأنني تعلمت من المواقف التي قدمها.
- ما هو الفرق بين الكرتون القديم والحديث؟
- إجابة هذا السؤال هي سبب عزوفي عن دبلجة أي عمل كرتوني جديد، وربما تتذكرين مؤدي الأدوار إيمان هايل وسهير فهد وأنا، كنا من أكثر الناس تقديما للكرتون، حتى أن أول عمل في الأردن في دبلجة الكرتون شاركت فيه كان مسلسل "بن بن" والكلب "عمو شنبو"، هذا الكلب هو أول عمل كرتون في الأردن، وكان كلبا ضاع من أمه ليربيه "العم شنبو"، وكان التعامل مع الأعمال الكرتونية بدائيا، كنا نسجل كما يتم التسجيل في الإذاعة، بالتسجيل ثم يتم تركيب الصوت في وقت لاحق على الصورة، وربما لن تجدي الدبلجة متطابقة مع حركة الفم مائة بالمائة أو ربما وجدت جملة أطول أو أقصر، إلا أنه نجح برغم كل شيء.
- إذا تحدثينا عن العزوف..
- بالنسبة لي دائما أسعى في كل عمل سواء أكان كرتونيا أم إذاعة أم تلفزيونا أو مسرحا، بأن يحقق الفائدة ويجب أن يخضع للقيم والأخلاقيات وإعلاء الذائقة.
وبالنسبة لي دور الفنان ورسالته هي تقويم المجتمع وأي خلل موجود في المجتمع من سلوكيات، فهذه مهمة الفنان من خلال العمل، وهو الأقدر في العمل الفني دائما بالتأثير على الناس أكثر من الخطاب السياسي.
هذه وجهة نظري، وفي الكرتون هذه أعمال موجهة لأخطر فئة في الدنيا وهي الطفل، فهو مثل الإسفنج كلما غذيته فهو مستقبل جيد ويمتصه ويبقى في الذاكرة، وعندما يتأثر الطفل بأعمال الكرتون ويحب عملا معينا فيجب أن نعلم بأنه تأثر بكل تفاصيله، وأصبح لديه مخزون يمكن أن يقوم بالانعكاس على مستقبله، ليصنع شخصيته.
ومع الأسف، أصبح التوجه الآن مع التطور والحداثة، ولا أعلم ما الذي حدث، ولكن أصبح الكرتون غير حقيقي، يخلو من المشاعر، ويحتوي على الصراخ والعنف، وتجدين البعض يطير والبعض يقوم بأمور خيالية، وهناك الكثير من الأطفال تأذوا لأنهم أحبوا العمل وقلدوا الشخصية بأن يقفز من حاجز أو غيره فيموت الطفل أو تكسر رجله.
ومن أجل كل ذلك، لا يمكنني أن أكون جزءا من نشر هذه الثقافة المرفوضة التي تأثر في جيل قادم سيكون حاملا للواء العنف وعدم قبول الآخر والصراخ بدل الحوار، وهذا ما نواجهه في مجتمعنا العربي، وقد عانينا في الأردن من العنف حتى في الجامعات، وهم هؤلاء الشباب الذين هم عماد المستقبل والذين سيحمون البلاد، وعندما تنظر إلى طالب جامعي يتشاجر مع صديقه ويحمل في وجهه السلاح، هذا جميعه نتيجة مخزون مجتمعي أو ثقافي أو فني.
وتقع على عاتق الفنان مسؤولية كبيرة بأن يظل محافظا على هذه القيم والأخلاقيات، وإعلاء الذائقة لدى الناس.
- على ضوء ما قلت.. هل يمكن أن نقول بأن المستوى الفني متدن!!
- لا ليس المستوى الفني، وإنما تطوير الأعمال، فلو توقفنا لنرى إنتاجنا فهو بعيد عن الأعمال التي تواكب ما يحدث على الأرض، أو عالمنا، أو البشرية بشكل عام، وهي قليلة، وليس هناك أية مواكبة مع الأسف. ويمكن أن نقول بأن الدنيا تطورت وقطعت أميالا والأعمال الفنية المعاصرة المعبرة التي يفترض أن تكون انعكاسا للمجتمعات، لأن الفنون مرآة المجتمع، سواء أكانت السينما أم المسرح أو التلفزيون، أو الإذاعة، أو الكرتون أو أي فن آخر هو يجسد القيم وأخلاقيات المجتمعات.
- نقابة الفنانين.. ما هو دورها هنا...؟
- نقابة الفنانين تعنى بشؤون الفنان، لكن الدولة هي من تعنى بشؤون الدراما والأعمال الفنية، والثقافية، فهذه مهمة الدولة في أن يكون لديها أجندة وخريطة طريق، لأن الفنان يوجه في هذا الاتجاه أو هذا الاتجاه، لخدمة مجتمعه، ويعطى المساحة بحيث يبدع، وعدم التغاضي عن القضايا التي يعاني منها المجتمع.
كما أن هناك بعض "التابوهات" لها حد معين حين تذكر في الأفلام كالمخدرات والانحلال الخلقي، ونحن في الفن القوة الناعمة التي يمكن أن تنقذ المجتمعات من هذا التردي والتدهور في القيم والأخلاقيات، وحتى الأمل هو مهمة الفنان من خلال الأعمال، فلدينا مشكلة في الأعمال التي تعالج قضايا المجتمع.
- أمل دباس بدأت صغيرة في الإذاعة والمسرح.. من الشخص الذي قادك وماذا تقولين له؟
- كان عمري اثني عشر عاما عندما بدأت العمل من خلال الإذاعة، وقد ساهم الكثيرون في نجاحي أولهم والدي ووالدتي رحمهما الله، هما من آمن بموهبتي والموضوع بدأ بمفارقة عجيبة وهو أنني بدأت بكورال الأطفال الإذاعة الأردنية أغني ولا أمثل، وكان عمري اثني عشر عاما، وفي ذلك الكورال أطفال الإذاعة الأردنية نغني أغاني وطنية، ولأن صوتي جيد وكنت متمكنة في الأداء، قدمت بعض أغاني الأطفال في المسلسلات، كأغنية مسلسل "الفتى النبيل" أنا من غناها، وكذلك مسلسل الأطفال "بن بن".
وهناك أشخاص كثر أولهم بيتي وعائلتي والدائرة الأولى والدي ووالدتي، لهم فضل كبير حتى في مجابهة المجتمع مثل مجتمعنا، ومجتمعنا الأردني مجتمع محافظ، وهناك صورة غير مريحة للفن والفنانين، كما أن بعض المنتجين لا يراعون الذوق روجوا من خلال بعض الأعمال على مستوى الوطن العربي، جعلت الناس تكون حذرة في أن تدفع ببناتها في هذا المجال، وأنا من عائلة كبيرة في الأردن، وفيها من رجالات الدولة وشيوخ، وكان الموضوع صعبا، وقد جابه والدي كل الظروف لإيمانه بالفن، وأن الفن هو أداة التغيير، ووالدتي أيضا.
- أين هو موقع الأردن من الأفلام السينمائية؟
- من السينما العالمية بعيدون جدا، ولكن هناك تجارب في الأفلام القصيرة، وشاركت على مستوى عالمي ونحن فخورون بها، ولكن على مستوى الأفلام الطويلة والأفلام الروائية بالمعنى الحرفي هي تجارب موجودة برغم قلتها، إلا أنها كانت مؤثرة وشاركت في مهرجانات وحصلت على جوائز على مستوى العالم العربي أو دوليا، ولكن ما زالت التجربة بشكل عام خجولة في الأردن.
- كيف ترين الثقافة البدوية كونها نكهة أردنية هل غابت مع انتشار منصات الأفلام؟
- الآن تتوفر منصة شاهد ونتفليكس وهي منصات لا تتبنى أي عمل بدوي أو من إمضاء العمل الدرامي الأردني، ولها أجندتها الخاصة، ومع حبي للأعمال البدوية إلا أنهم ركزوا على هذا التراث وصبغونا بهذه الصبغة، فالبدوي جزء من ثقافتنا وتراثنا وأردنيتنا، ولكن المجتمع الأردني متنوع وبه ثراء، وكما أن لدينا البدوي، في الجانب الآخر لدينا الريفي وهو مجتمع ثري وبه من الجمال والقصص والقيم، وكذلك المدنية. والأغلبية الساحقة في الأردن تعيش في المدن، وفي العاصمة، ونحن بحاجة لهذا التنوع ليعبر عن كافة شرائح المجتمع.
- ما هي الأعمال الأكثر ملاءمة لأمل دباس..؟
- أنا أحب الأدوار التي تطرح قضية، كما أحب دور المرأة القوية في الأعمال، والفنان من الجميل أن يقوم بالتنوع كقوس قزح من الأعمال بأن يؤدي مختلف الأدوار ليعطيه إثراء كفنان، ولمسيرته، ولكن ما يستهويني هو المرأة المناضلة في الدراما التي تواجه تحديات، وما يجول في خاطري هو تقديم فيلم، وأرجو أن أجد شخصا مستعدا لكتابة رواية أو سيناريو بهذا الاتجاه، وهو مسألة إصابة المرأة بسرطان الثدي.
- هل تحدثينا عن تجربتك بالتغلب على مرض السرطان..
- مررت بهذه التجربة، نعم أنا ناجية من سرطان الثدي من ثماني سنوات، والحمدلله أنا بخير الآن، ولكن أخذت على عاتقي ضمن رسالتي الإنسانية في الفن، أن أكون نموذجا لكل امرأة يمكن أن تمر بهذه التجربة، وكيف هو حالي الآن، بعد كل المعاناة.
لأنني مررت بالتجربة، وعانيت كثيرا، وفقدت شعري، وأخذت الكيماوي، ناهيك عن الانتكاسات وأمور كثيرة، وكيف أن الإنسان لديه إيمان برب العالمين، مع حب للحياة، والمطلوب منه أن يعمل في هذه الدنيا لأن الله خلقنا لإعمار الأرض، وكم هناك من أشخاص ما يزالون بحاجتي، كل هذه الأمور بمعونة الله سيتجاوز الإنسان من خلالها المرض، ويكمل حياته ويزهد في الدنيا، ويرى الأشياء قزمة ولا داعي للتناحر وأن نكره ونحقد بل نعيش في سلام.
- كيف هي أمل دباس الإنسانة.؟
- أنا متسامحة جدا لا أحمل حقدا ولا ضغينة ولا أعرف أن أكره حتى من يؤذيني، هكذا نشأت وتربيت وهذه تركيبتي، وأنا سعيدة بها، قال تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"، وأنا أرى بأن الله أعطاني حكمة في تقييم الأمور، كما أرى بمنظور فيه حكمة، وكيف يكون حال من ينام وهو مرتاح، ولم أؤذ أحدا في حياتي حتى من يؤذيني، وإذا سألني أحد عنه يقولون لي ما رأيك في فلان أقول عنه ممتاز فقط. وهذا أبسط مثال مهما أساء لي، وهذا من الأصول البدوية، وجزء من شخصيتي، ودائما أخبر أولادي بأن يكونوا هكذا، لأنه كما يقال "كوب في البحر لن يعود إليك"، فلا تنتظر شيئا من أحد ولا تنتظر أن يعود إليك أي شيء، رب العالمين يضعك في المواقف الأنسب.
- نتحدث عن المسيرة الفنية.. هل يوجد فرق بين أفلام التسعينيات وأفلام اليوم؟
- التحدي الأكبر هو الرواية أو النص والأهم أن يكون مواكبا ولديه رؤية، والأمر الثاني التطور الفني الذي طرأ والطفرات من الفنان أو المخرج أو المصورين أو كل الفنيين، قامت بنقلات نوعية أدت إلى تحسين أداء السينما أو التلفزيون، كما أن المعدات تحسن جودة العمل كالميكرفونات، والناس التي درست وأدخلت الأنيميشن، أصبحت هناك إضافة تثري الأعمال والسينما بشكل عام الآن.
يتبقى أن نواكب ما يحدث على الأرض لأن ما يحدث على الأرض كبير في حياتنا إنسانيا واقتصاديا وسياسيا وفي كل المجالات، فكل حياتنا أخذت منحى آخر، والدراما حتى الآن لا تعبر عنه بالشكل اللائق والذي يعطيه حقه. ولو لدينا 1 من 10 فالدراما تغطي 6 والبقية خطوط حمراء وتابوهات. فما هي قيمة العمل الدرامي إن لم يحتوِ على ذكاء في الطرح؟! ولماذا وجدت الرمزية؟ والسينما رأسمالها الاستنتاج والرمزية. وأجمل الأعمال السينمائية هي التي تترك لخيال المتلقي الغوص والتحليل، وهذا النوع من الأعمال يمكن أن يكون جزءا لبعض الإسقاطات فتكون هناك جزالة بما يقدم، كما أن القضايا الإنسانية مهمة جدا بالطرح السينمائي وهذا هو التوجه العالمي الآن بأن يكون الطرح إنسانيا بحتا لأنها لغة الشعوب العالمية، والأحاسيس والمشاعر يفهمها الأمريكي والإسكتلندي والإفريقي وكل الشعوب، لأنها مشاعر مشتركة بين البشر، وعندما نؤدي عملا إنسانيا يتعلق بالمشاعر يصل والفكرة تصل وفكري أنا يصل.
- عندما نتكلم عن الشعوب.. ما هو طابع الأعمال المشتركة التي تقدمها الدراما الأردنية؟
- هناك أعمال مشتركة في الأردن، ولكنها قليلة، وأنا أقوم بتمثيل "مسلسل جلطة" وهو عمل تلفزيوني واجتماعي كوميدي، أدخلنا فيه عائلة سورية، كما تم التعاون مع نجوم من سوريا وهذا هو الموسم الرابع، ولاقى استحسانا ورواجا كبيرا على مستوى الوطن العربي. ونرجو أن يتم عرضه في تلفزيون سلطنة عمان، فهو يروي قضايا اجتماعية تشبه كل بيت في الوطن العربي من تحديات الأولاد، إلى تحديات الرجل المتقاعد، وغلاء الأسعار، جميع هذه القضايا مجتمعية مشتركة في بلدان الوطن العربي.
- كانت تصلنا العديد من المسلسلات قديما.. لكن الآن لم نعد نراها فغابت عنا أعمال لدول كثيرة.. فهل يعود ذلك لاحتكار القنوات للمسلسلات...؟
- لا.. الأمر يعود لجانب التسويق وموضوع مادي وليس له علاقة بالاحتكار. فحسب جهد المنتج في كيفية تسويق أعماله وحسب المحطات وكيف تشتري الأعمال، هذه قضية الانتشار وعدم الانتشار. كما يحتمل أن ترى الدولة أن العمل غير لائق أو لا يناسب مجتمعها على سبيل المثال، أو قليل الجودة وهذا يعتمد على عدة عوامل.
- عودة إلى الأعمال الهادفة والراسخة في الأذهان.. "برنامج المناهل" ألا يمكن أن يتكرر...؟
النقطة المضيئة في المسيرة الفنية بالنسبة لي، برنامج "المناهل" وكان بتمويل عالمي في تلك المرحلة، وكانت تكلفته عالية، والآن لا تستطيع دولة واحدة أن تنتج عملا تعليميا مثل المناهل، وكنا ننفذ "المناهل" في مرحلة التأسيس، ليذهب للمرحلة الإعدادية على سبيل المثال، فيأخذ شكلا آخر من التعليم، وأنا أعتبره نقطة مضيئة في حياتي، وأشكر الله أن كان لي الحظ بأن أشترك في برنامج المناهل وأكون شخصية مؤثرة في دور القارئة السريعة، أحب الناس هذه الشخصية.
- كونك سفيرة للنوايا الحسنة لمكافحة الجوع في العالم.. هل تخبرينا بعلاقة الفنان والعمل الإنساني.....؟
-الفنان لا ينفصل عن العمل الإنساني، والعمل الخيري، لذلك أنا من عام 2010 عينت سفيرة نوايا حسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لمكافحة الجوع في العالم، وأنا أمثلهم في الأردن ونقوم بمهمات كثيرة لملفات متنوعة بالمناطق الأقل حظا في الأردن والتغذية المدرسية والعقل السليم في الجسم السليم، كما نقف على مخيمات اللجوء السورية أيضا، ولهؤلاء دعم تعليمي ومادي وإعاشي، وبالنسبة لي كأخت تم اختياري من بين سفراء النوايا الحسنة على مستوى الوطن العربي لأمثلهم أمام الـ "quarter" في الأمم المتحدة. لألقي كلمة باسم السفراء العرب، ونعرف بمنجزاتنا على الأرض في مجتمعاتنا، وكان هذا إنجازا كبيرا بالنسبة لي، ولأجل ذلك أقول لك بأن الفنان لا ينفصل عن مجتمعه لا إنسانيا ولا في العمل التطوعي لأن جميع عمله يتعلق بالأخلاقيات، فيجب على الفنان أن يكون صورة مشرقة.
- هل السينما والمسرح بخير.. وماذا ننتظر من القادم...؟
- لا أحب الصورة القاتمة ولكن نحن بحاجة إلى الدعم والمساندة ودعم مؤسسات دولة معنية بالعمل الثقافي والفني حتى نرتقي أكثر فأكثر، لأن الطموح أكثر من الواقع حتى وإن كانت هناك إنجازات هنا وهناك، الطموح أكبر والمطلوب أكثر، لأجل أن تكون القوى الناعمة مؤثرة أكثر، وفي رأيي دائما الخطاب الثقافي والفني هو الأقدر على التأثير على الأرض من الخطاب السياسي، ولأجل ذلك يجب أن تعي الحكومات في العالم العربي بأهمية دور الفن والفنان في إرساء قواعد الطمأنينة، ونوعية حل المشاكل وترسيخ القيم والأخلاقيات والسلوكيات، كل هذا مهمة العمل الدرامي والفنان المؤثر.
- وماذا عن دور الفنان الكوميدي والأدوار الهزلية؟
- الفنان المؤثر يؤثر في الناس والناس تتمثل به وتقلده، وأي سلوك أقوم به أبتعد عن ابتذال الكلمات والسب، لكي نضحك المشاهد، ولكنني أحب كوميديا الموقف بحيث إذا سمعها الطفل أو الشاب يتأثر. فكلمة يقولها الممثل أو المؤثر ستكون عادية بالنسبة إليه وسيصبح يرددها ويقولها، ولو قيل له عيب سيقول لا عادي. وهذا هو الفرق بين نوعية الكوميديا، كما نتمنى من الحكومات ومؤسسات الدولة المعنية بالثقافة والفنون أن تلتفت لتأثير الفن وأهميته في المجتمعات.
